هل نكتب للأطفال,, أم نكتب عنهم؟ الرديء,, يأكل الجيد,. محمود قاسم |
لماذا نكتب للأطفال؟.
بالنسبة لي فالإجابة بالغة البساطة، فانا لا اكتب للأطفال الآخرين الا بعد ان اكتب لهذا الطفل الذي بداخلي، والذي لا اسعى الى أن ادفنه وسط السنين التي تطاردني وتجعلني أكبر سناً يوماً وراء يوم، وفي الفترة الاخيرة بدأت بعض الشعيرات البيضاء تزحف على الرأس, بما يعني ان هناك انفصالاً ما لا بد ان يتولد بيولوجيا بين تركيب الجسم وبين الأيام والسنين التي تمر، وبين عالم الأطفال.
وليس المقصود بعالم الاطفال هو ذلك الجسد الصغير الذي يتوج به الصغار، ولا علامات الزغب الذي ينتشر في الاجساد، ولكن هو ذلك الشعور الانساني البالغ البراءة الذي يقوم في الاساس على رفض عالم الكبار، أو الدخول فيه، ولذا فأنا اتعامل مع الفنون باعتباري لم ابلغ بعد سن النضج الحسي.
ولذا فإن العلاقة بين ما نكتبه وبين مشاعرنا الخاصة يجب ان تكون متكافئة، ومتسقة معاً,, ومن المهم أن اعبر هنا عن انتباذي لعالم الكبار، وهروبي منه الى عالم الصغار، فاللغة بين الكبار تقوم على المصلحة، والرغبة الشديدة الاعجاب بالذات على حساب الآخرين، وما رأيته من لغة يستخدمها الكبار من اجل اثبات ذواتهم مادياً ومعنوياً، ومن اجل تأمين مستقبلهم، او مستقبل ابنائهم، يدفع المرء الى ان يتقوقع في عالم الطفولة شاء ام ابى، وعلى سبيل المثال فكل هذه الجرائم البشعة التي يرتكبها الكبار انما سببها انهم يشعرون بعدم الامان، ويحاولون شراء المستقبل بأي ثمن، وهذه الجرائم البشعة هي من ضمن لغات الكبار، اما الصغار فهم لا يرتكبونها واذا فعل بعضهم، فبوحي من الكبار.
وعالم الكبار الذي نرغم على الدخول فيه، من حقنا ان ننعزل عنه اذا اتيحت لنا الظروف ان نفعل، وقد وجدت ذلك في الكتابة للاطفال، ولا تعني الكتابة هنا هي الجلوس امام المكتب، وملء الصفحات البيضاء بكتابات ساذجة، ولكن هو تفريغ البراءة التي في الذات الى الآخرين سواء في صورة قصص او حكايات او معلومات ثم معاودة قراءتها، كأن آخر هو الذي كتبها، وفي الكثير من الاحيان نراجع بروفات هذه الكتب فنشعر بنفس مشاعر الصغار، كما ان الكتابة للاطفال هي التي قربت مني اطفالا يأتون أجيالاً بعد أجيال، ويتجددون دائماً فنلتقي بهم في المحاضرات والندوات والحدائق وفي اماكن عديدة، نتناقش معهم ونحاورهم، ونعايشهم، فيمتد عمرنا الطفولي اكثر، ويقصر عمرنا الناضج، والغريب انني لا اقرأ للكثير من كتاب الاطفال، والسبب بسيط ان اغلبهم محترف كتابة، وهو ايضاً كبير يكتب للاطفال، ولذا فلست في حاجة الى ان اقرأ ما كتبه الكبار بقدر ما انا في حاجة ماسة لأن أطالع ما يبدعه الصغار هؤلاء الذين يعيشون في صيرورة فسرعان ما يكبرون، ويحاولون قدر الامكان طرد الطفل البريء من دواخلهم فترى بعضهم يحاول تدخين السجائر، او اطلاق زغب شاربه، للتأكيد على رفض طفولته والهروب منه، فهو يتعجل ان يكون كبيراً دون ان يدري انه يدخل على مراحل الخطر بكل حذافيره، وهو مساق الى ذلك سوقاً.
