كانوا في القرى محدودين في العدد,, ولذلك فهم يرون بعضهم بعضاً في زمن قياسي لايتعدى بضعة ايام قليلة,, وينتهي العيد لكن في زماننا هذا, وقد اتسعت المدن وكثر الناس، وأصبحت المدينة الواحدة تضم عدة قرى وأحياء, لذلك فإن العيد لاينتهي ببساطة ويظل الناس يلتقون ويلتقون ويهنىء بعضهم بعضاً بالعيد, وهذا ساعد الكسالى، والذين يفضلون الانعزالية وعدم إتعاب النفس بالذهاب للتهنئة، فيتركون ذلك للأيام, وربما يلتقي بعضهم بعضاً عند حلول عيد الأضحى وهم يهنئون بعضهم بعضاً بالعيد,.
ونعود نكرر ومن سنين, أن العيد وسيلة لتناسي العداءات والضغائن ونبذ التهاجر وإعادة سبك العلاقات في أطار متجدد من الحب والوفاء,, ويساعد على هذا أن العيد يستحى منه حتى القساة,, قساة القلوب, فهم يقبلون من مهاجريهم والذين انقطعوا عنهم بسبب أو بآخر، يقبلون منهم التهاني بل ويبتسمون لهم، وهذا يعكس طبيعة الانسان,, انه حيوان مسالم,, وإذا ماسيطر على تفكيره ونبذ وساوس الشيطان, وألاعيبه فإنه يستطيع ان يكون مع غيره بيئة سليمة ومجتمعاً صالحاً نظيفاً خالياً من الأحقاد والضغائن, ومن العجيب أنك قد تسمع بأذنيك من يشتم الدنيا ويذمها ويردد,, ماهوالعمر حتى نتجافى, وكم سنعيش حتى يهجر بعضنا بعضاً,,؟
ومثل هذه العبارات, فتلين القلوب, وترق النفوس وتلين وتصفو الضمائر وتعود العلاقات إلى أحسن مما كانت، وديننا يعلمنا على لسان اعظم الأنبياء محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، يعلمنا,, كيف نتحاب ونتصافى, فيقول: ألا أدلكم على شيء اذا فعلتموه تحاببتم,, قالوا: بلى يارسول الله, قال: افشوا السلام,, والسلام سمة راقية من سمات الإسلام الخالد وهو قاعدة في صلاح القلوب وتوادها, وصفائها, ويكفي أنه اسم جامع للأمن والنقاء والود, ومن المؤسف ان كثيرين لايسلمون إلا على من يعرفون,, خاصة في المساجد,, وكان الواجب ان يسلم المسلم على من يعرف ومن لايعرف.
وفي السلام منافع جمه, أميزها كسب الحسنات، ولاننسى الرجل الذي سلم فرد عليه أحدهم, وعليك السلام, فقال النبي صلى الله عليه وسلم, عشر حسنات فسلم آخر فرد عليه آخر فقال وعليكم السلام ورحمة الله , فقال النبي صلى الله عليه وسلم: عشرون، فسلم ثالث,
فرد عليه آخر, وقال: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ثلاثون, واختصاراً للمعنى, فالمقصود اتمام السلام لكسب مزيد من الحسنات, ولذلك لن ينتهي العيد مادمنا نسلم على بعض ويحب بعضنا بعضاً.
|