Saturday 15th January, 2000 G No. 9970جريدة الجزيرة السبت 9 ,شوال 1420 العدد 9970



في تقرير لوزارة الصحة:
التوسع في برامج الطب الوقائي ساعد على الحد من انتشار الأمراض
ارتفاع في نسبة الملاريا وجازان تشهد أكبر إجمالي من عدد الإصابات

* الرياض سلطان المواش
أشارت وزارة الصحة في مجال تطوير خدمات الطب الوقائي التي تقدمها الوزارة منذ بداية تطبيق خطط التنمية الخمسية بالمملكة الى انه تم وضع عدة برامج صحية وقائية وذلك بهدف مكافحة الامراض خاصة الامراض المنتشرة في المناطق الموبوءة وتخفيف الاعباء الملقاة على الطب العلاجي.
وبينت وزارة الصحة في هذا الاطار وفي سبيل تحقيق هذه الاهداف أنه تم اتباع عدة سياسات اهمها التوسع في برامج الصحة الوقائية ويشمل ذلك التطعيم وصحة البيئة والتوعية الصحية والاكتشافات المبكرة للأمراض وبرامج رعاية الامومة والطفولة,, والبرامج الوطنية للبحوث الخاصة بالمشاكل الصحية والاوبئة والتغذية وتنفيذ برامج مكافحة الامراض المعدية والطفيلية وتطبيق نظام السجل الصحي لجميع المواطنين.
واشارت الوزارة في نفس السياق إلى انه يعد برنامج مكافحة الملاريا في المملكة والعمل للقضاء عليها نهائيا نموذجا رائدا ومأمولا في تحقيق هذه الاهداف الموضوعة فقد يختلف الوضع الوبائي للملاريا في المملكة لاتساع رقعتها ويختلف الوضع الوبائي من منطقة الى اخرى بل وفي المنطقة الواحدة من عام لآخر تبعا لتغير الظروف البيئية والمناخية ومدى فاعلية اعمال المكافحة في مواجهة هذه المتغيرات.
وقالت وزارة الصحة في آخر تقرير احصائي في كتاب احصائي الصحة في قرن ان الدراسات تشير في المنطقة الشرقية الى ان الملاريا كانت في اربعينيات القرن العشرين الميلادي من اكثر الامراض خطورة وانتشارا فقد وصلت نسبة الاصابة بالمرض آنذاك حوالي 20% من السكان ونسبة اصابة اكبر للاطفال الحديثي الولادة جاء ذلك في دراسات نشرتها شركة الزيت العربية السعودية أرامكو السعودية .
فقد استقطب هذا الداء اهتمام كثير من الباحثين والمهتمين في عام 1368ه 1948م وبدأت اول اعمال مكافحة الملاريا في المنطقة الشرقية بالتعاون بين مديرية الصحة العامة وشركة الزيت العربية الامريكية أرامكو وامكن التغلب على المصاعب التي برزت واهمها اكتساب البعوض الناقل للمرض مناعة ضد المبيد الحشري د, د, تي الذي كان يستعمل للمكافحة آنذاك.
واوضحت وزارة الصحة في تقريرها في عام 1370ه أنه بدىء في اجراء دراسات متعددة على مستوى المملكة تبين منها ان الملاريا تستوطن في عدة مناطق وعلى مستويات مختلفة فهي قليلة الحدوث في المناطق الشمالية والشرقية والغربية ونادرة في المنطقة الوسطى وشديدة في المناطق الجنوبية الغربية وفي عام 1371ه بدأ أول مشروع للمكافحة الشاملة للملاريا في المملكة بالتعاون بين وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية وكان البرنامج يهدف اساسا لحماية الحجاج الذين يفدون إلى الاماكن المقدسة في المنطقة الغربية ثم امتدت اعمال المكافحة بعد ذلك لتغطي باقي المناطق الموبوءة بالملاريا في المملكة خاصة المنطقة الجنوبية الغربية.
