رؤية اقتصادية مجرد تساؤل د, محمد بن عبدالعزيز الصالح |
في الوقت الذي نقف فيه على بدايات الألفية الجديدة فإنه يتبادر إلى ذهني عدد من التساؤلات التي أعتقد بأهمية التوصل إلى إجابات صادقة حيالها ومن تلك التساؤلات ما يلي :
إلى متى سيظل أبناء الوطن حبيسي المنازل في ظل وجود أكثر من ستة ملايين عامل أجنبي؟
إلى متى سيكون هناك حلقة مفقودة بين حاجة سوق العمل من جهة ومناهج التعليم من جهة أخرى؟
إلى متى سيكون الاهتمام بالمراكز البحثية المتخصصة مقتصراً على الحبر والورق؟
إلى متى ستظل شركة الاتصالات ترسم سياساتها بما يحقق لها الربحية العالية بغض النظر عن تأثير ذلك على المواطن؟
إلى متى ستظل أنشطة النقل العام في المملكة غير مواكبة للمستوى الحضاري الذي تم تحقيقه في العديد من المجالات التنموية؟
إلى متى سيستمر البعض من رجال الاعمال في عشقهم لذاتهم فقط على حساب وطنهم ومتى سيكون لوطنهم جزء من ذلك العشق؟
إلى متى سنظل نتعامل مع تطوير مناهج التعليم العام بحساسية مبالغ فيها؟
إلى متى ستستمر آلية مكافأة الموظف المنتج قاصرة على تكليفه بالمزيد من الاعمال؟
إلى متى سيستمر الوضع في بعض أجهزة الدولة قائماً على تكليف الأشخاص غير المتخصصين في وظائف تخصصية؟
إلى متى ستستمر أنانية بعض البنوك تجاه خدمة المجتمع؟
إلى متى سنظل نتحدث عن التوسعة المستقبلية لشبكة السكك الحديدية على الرغم من الحاجة التنموية الملحة لذلك؟
إلى متى سنستمر في رسم السياسات والاستراتيجيات المحققة للأهداف المرحلية والقريبة بغض النظر عن المنظور الأبعد؟
إلى متى سنظل نتحدث عن توحيد الرسوم الجمركية بين دول مجلس التعاون؟
إلى متى ستستمر وزارة التجارة تطبق نظام المحكمة التجارية الصادر قبل سبعين عاماً (1350ه) وغيره من الأنظمة التجارية الأخرى التي أكل عليها الدهر وشرب؟
إلى متى ستستمر المجازر البشرية الناتجة عن الحوادث المرورية دون وجود التطبيق الأمثل للإجراءات الكفيلة بوقف ذلك؟
إلى متى سيستمر موضوع انشاء المدن الصناعية سجالاً بين وزارة الصناعة والكهرباء وبين المصنعين على الرغم من أهمية وجدوى الإسراع في ذلك لاقتصادنا الوطني؟
إلى متى سيطول انتظارنا لصدور أنظمة العمل والشركات والتأمينات والاستثمار الأجنبي، فهل نحتاج إلى قرن آخر حتى تصدر تلك الأنظمة؟
إلى متى سيظل القطاع الخاص بعيداً عن المشاركة في رسم الكثير من السياسات التنموية في المملكة؟
وأخيراً إلى متى سيكون اهتمامنا بعامل الوقت ضمن آخر أولوياتنا؟ إن التفكير العقلاني المخلص في سبيل التوصل لإجابات منطقية على تلك التساؤلات سيكون المنطلق السليم الذي يمكن لنا أن نتعايش من خلاله مع تحديات الحقبة الزمنية القادمة.
|
|
|