التعليم في بلادنا ولله الحمد وصل الى اعلى المستويات لما وجده المتعلمون من رعاية واهتمام من ولي الامر حفظه الله ومن القائمين على شؤون التعليم في مختلف مناطق بلادنا المترامية الاطراف غير ان الملاحظ عندنا في مراحل التعليم العام الابتدائي المتوسط الثانوي ان المشرفين التربويين يحرصون على اسناد التعليم الثانوي للمعلمين الاكفاء حسب قولهم وترك مهمة تدريس الابتدائي والمتوسط لغيرهم ولعل هذا الواقع ملموس في تعليم البنات اكثر من غيره، وان كنت لا اناقش مقاييس الكفاءة في موضوعي هذا الا انني احب ان اؤكد ان التعليم الابتدائي هو الاولى بأن يجتذب الكفاءات من المعلمين والمعلمات ومن ثم التعليم المتوسط ويأتي التعليم الثانوي آخرا ويجب ان تحرص ادارات التعليم على هذا الامر بل وتسعى اليه وهذا الحرص الذي نطالب به لعدة اعتبارات منها:
1 الطالب في المرحلة الابتدائية عجينة طرية لينة في يد معلمه وبإمكان المعلم الناجح ان يشكل هذه العجينة بما يخدم المستوى العام للطالب,
2 يعتبر المعلم في المرحلة الابتدائية بالنسبة للطالب هو المصدر الوحيد والصحيح لكل المعلومات والخبرات التي يتلقاها وهذا واقع ملموس بين ابنائنا الصغار,
3 المرحلة الابتدائية مرحلة تأسيس وبناء وفيها تتكون شخصية الطالب العلمية بينما طالب المرحلة الثانوية طالب مكتمل الشخصية ومهما حاول المعلم في هذه المرحلة ان يعدل في سلوكيات هذا الطالب فانه لن يجد نتيجة تذكر,
4 المعلم في المرحلة الثانوية يفترض في طالبه ان يكون مبنيا ذا اساس سليم فلا يناقش المعلم في هذه المرحلة الاساسيات بل يتجاوزها الى ماهو مترتب عليها مثلا معلم اللغة العربية في المرحلة الثانوية يفترض بطالبه ان يكون مفرقا بين الفعل والاسم ومدركا للترتيب الصحيح لاجزاء الجملة الاسمية والفعلية لانه في هذه المرحلة سيعيد تركيب اجزاء الجملة بحيث يقدم الخبر على المبتدأ والمفعول على الفاعل,, وهكذا الا ان المعلم يجد الطالب بدون خبرات سابقة تعينه على اكتساب الخبرات الجديدة فكيف يكون موقف المعلم في هذه الحال؟ وكيف يمكنه ان يؤدي الدور المطلوب منه اذا كان الطالب لم يستوعب الخبرات المعنية على هذه المرحلة؟ وهل يكفي زمن الحصة لشرح الخبرات السابقة واللاحقة؟ وعلى فرض ان المعلم شرحها في عجالة من امره فهل يستطيع الطالب ان يدرك ويستوعب هذه الخبرات,
الحقيقة ان هذا الواقع المر يواجهنا يوميا تقريبا في العملية التعليمية فكثيرا ما يجد المعلم نفسه في المرحلة الثانوية مطالب بالقيام بدور المعلمين السابقين في المرحلة الابتدائية والمتوسطة ويبدو الحل العاجل في نظر المشرفين التربويين بان يأخذ المعلم او المعلمة حصصا اضافية فوق نصابه الذي يصل احيانا الى 24 حصة ولكننا نحب ان يؤخذ في الاعتبار كثافة المنهج في المرحلة الثانوية عنه في المرحلتين السابقتين ونصل من حديثنا هذا الى نقطة مهمة وهي: ضرورة تفعيل دور المعلم في المرحلتين الابتدائية المتوسطة واذا كان لا نريد من موضوعنا هذا ان نتهم معلمي هاتين المرحلتين بالتقصير او الاهمال الا اننا نريد ان نناقش مشكلة قائمة ونحب ان نصل الى الحل وان نجد الحلقة المفقودة بين المراحل التعليمية الثلاث، ولعل ما دفعنا لاثارة هذا الموضوع هو الواقع الاليم المؤسف لطلاب وطالبات المرحلة الثانوية وهي المرحلة التي يفترض بها ان تكون تأهيلية للمرحلة الجامعية والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف ينتقل طالب المرحلة الثانوية بكل علله الى المرحلة الجامعية؟ والله من وراء القصد,,
حصة الجهني
المدينة المنورة