زقزقة:
(إنه لخطأ كبير أن يحسب المرء نفسه أكثر مما هو، وأقل مما تساوي قيمته).
حكمة ألمانية
كيف تسوق نفسك!!
هذا السؤال الذي يمكن من خلاله ان تحقق أهدافك ولكن يجب ان تدرك ان مفهوم التسويق ليس مقتصرا على التجارة، فالإنسان بما لديه من قدرات ومواهب قابل للاستثمار، ولعل التنمية البشرية من أهم العلوم المعاصرة التي تدرس كيفية إدراك الإنسان لقدراته ثم البدء في تنميتها.
ولكن يجد البعض صعوبة في الاقتناع بهذا التوجه الحياتي، العملي ويعتقدون بأنه من الواجب ألا يتحدث الإنسان عن إنجازاته وشعارهم (اعمالك تتحدث عنك) وكأنهم لا يدركون عمق عبارة سقراط الشهيرة (تكلم حتى أراك) وأعتقد انه قد فات زمان هذا المفهوم التقليدي لإنكار الذات, فالعصر بإيقاعه السريع وتغيرات الحياة التي نحت بنا عن البساطة والعفوية يتطلبان ان يكافح الإنسان ليجد لذاته مكانا يليق بها, اما الذي ينتظر خلف الأبواب المغلقة ويتوارى عن الأنظار مؤملا ان تتحدث اعماله عنه ويعرفه الآخرون بل ويطرقون بابه فهو يعيش أوهاما لن تتحقق.
للأسف ان مفهوم التسويق الذاتي مرتبط لدى البعض بالإهانة وهذا يعود الى فكرتنا المشوشة تجاه النقد وذواتنا بحيث يفسر أي رفض لأعمالنا وكأنه رفض لنا,, ونبدأ الثورة مع ان الصحيح أننا يجب ان نفصل ذاتنا التي نحبها ونحترمها عن العمل إذ نقدمه وهو بالتأكيد قابل للنقد والتوجيه.
إنني أجزم بأن الذي يحترم ذاته ويقدرها هو من يتحدث عن أعماله وإنجازاته في إطار من الموضوعية.
أما أصحاب الشعارات الرنانة بإنكار الذات فهم أول الذين يتهافتون على المديح والتمجيد.