واشارت الوزارة في هذا السياق إلى انه تم في نطاق برنامج المكافحة توزيع 28 محطة رئيسية وفرعية لمكافحة الملاريا منها 15 محطة في المنطقة الجنوبية الغربية و10 محطات في المنطقة الغربية ومحطتان في المنطقة الشرقية ومحطة واحدة في المنطقة الشمالية ولقد ركز هذا البرنامج على مجموعة من الاجراءات لمكافحة المرض وهي رش المنازل بالمبيد ذي الاثر الباقي د,د,تي في الاماكن ذات الوبائية العالية والموسعة ومكافحة اليرقات بمستحلب الابيت بهدف تقليل البعوض الناقل وبالتالي تقليل فرصة نقل العدوى بالملاريا ورش مناطق بؤر الملاريا النشطة بالرذاذ المتناهي الصغر وكان المبيد المستخدم هو مبيد سوبر 15 او الريزلين المخلوط بالكيروسين وعلاج الحالات الايجابية المكتشفة خاصة الاصابات الوافدة بالعقاقير واجراء فحص عينات من الدم بوصفه نشاطا يجمع بين التقويم والمكافحة.
وبينت الوزارة وفي عام 1406ه 1986م في تقريرها ان هناك حوالي اربعة ملايين من سكان المملكة يعيشون في مناطق ملارية كانت موبوءة بالملاريا ومن الاربعة ملايين هناك 7,1 مليون يعيشون في مناطق اصبحت خالية من الناقل المحلي الا انها كانت معرضة للمخاطر من الخارج الملاريا الوافدة وفي عام 1409ه 1989م تم دمج مشروع مكافحة الملاريا مع الرعاية الصحية الأولية لتقوم بدور نشط في البحث وعلاج الحالات والتحري ومكافحة الناقل في حدود مناطق نشاطه.
وقامت وزارة الصحة بالمملكة بمتابعة الوضع الوبائي على نطاق المملكة والتخطيط والاشراف والتدريب وتوفير الاحتياجات اللازمة لعمليات المكافحة وتزويد المناطق بها من اجل تحقيق الهدف العام للبرنامج وهو السعي لاستئصال الملاريا من المملكة.
وتوضح الاحصاءات والدراسات مدى نجاح انشطة البرامج في مكافحة الملاريا حيث ارتفع عدد المفحوصين من 421 ,156 عام 1400ه الى 727307 عام 1415ه ثم الى 059 ,738 عام 1416ه وانخفض قليلا في عام 1417ه الى 681887 وعلى الرغم من ذلك انخفضت نسبة حالات الاصابة الايجابية من 1 ,4% عام 1400ه الى 6 ,2 عام 1415ه.
تجدر الاشارة الى ان الملاريا شهدت انخفاضا متواليا خلال الاعوام الثلاثة من 1412- 1414ه الا انها ارتفعت خلال الاعوام التالية ويعزى هذا التذبذب في الوضع الوبائي للملاريا الى العوامل البيئية والمناخية وأهمها هطول الامطار وارتفاع درجات الحرارة والرطوبة خاصة في مناطق التوطين العالي مثل جازان ذات التأثير الكبير على اجمالي عدد حالات الاصابة بالملاريا المسجلة بالمملكة حيث تصل نسبة عدد الحالات التي تسجل بهذه المنطقة الى اكثر من 50% من مجموع الحالات في معظم الاعوام واشارت الوزارة الى نسبة الاصابة بمرض الملاريا الى اجمالي عدد المفحوصين.
في عام 1400ه نسبة الاصابة 2 ,4% وعام 1405ه نسبة الاصابة 3 ,6% وفي عام 1410ه نسبة الاصابة 3 ,2% وفي عام 1415ه نسبة الاصابة 6 ,2% وفي عام 1416ه نسبة الاصابة بالمرض 2 ,8% وفي عام 1417ه نسبة الاصابة 3% اي انها في نزول للقضاء عليها تماما.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

لقاء

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.