* مقام,, إطلالة :
قرأت في مطالعتي لديوان العرب مطلعا ل أبو ماضي ,, يُنهض الذات الباكية على الصبا وذكراه،,, السادرة إثر وقعه و,, لذعه بخاصة مع الحاضر الجهم :
رويدك فالصبابة لا تدوم ولا يبقى لك الوجه الوسيم! |
فإذا هذا البحث للذات الغائبة في وكره، اللابدة في فننه,, المتوارية فيه يُثقل النفس حمل يومها، أو مرادفة ذاك,, بهذا!
لأُقرّر,, أولاً:
أشياء الحياة جميلةُ,, الماضي!، أثيرة لدى سويداء القلب الذي يكتنزها فقط: ليعيدها,, ، ويسرد شريطها، والأشد في ذلك إن كان ذا السّرد أثناء عتمة الحاضر، وتقلّب الأحلام الكانت ,.
تذكرة,, والذكرى تهيج على الفتى ومن عادة المحزون أن يتذكّرا |
واليوم وهم,,، وإن زاد فذكرى لا تعدو تُلامس بأخيلتها ورواح صبوها، وعبقه الذي يلفح قسوة الحاضر لتتأوّه,, عندها بياليت عهد الصبا,, جديد ,, كما قال ال شعبي :
يا ليت العمر يتوقف على ساعة هناء عندك ! |
وإذا ما أفلحت في الانغماس في رؤاها,, والعيش بين أطلال بقاياها في الذاكرة ينقلب بك ناقوس الحاضر حين يدق ,, فتعود منه بسرعة تسبق الصوت,, إلى مغارات عهدك الكئيب ، المليء ويا للأسف بجلافة الواجب ، ووقع المسؤولية ، وحزم المتطلبات والتبعات المُلقاة من تحول الذات بين عهدين / الصغيرة ,, وأحلامها الوردية,, الندية إلى الكبر ,, والتجاوب مع وقعه على عاتقك، فلا تجد عندها مفرا عن ذلك، وقد لا يسعفك آنها,, أي عذر مهما لامس القلب صدقه ، إلا ,, و/ شّمر ساعديك فللصبا عهد ,, أفل.
فما تقول إذا ما تكاسلت عن فعل التبعات,, سوى استحثاثاً,, للذات :
,, ودع الذكر لأيام الصبا فلأيام الصبا نجم أفل |
لكن حقيقة إذا انطفأت تلك الوهجة من صفحة الفؤاد فماذا يركن المرء إليه إذا ما احتاج لساعة صفاء,, ونقاء,, وسناء عدا:
ادّكار النفس شيئاً من وفاها
حتى,, وإن كان المراد هنا غير الوفاء,, لذلك، قال القروي ,, له:
أولا تذكُرُ الغلام رشيداً؟ إنني يا نسيمُ ذاك الغلام |
فلذلك ,, الجميل ، وأيامه الجميلة,, بعض من عبق,, ما تراك:
من نغمة الشحرور وشذا العبير وزهور المنى
وخصائل الفيافي ومرابع الروض وتلال الربى
وصفو أحلامي ونسيمها الثائر،,, وصحو السما
وعبق الورود ونشر فوحها,, والليل إذا سجى
من كل ذلك أو بعضه يا من كُنتَ,, والآن أنا
,, لأنت الذي أنبت فيّ,, زهو عُمري والسّنا (*)
عبدالمحسن بن علي المطلق
( ) نثر مُقفّى.