الكتابة هي في المقام الاول معايشة، دخول الى عالم الصدق، وسط زيف مكثف يحوطنا في كل مكان، وعندما يجلس الكاتب الى أوراقه، ويمسك قلمه فانه ينسلخ من اشياء كثيرة يحاول ان يطردها، وهناك بعض الكتاب يتقمصون هذه المتاعب والمعاناة من اجل الكتابة عنها، وبالنسبة لي فالكتابة نوع من اللذة الجماعية، امارسها وانا بالغ السعادة التقي في لحظاتها بذاتي وبالآخرين وأكتب ما يدفعه القلب الى القلم، وأحاول ان ارتفع عن المستوى الحسي الذي اشعر به ويسعى الى أن يغلبني,,.
والسؤال هو ماذا نكتب للاطفال ولماذا نكتب؟.
لا بد ان يتذكر المرء وهو صغير حكايات داخل ذاته ابتدعها، او خلقها له آخرون، فعاش فيها بعض الوقت قبل ان ينسلخ منها، وفي طفولتنا ذلك الخيال الواسع بأنك محور الكون، وان هذا العالم انما خلق لسعادتك ولتسليتك، وهناك ذلك الشبح الذي يأتي اليك عبر الجدران، فيقوم بأخذك معه الى آفاق بعيدة، يجعلك تفعل اشياء ليست في مقدورك، كأن تطير بدون جناحين او ان تسبق طائرة نفاثة، او ان تتناول العشاء مع نجم شهير انت تحبه,, واشياء كثيرة.
وهذه الحكايات والتخيلات كثيراً ما تتفق مع ما يرويه لك الكبار احياناً، وايضاً مع ما تعيشه مع الصغار من امثالك، فالواقع حولك,, اما الخيال فرائع، وعلى الصغير ان يصدق كل شيء، ان يصدق ان بطل الحكايات الاسطورية هو اكثر حقيقة من الاشخاص الذين يحيطونك، ولذلك تصير صداقة واعجاب بين ابطال الطفولة وبين الصغار اكثر مما ستصير بين الاطفال من نفس السن على سبيل المثال, فهل يتذكر احد منا صديق المرحلة الاولى من طفولته بنفس القدر الذي يتذكر به حكايات الف ليلة وليلة، وام الغولة واسماء اخرى كثيرة.
واروع ما في هذا العالم هو سرعة تصديقه ولماذا لا نصدق ومفردات الكذب بكل اشكاله ولا تعرف طريقها الينا حتى تلك المرحلة,, والغريب اننا نبدأ في الابتعاد عن كل هذا العالم بنفس الدرجة التي نتعلم بها اساليب الكذب تلك العادة المحببة جدا للكبار.
في حديث تلفزيوني قال مذيع: ان الطفل المصري من اذكى اطفال العالم، حسب احصائية قدمتها الأمم المتحدة، وذلك من سن السادسة هذه في حد ذاتها كذبة، فمن اين جاء المذيع بهذه المعلومة وكيف تم القياس ومتى!,, على كل لقد صدقت هذه المقولة وجاءت اجابتي: فعلا فالطفل المصري تحدث له انتكاسة بعد سن السادسة، والسبب انه سرعان ما يتعلم مفردات الكبار ويصير واحداً منهم، يتكلم بنفس لغة ابيه، واحياناً امه، وهي لغة جافة، مليئة بالنفعية خاصة في ما يتعلق بالمشاكل الاسرية التي يجد نفسه غارقاً فيها، كأنه واحد منها، بل في الكثير من الاحيان يحس انه سبب هذه المشاكل، فلولا وجوده لانفصل الوالدان على سبيل المثال، والابناء الكثيرو العدد هم سبب الفقر والقرف الذي يعيش فيه الأب.
