الإصدارات الصحفية العربية التنوع,, الكفاءة,, المنافسة بندر بن فهد آل فهيد |
تميز عصر ما بعد الثورة الصناعية بعصر المعلومات أو عصر الثورة المعلوماتية، وذلك نتيجة لما أنجزه العالم من تطورات هائلة في هذا المجال أصبح هو السمة الغالية لعصر ما بعد الثورة الصناعية.
وبدخول العالم عصر المعلومات وما نتج عنه من ثورة في الالكترونيات والفضائيات وغيرهما، اصبح هناك مصطلح عالمي تتداوله الأوساط الاعلامية الآن هو تحول العالم إلى قرية صغيرة وذلك لتجاوز المسافات الهائلة التي كانت تفصل شعوب ودول العالم نتيجة هذه الثورات، وأصبح الآن من السهل واليسير ان تعلم دولة في جنوب المحيط الهادي ما يحدث بالقرب من القطب الشمالي خلال حدوث الحدث نفسه، وذلك بفضل ما أنتجته مرحلة ما بعد الثورة الصناعية أو عصر الثورة المعلوماتية الهائلة وما وفرته من تقنيات حديثة وتكنولوجيات رائدة.
ولعل أول المستفيدين من هذه الثورات هي المؤسسة الإعلامية في كافة البلدان، تلك المؤسسات التي أصبح لديها الآن نتيجة تحطيم المسافات وتجاوز آلاف الأميال عبر الاقمار الصناعية والتطورات الهائلة بهذه الصناعة أصبح لديها الآن امكانيات هائلة لخلق قواعد اعلامية جديدة تستطيع ان تتفاعل بها مع العالم الجديد ومتطلباته، ولذلك كثرت القنوات الفضائية والأرضية في العديد بل في كل البلدان الآن قيمة لهذه الثورة الهائلة في المعلومات.
ونتيجة لتأثر المؤسسة الإعلامية للدول بهذه التطورات، فقد انعكس ذلك بالضرورة على إحدى الوسائط والوسائل الاعلامية المقروء منها، وهي الصحف والمجلات، حيث انتشرت هذه الصحف بشكل كبير ومتنوع (خاصة في عالمنا العربي) ولعل السبب في ذلك يرجع إلى هذا التقدم الهائل في ثورة المعلومات، والتنافس الكبير بين الوسائط الاعلامية المختلفة المقروء منها والمسموع والمرئي، إلا ان الوسائل الإعلامية المقروءة سواء الصحف أو المجلات تعد أقل الوسائل استفادة من هذه الثورات وأقلها ايضا تأثيراً خاصة بعد انتشار القنوات التلفزيونية الفضائية والأرضية التي اجتاحت العالم العربي الآن.
إلا أنه وبالرغم من ذلك استطاعت هذه الوسائط في السنوات الأخيرة (الصحف والمجلات) أن تحقق لنفسها كيانا مستقلا يبعث على الفخر نتيجة لمناقشتها لأهم القضايا التي تهم عالمنا العربي, ولعل كثرة وانتشار وظهور عدد كبير من المطبوعات كالصحف والمجلات في عالمنا العربي سواء التي تصدر بشكل مباشر عبر تصاريح من الدول العربية ذاتها أو التي تصدر بشكل غير مباشر عن تراخيص أجنبية ولكنها في النهاية مطبوعة مهتمة بالمقام الأول بقضايا العرب المختلفة وتلقي الضوء عليها سواء أمام القارئ العربي المقيم بالوطن العربي أو خارج الوطن العربي.
ومن هنا فنحن ندعي ان كثرة هذه المطبوعات هي علامة صحية سواء للصحافة ذاتها كمؤسسة لها سلطتها وكيانها المؤثر في المجتمع او للمجتمعات العربية نفسها التي لم تمنع هذه الصحف من الانتشار والظهور، أو للشعوب نفسها التي هي المستفيد الأول من تنوع هذه الإصدارات التي تعبر عن مشاكله وهمومه.
|
|
|