كتب زميلي الدكتور عثمان السلوم في زاويته الاسبوعية رياح التغيير عن بعض الدروس المستفادة من مشكلة عام 2000م وقد افاد في زاويته هذه كثيراً وبما ان الدكتور السلوم لم يتطرق الى كل الدروس بل الى بعضها فقد احببت ان اشاركه ببعض الوقفات والدروس المستفادة من هذه المشكلة التي لم يتطرق لها:
* بعد ان تم تجاوز المشكلة في معظم دول العالم بنجاح ولم تعلن الا بعد الاضرار البسيطة بدأ النقد يظهر سواء على الصعيد المحلي او العالمي بأن الاضرار كانت قليلة بل لم تذكر كما توقعه العالم، اقول نعم ان الاضرار لم تظهر آثارها كلها بل لابد لكل جهة ان تقوم بتشغيل لجميع العمليات التي تقوم بها على طول السنة لكي يتم الاختيار الحقيقي ولذا فمن المتوقع ان تظهر بعض الآثار في المستقبل القريب وقد صرح بذلك بيل قيت مدير عام شركة مايكروسوفت، ولشرح هذه النقطة فمثلا اذا كان لدينا بنك لديه 500 عملية بين تحويل وايداع وسحب ومقايضة وصرف,, الخ يحكم بنجاح تجاوز الالفية اذا اجريت جميع هذه العمليات بنجاح وليس بتجربة نجاح عملية واحدة.
* تناسى كثير من الناس في مجالسهم ان الدول صرفت بلايين الدولارات لتجاوز هذه المشكلة فأحد البنوك في المملكة صرف حوالي 30 مليون وجهة اخرى صرفت اكثر من 2 مليون فقط لاصلاح السنترال وجهة ثالثة صرفت 3 ملايين لاجراء تعديل في نظامها المالي وهكذا، ويمكن القول ان تجاوز المشكلة جاء بعد اخذ الحيطة من قِبل جميع الدول والشركات بصفة عامة.
* في المملكة العربية السعودية اليوم السبت بيدأ الاختبار الحقيقي، فالجهات الحكومية كلها ستبدأ العمل اليوم بعد اجازة عيد الفطر المبارك ولذا فإن الاحتياطات والمرابطة للجهات المسؤولة عن مشكلة عام ألفين التي تمت ليلة السبت الماضي مطلوبة في هذا اليوم لأن معظم الوزارات والجامعات وبعض الشركات ستبدأ عمليات الحاسب الآلي اليوم، والأمل ان تتجاوز هذه الوزارات والشركات المشكلة بتوفيق الله تعالى.
* هناك دروس كثيرة من مشكلة 2000 يمكن الاستفادة منها ومن أهمها:
* ان الحاسب الآلي حساس بدرجة كبيرة ولذا فإن اتخاذ القرار لبناء شبكة معينة او برنامج معين او نظام معين ينبغي ان يكون تحت جهة استشارية ولايمكن ان يكون صاحب القرار فيه شخص واحد كما هو حاصل في معظم الوزارات والشركات ولقد قدر لي ان اشارك بعض الجهات التي كان يتخذ فيها القرار في مجال الحاسب ممن لا يعرفون من الحاسوب الا اسمه الامر الذي ادى الى ان تقوم الجهة ببناء نظام خاطئ وكانت خسائر هذه الجهة اكثر من 10 ملايين ريال سعودي.
* الدرس الثاني عند بناء برنامج للوزارة او للشركة او للجامعة او للمدرسة او لأي جهة فإنه ينبغي النظر الى البرنامج كوحدة واحدة بين جميع الإدارات وليس من الافضل ان تتم تجزئة البرنامج الى وحدات ويتم تنفيذ حزء منها والباقي في المستقبل, يجب ان يبنى النظام كاملا المالي والاداري، شؤون الموظفين، الصادر، المستودعات، المبيعات,, الخ حسب حاجة الجهة ثم تطبيق البرنامج خطوة خطوة اعني استخدام هذه الانظمة.
اما ان يبنى نظام مالي ثم تأتي الجهة بعد فترة وتقوم ببناء نظام صادر وشؤون موظفين يتوافق مع البرنامج السابق فهذا قد يحدث بعض الاشكالات كما ان السعر كذلك قد يكون عاليا لأنه لابد من دراسة البرنامج القديم وضرورة التوافق معه,, الخ, وعليه يمكن القول ان وضع البنية التحتية اولا هي الاساس ثم بعد ذلك يتم العمل والتطبيق جزئياً.
* الدرس الثالث هو عند بناء شبكة او شراء اجهزة للجهة الحكومية فيفضل شراء احدث الاشياء وتقوم بعض الشركات بكتابة العقد بصيغة ذكية بأن التوريد يكون لأحدث جهاز او كيبل او شاشة وهكذا، والسبب في ذلك ان تطور التقنية سريع جدا ويتم في الثانية قبل الدقيقة.
* الاسراع في التنفيذ وعدم تجزئة العقد الى سنوات في التنفيذ بل لابد ان يكون التنفيذ خلال اشهر اما التطبيق فلا مانع ان يستمر خلال سنة، لكن ان يتم التنفيذ خلال سنتين ويتم الاتفاق على نوع الاجهزة مستقبلا فهذا غير صحيح على الاطلاق واذا كانت الجهة مضطرة الى هذا وخاصة عند بناء شبكة كبيرة فتقوم بوضع تصور عام مثلا للوزارة او للشركة ثم تبدأ التنفيذ في المرحلة الاولى وتقوم بتجديد الاجهزة لتلك المرحلة ولا ينصح بتحديد اجهزة المرحلة الثانية التي سوف تتم بعد سنتين.
* في مجال الانترنت تجد ان بعض الشركات تقوم ببناء موقع Static وليس موقعا Dynamic وعند التطوير ينبغي على الشركة ان تقوم باعادة البناء من جديد ولا يمكن تطوير الموقع الحالي وسوف اتحدث عن هذا الموضوع مستقبلا ان شاء الله ولذا فمن الافضل ان تنظر الشركة الى اصل البرنامج او النظام ووضع القواعد الاساسية ثم تتساءل هي البرنامج قابل للتطوير ام لا.
هذه بعض الوقفات والعبر التي احببت ان اشارك فيها في هذه المناسبة وبالجملة فالوقاية خير من العلاج.