** بريدة ناصر الفهيد
تأتي استقالة مدرب التعاون الجزائري عبدالرحمن مهداوي في وقتها لانقاذ ما يمكن انقاذه قبل ان تقع الفأس بالرأس,.
وتعتبر هذه الاستقالة شهامة من هذا المدرب الذي احس انه لابد من وجود ضحية لتعديل شيء يعيد التوازن لفريقه فاختار ان يكون هو الضحية فاستقال لعل وعسى ان يعود الفريق للنتائج الايجابية,.
والحقيقة التي يجب ان تقال ان مهداوي يعتبر من افضل المدربين الذين مروا على التعاون اعداداً وتعاملا ولكنه صدم بحظ سلبي للغاية يقف معه,, فالاصابات توالت على فريقه,, والهجوم عاجز عن هز الشباك رغم السيطرة التامة على معظم المباريات التي خسرها او تعادل بها!!,, ولهذا كان وضع الفريق يتدهور شيئا فشيئا حتى وصل الى هذه المرحلة الصعبة التي دخل فيها في العناية المركزة للصراع من اجل البقاء!!
الخطأ الوحيد الذي كان يحسب على مهداوي دائما في مبارياته هو انه لا يقرأ الخصم جيداً ويجانبه الصواب في التبديلات,, ولو كان يجيد استغلال ظروف الفرق التي تقابله لربما قهر مهداوي وفريقه كل الظروف وهزوا الشباك كثيراً,, ولا انسى كذلك عناده وعدم تقبله لوجهة نظر الاداري معه والمشرف الرسمي على الفريق عضو مجلس الادارة عبدالرحمن المطلق الذي اصطدم معه في البداية فترك الفريق وابتعد وهو الذي كان بحاجته التعاون كثيراً لانه لاعب سابق وقادر على مناقشة الامور الفنية مع المدرب,, الا ان عدم تقبل مهداوي جعل المطلق يضحي ويبتعد حتى لا يثير المشاكل وبالتالي تتزايد اوضاع الفريق سوءاً اكثر مما هو فيه,.
اذاً استقالة مهداوي اتت في وقت مناسب للتعاون لتعديل اوضاعه وانقاذ نفسه من شبح الهبوط الذي يحيط به من كل جانب,, ولكن هل ستكون استقالة مهداوي هي الحل الوحيد؟!!
من خلال المباريات التي شاهدناها للتعاون انكشف ضعف الهجوم التعاوني ولاعبيه الذين رغم خبرة بعضهم الكبيرة الا انهم يضيعون اهدافاً سهلة لا يمكن ان تضيع من ناشىء!! ولا اعتقد ان لوجود مهداوي سببا في اضاعتها!! ولهذا هل سيدل هؤلاء المهاجمون واللاعبين طريق المرمى بمجرد استقالة المدرب مهداوي؟!!
وهذه هي المشكلة!!! فالتعاون بجاجة لدماء جديدة ومهاجم اجنبي متمكن ولكن التعاونيون لم يفطنوا لذلك فقد انتهت المهلة وفات الاوان ولهذا يجب وضع معسكر مفتوح ووضع تدريبات خاصة للمهاجمين الحاليين واختيار الافضل للعب دون مجاملة فالوضع الحالي لا يحتمل المجاملات,.
ماذا سيفعل البرجس؟
مدرب التعاون الجديد موسى البرجس مدرب قليل خبرة,, فهو لم يعتزل اللعب الا منذ موسمين فقط,, ولهذا لا يمكن مقارنته فنيا بالمدرب المستقيل مهداوي,, ولكن ما يميز البرجس انه ابن النادي ومدرب وطني ومعروف ان اي مدرب وطني يجد الحماس والوقفة الجادة من اللاعبين,, ولهذا فالبرجس بحاجة الى ان يقف معه لاعبو التعاون فهو لن يغير من الامر شيئا الا نفسياً,, فهل سيقف معه لاعبو التعاون ام يخذلوه كما خذلوا مهداوي؟!!