اجازة عيد الفطر المبارك رغم قلتها للعاملين في القطاع الخاص والمؤسسات الاعلامية اذ لم تتجاوز اصابع اليد الواحدة، الا انها كانت كافية لالتقاط الأنفاس، ومراقبة الاحداث بتمعن دون الخضوع لسلطان الوقت وملاحقة الاخبار والاستنزاف الفكري اليومي لكل من يعمل في المجال الصحفي وبالذات الجنود المجهولين الذين يسابقون الوقت لاعداد المادة الصحفية ومتابعتها.
الخمسة ايام كانت اجازة ممتعة مريحة خاصة وان المكان كان مريحا بمواجهة البحر حيث مياه الخليج العربي بزرقتها الرائعة وفي احضان مدينة الخبر التي وان ازدحمت بزوارها لقضاء ايام العيد وبالذات من أهل الرياض الا ان الخبر تظل مدينة هادئة جميلة بأهلها وبموقعها المحزم بالصحراء والبحر، وهناك يحلو للمرء التأمل والمراقبة لما يدور في العالم من احداث، ففي الايام الاولى من الاجازة كانت مفاوضات شيبردز تاون بين السوريين والاسرائيليين متواصلة والتي رسخت لدي انطباعا بان المفاوض السوري اعاد الثقة للمواطن العربي العادي بان الالتزام بالمبادىء وبالاسس التي يرتكز عليها فريق التفاوض السوري ستحقق ما نصبو اليه كعرب ولسوريا، وفاروق الشرع الذي قاد فريق التفاوض السوري جسد الصمود السوري طوال سنوات الاغراء والترهيب التي تعرضت لها سوريا حتى تنخرط في مفاوضات الاستسلام، وكان الموقف السوري في شيبرذزتاون، هو نفس الموقف والكلام الذي كنا نسمعه من دمشق طوال سنوات ما بعد مؤتمر مدريد، الانسحاب الكامل من الاراضي العربية في الجولان وجنوب لبنان وبعدها يجري بحث السلام من تطبيع وتبادل للسفراء وغيرهما من الاجراءات التي تتم في مثل هذه الاوضاع، وكمراقب من بعيد ومتابع للمفاوضات لاحظت كم حاول باراك جر الشرع الى التزحزح عن هذا المبدأ السوري، مرة عن طريق الحديث عن المرونة،ومرة بالحديث عن التزامن، ومرة بالحلول الوسط، وغيرها من المصطلحات التي تورط الآخرون بها، الا ان كل ذلك لم يجعل السوريين يتركون الاساس الذي جاؤوا من اجله وهو الالتزام بالسلام العادل كخيار استراتيجي لابديل عنه,, وليس السقوط في فخ الاستسلام.
لن اكون بعيدا عن الحقيقة إن ثبت هنا ان احد اهم استمتاعي بالاجازة هو نجاح المفاوض السوري في اعادة الثقة للشارع العربي، بعد ان كثرت تنازلات العرب في المفاوضات السابقة
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com