الأبوة والأمومة,, مسؤولية من؟ هدى عبدالمحسن المهوس |
** أجل ليس للطفل أن يختار أباه، ولكن بوسع أجداده أن يختاروا الولد الفاضل، وكثيراً ما تتذمر النساء من الرجال ويتمنين لو كان أزواجهن غير ما هم، وهن يتساءلن لماذا لا يكونون آباء أفضل؟؟، ولكن هل خطر ببالهن أنهن كأمهات يملكن الوسائل الصحيحة لإعداد الآباء الصالحين، وانه إذا قصر الرجال عن البلوغ إلى المستوى الذي ينتظرنه منهم فإن الذنب ذنبهن واللوم يقع عليهن, أفلا يمكننا أن نقول أن تقصير الرجل كأب يقاس بتقصير أمه عند تربيته وهو صبي واعداده لهذه الوظيفة الخطيرة أعني الأبوة، إنهن كأمهات عليهن مسؤولية يربين أبناءهن إلى أن يصلوا إلى درجة البلوغ والادراك، ولكن ما هو ملاحظ أنهن لا يعرن تنشئتهم على الأبوة في المستقبل الاهتمام اللازم، فلا يذكرن لهم إلا قليلا عن الموضوع ولا يشعرن إلا والوقت قد فات والأوان قد مضى، بينما كان يجب عليهن أن يولين هذا الموضوع الاهتمام اللازم خصوصاً وغصن الأبناء رطب بوسع الأمهات ان يكيفنه كيفما يشأن، ولهذا فلا عجب إذا ما رأينا بعض الآباء ولا أقول كلهم لا يساهمون كما ينبغي في تربية الأولاد ولا يقدرون على حمل مسؤولية الأبوة الأمر الذي يفسر لنا لماذا يقع الحمل كله على الأم التي تعجز وحدها في كثير من الأحيان عن حمل المسؤولية العظمى التي يجب ان توضع على عاتق الاثنين معاً لكي ينشأ الأولاد نشأة صالحة ويصبحوا بدورهم والدين صالحين للأبوة والأمومة المستقبلية.
وهكذا نسير في حلقة مفرغة دون أن نحدد ماهية المشكلة التي ينبغي للوالدين أن ينتهبوا للأمر ويتداركوه قبل فوات الأوان باعداد أولادهم ليكونوا آباء وأمهات صالحين، إذن على كل امرأة تتذمر من نقائض زوجها خاصة ومن نقائض الرجال عامة ان تعد أبناءها اعداداً يزيل هذه النقائض من حياتهم قبل أن يبلغوا سن الرجولة، فالمسؤولية تقع على عاتق المرأة اولاً فإن هي تداركت الأمر فإن أولاد المستقبل بعون الله سينعمون بآباء طيبين.
أما الاستعداد المبكر للأمومة فهي مسؤولية عظيمة تقع على عاتق الأم والمطلوب ومنذ ولادتهن اعداد بناتنا والاهتمام بالتربية وتدريبهن التدريب اللائق حتى إذا اصبحن أمهات يكن متسلحات بالمعرفة والتدريب اللذين ربما لم ينسن لبعض الامهات الحصول عليهما، وربما كان من متطلبات ذلك تعليم الابنة وظائف الاعضاء في الجسم وتركيبه وأقسامه والتدابير الصحية وذلك لكي تتمكن بالعناية بجسمها عناية حكيمة وتحفظه في حالة سليمة ليس لكي يعود ذلك عليها بالسرور بل لكي تنال الرضى والفرح والراحة عندما تقوم بواجب الأمومة حق القيام ومن بين ذلك المساهمة في بناء جيل سليم، إذ من الضروري أن تتعلم ادارة البيت والقيام بالأعمال المنزلية بجانب مدرستها ودراستها، وربما كان من الضروري عندما تبلغ سن الادراك ان تقدم الأم لابنتها الارشادات عن الحالات التي تؤثر ليس فقط في صحتها وسعادتها بل في صحة وسعادة الذين ستكون مسؤولة عن حياتهم، وليس هناك اشرف وانبل من حث الفتاة على حسن العناية بجسدها ليكون سليماً نقياً طاهراً وذلك حباً لأولئك الذين ينادون عليها يوما ما ياأمي.
وبناتنا في سبيل حمايتهن يحتجن إلى أمور كثيرة في هذه الايام، ويجدر بالأم ان تضيف إلى معرفتها الكثير من الأمور المتعلقة بتدبير المنزل عملياً وفي العناية بالطفل لتكون قدوة لأم المستقبل، فنظرية الأمومة والأبوة والفطرة الطبيعية ليست كافية للنجاح بهذا العمل، وإنما يجب لكي تصبح أماً لائقة وناجحة أن تحصل على جرعات تدريبية كافية لأن تربية الأبناء تحتاج إلى الأفضل والأعلى، وبما أن الأمومة هي قصد كل البنات ومصير كل البنات تقريبا ولا نعلم من يشذ عن هذا المصير فإنه يجب ألا يكون في نسق هذه الدروس موضوع أهم من هذا الموضوع وهو إعداد البنات للأمومة الناجحة.
|
|
|