واقول بهذه المناسبة لماذا لا ندع للصغار عالمهم، ولكنه نداء طوبوي، ومستحيل فبيوتنا ضيقة، وحوارينا اكثر ضيقاً وزحاماً، وقرانا مزدحمة بالصغار والكبار، والأسمنت الذي حل مكان الارض الخضراء، واذا شاهد الصغار التلفزيون فإنهم هنا سيكبرون فالتمثيليات والافلام معنية بالحديث عن مشاكل الكبار.
وعليه فإن الصغار محاطون دائماً بمشاكل الكبار في كل مكان، وهم مرغمون على هذا، ويستعذبونه وفي الصيف هذه الأعوام الاخيرة انقلبت الامور في حياتنا تماماً، فالصغار يجلسون امام شاشة التليفزيون حتى ساعة متأخرة من الليل، اما الكبار فعليهم أن يناموا مبكراً من اجل اللحاق باعمالهم في الصباح, اليس هناك انقلاب اشد، والكثير من البيوتات لم يعد لأصحابها قدرة على ارغام ابنائهم على النوم مبكراً, وضاع زمان حدوتة ما قبل النوم تماماً.
إذن فالكتابة للاطفال تستلزم ان يكون الكاتب نفسه طفلاً في روحه، وفي احساسه، وان يحمل هما هو الاحتفاظ بدرجة عالية من البراءة للاطفال، ولكن حتى ما نرى الاطفال يحبونه يكشف اننا في خطر داهم، فكتب العنف، والمطاردات، والجواسيس تملأ المكتبات، ويزداد الاقبال عليها، ومؤلفوها هم كتاب، وهناك فرق هائل بين الاديب والكاتب، الاديب يحمل على عاتقه رسالة ويعبر عن واقعه، وواقع الحياة، التي يعيشها القراء، اما الكاتب فهو اشبه بكاتب يجلس امام احدى المصالح الحكومية ويملأ صفحة بيضاء، طلب او خلافه كي يأخذ اجره ليس له رسالة، ولا هدف، وكل ما يهمه هو ارتفاع نسبة التوزيع، وهل هناك هدف سام في اعمال كتاب من طراز موريس لبلان، وأجاتا كريستي، والافعال الرئيسية في الكتابات التي يقدمونها للبشر هي: ذبح، قتلو طارد، اختلس سرق، اشتبه، وافعال اخرى بالغة السوء والقسوة.
زحفت هذه الافعال في السنوات الاخيرة الى عالم الاطفال، وملأت كتب من هذه النوعية ادراجهم، وقد لا يكون من حقنا ان نعترض، ولكن في بعض البيوت فانك لن تجد سوى هذا النوع فقط من العناوين والكتب، اي ان بصناعة الافعال السابقة قد طردت الافعال النبيلة مثل: طمح، حلم، افندي، اخلص، انقذ، احب، وغيرها.
ونحن ككتاب اطفال وجدنا امورنا تسوء، فالناشرون يسعون الى مبيعات اعلى، واذاً فانهم يطلبون منا دوما ان نكتب لهم قصص الالغاز، وهي روايات بوليسية تعتمد على الغموض والمطاردات، والقتل واشياء اخرى عديدة، وكيف لكاتب يكره كل ما كتبته اجاتا كريستي وموريس لبلان، وشرلوك هولمز وجورج سيمنون ان يجد نفسه يكتب روايات بوليسية او الغازا.
الروايات البوليسية مصنوعة في المقام الأول كي يتسلى بها ركاب القطارات الذين يسافرون لساعات وعليهم التعامل مع الثقافة، بنفس المنطق الذي يقوم به شخص بشراء كيس فيشار او كيس لب يتناول حباته وهو يشاهد فيلماً في دار سينما، هو يرى ان السينما تسلية، واللب وسيلة من وسائل التسلية اي ان الاثنين متفقان معاً.
وكتابة الالغاز هي جريمة كبرى في حق الاطفال، ومع ذلك طلب منا الناشرون ان نقدم لهم الالغاز، لانها تباع، وانا اعترف ان لي مجموعة روايات في دار الشروق تحت اسم الغاز الشروق اقترحها المهندس ابراهيم المعلم للحق هو اراد عمل الغاز وترك لي حرية الموضوع، فابتدعت شخصية حب حب ليكون تان تان العربي مغامراً اكثر تطوراً لديه الكمبيوتر صاحب المعلومة الذي يتتبع الاحداث الكبرى في العالم، مؤتمر قمة الارض، زلزال القاهرة، اولمبياد 1992 كأس العالم 1994 الاتجار في الاسلحة النووية في الدول المنشقة عن الاتحاد السوفيتي، ظهور قراصنة البحر في نهاية القرن العشرين في شرق آسيا، ومجابهة كل تخلف بالكمبيوتر.
البداية كانت مع سيدة ذكية، ماما جميلة كامل، كانت في عام 1986 رئيساً لتحرير كتاب الهلال للأولاد والبنات، طلبت ان اقوم بتبسيط رواية آلة الزمن لهربرت جورج ويلز ولما قرأتها بالفرنسية اكتشفت انها تمجيد للتاريخ الانجليزي, فقررت كتابة رواية للاطفال فيه تمجيد للتاريخ المصري، وكان اول كتاب لي مغامرات آلة الزمن العجيبة الذي رحل اثنين من الاطفال الى خمسة ازمنة عربية هي زمن طرد الهكسوس وزمن كليوباترة وزمن التأميم عام 1956م والقاهرة المعاصرة، وقاهرة المستقبل,, وقد بدأ الكتاب محاولة اولية في اخراجه، وان كان يضم قصصاً من التاريخ القديم والمعاصر, والمستقبلي واذكر ان بطلي القصة علاء ودعاء (وهو الاسم المفضل لدي لأنه اسم وحيدتي) قد رحلا الى بورسعيد عام 1956 من اجل المشاركة في صد العدوان الثلاثي.
وبعد عام اي في 1987 طلبت مني ماما جميلة ان اعد كتاباً عن المجتمعات الحديثة باسم حكايات غيرت الدنيا تتبعت فيه عشرة من العلوم المهمة وذلك من خلال رسوم ستربس بالاضافة الى قصة خيالية تدور في اطار احد هذه العلوم فلو تحدثنا مثلاً عن الانفاق العملاقة كانجاز علمي فهناك قصة اطفال تدور في كوبري الانفاق اي ان الكتاب قد جمع بين تبسيط العلوم والقصص المؤلفة.
وعندما تقدمت بكتابي الثاني هذا الى جائزة الدولة لم اكن اتوقع ان يفوز بالجائزة وفي مرحلة الانتظار غير المتعمدة، كنت قد قدمت في نفس السلسلة كتابا ثالثا تحت عنوان اجمل حكايات البحر وقدمتني زميلتي آمال خطاب الى دار نهضة مصر، فاقترحت عليهم ان نحكي للاطفال قصص افلام السينما الشهيرة في مجموعة كتب تحمل اسم اجمل حكايات الدنيا وتمت الموافقة على المشروع وانتهيت من صياغة الكتاب الأول اوليفر توسيت ويضم خمسة افلام فرنسية وبريطانية وامريكية وقد قام الناشر بتوزيع مسودات من الكتاب على اطفال وكبار ابلغني المدير الفني آنذاك ان الجميع اتفق على جمال الاسلوب والطريقة المثيرة في الحكي وشد انتباه القارىء المهمة، وبينما نحن نستعد للطباعة تم اعلان اسمي كفائز بجائزة الدولة التشجيعية كنت آنذاك في التاسعة والثلاثين ولم اكن اتوقع الجائزة بهذه السرعة، كنت اتصور ان علي ان انتظر عشر سنوات او عشرين وربما اكثر ولا احصل عليها.
كنت اتمشى في بهو دار الهلال عندما قابلني زميلي محمد الشاذلي وسألني: هل انت محمود محمد قاسم فعلاً، والقى علي بالخبر، وكانت فرحة العمر ولا انكر انني استثمرت هذا النجاح دوماً وهذا الوسام ليس فقط بالعمل على نشر المزيد من الكتب، ولكن لتحسين اسمي وعملي وحتى لا اهبط ابداً، وكان همي هو النشر قبل ان احصل على النقود وكم غلبنا الناشرون في المال ولكننا كسبنا بنشر كتب هي اهرامنا بعد وفاتنا.
اكتب هذا المقال بعد سنوات من بدايتي ككاتب اطفال لا شك ان تجربتي مع الاطفال اكثر أثاراً من انشطتي الاخرى فإن كانت كتب المهمة هي موسوعاتي ورواياتي فان مساحة الصداقات الواسعة التي كسبتها ككاتب اطفال في المكتبات التي اقوم بزيارتها او هؤلاء الذين يتصلون بي او يزورونني هي اهم واكثر اتساعاً من كل انشطتي الاخرى لقد نجحت في استرجاع طفولتي من خلال هذه الانشطة واكتشفت كم هو سيىء عالم الكبار، وكم هو رائع عالم الصغار، ورحت احاول ان اكون مثل اوسكار بطل رواية الطبلة الصفيح لجونتر جراس قررت ان اظل طفلاً ولكن كل من حولي يعاملونني كأنني كبير.
والمشكلة الآن انني مشدود الى عدة اتجاهات، الكبار يجذبونني لعالم البالغين، والصغار يفتحون لي ابواب البراءة، وجسدي يحاول ان يشيخ رغماً عن انفي فانا من من مواليد عام 1949 وانا اسير لكل من يعاملني كما يرى، ولكن طفولتي هي المفضلة، وقد نجحت في تجسيد طفولتي في معظم رواياتي مثل لماذا 1981 الثروة 1983 وقائع سنوات الصبا 1994 زمن عبد الحليم حافظ 1996 ايام الشتاء الستون 1997، كما أنني وضعت شعاراً لكتب اجمل حكايات الدنيا هو انا طفل كبير اكتب لأصدقائي الصغار وانا في الاربعين .
ليس مطلوبا من المرء وهو يكتب عن تجربته في الكتابة ان يعدد مؤلفاته، فالغريب ان الكثير من مؤلفات الاطفال تضيع في الزحام يتم استهلاكها بسرعة ولا يوجد نقاد يتابعون هذا الابداع والرديء الكثير موجود في المكتبات في مواجهة القليل الجيد، ولذا مطلوب من الكاتب التركيز على فكره، واهتماماته وانا احب الابداع وتعددت فيه، من تأليف الى اعداد وحاولت الاستفادة من اتساع الخيال وتعاملت مع مخيلتي بمنطق الاسفنج الذي يتشرب الزبد من السوائل (الخيال) ولكن اهتمامي الاساسي هو المعرفة وقد مزجت اعمالي بين المعرفة والتخيل وكرهت الروايات البوليسية سواء الكبار او الصغار ولكنها منتشرة، وتكاد تكون الثقافة الأوحد لدى الكثيرين، وقد ضيق علينا هذا النطاق نطاق التواجد ونطاق القراءة وقد ساعدت مثل هذه الروايات في تسطيح الرؤى لدى الجيل الجديد، ولذا فأكثر كتاب الاطفال اليوم يواجهون ثقافة بديلة سيئة في مقابل ثقافتهم الجيدة، وذلك رغم الازدهار غير المسبوق في عالم ادب وكتاب الطفل.
|
|
|