ولي أمر الطالب يتحمل جزءاً من المسؤولية عدم استيعاب الطلاب للدروس ليس مرضاً ليتم علاجه الطلاب الأشقياء من أكثر الطلبة ضعفاً والمعلم يفشل في إيصال المعلومات |
* لقاء : عمر اللحيان
** تعتبر مشكلة صعوبات التعليم إحدى المشكلات التي يعاني منها بعض طلبة التعليم وخصوصا في المرحلة المبكرة من المرحلة الابتدائية، فهذه المشكلة يجد كثيرا من المعلمين وأولياء امور الطلاب صعوبة في التعرف على اسبابها كما يجهلون كيفية التعامل معها ومن اجل تسليط الضوء على هذه المشكلة كان لنا لقاء مع المشرف التربوي لصعوبات التعليم بالإدارة العامة للتعليم بمنطقة الرياض الاستاذ عبداللطيف بن محمد القهيدان نقدمه من خلال الاسطر التالية:
* من هو الطالب ذو صعوبة التعلم؟
اولا وقبل ان اجيب عن هذا السؤال الذي قد تكون الاجابة عنه غامضة على البعض، سأطرح سؤالين واجيب عنهما سيبسطان ان شاء الله تعالى مفهوم التعلم والطالب ذي صعوبة التعلم، السؤال الاول: ما الاسباب التي تؤدي الى التدني في التحصيل الدراسي لدى الطلاب ,,, ؟فالأسباب التي تؤدي الى التدني في التحصيل الدراسي تشمل عددا من الجوانب من اهمها عدم وجود الدافعية للتعلم لدى الطالب، او توجهه السلبي نحو التعليم، كسبب وليس كناتج وعدم تعاون ولي امر الطالب مع المدرسة في تعليم الطالب ومتابعته، خصوصا في المراحل الاولية، ومن امثلتها عدم متابعة الطالب للواجبات او عدم الحرص على نوم الطالب مبكرا استعدادا ليوم دراسي جديد وغيرها، والحرمان البيئي، بمعنى ان لا يحصل الطالب على فرصته في التعلم بشكل مناسب، ومن امثلتها اختلاف لهجة المعلم عن لهجة المتعلم وانخفاض معامل الذكاء والاعاقات الحسية او الحركية او ضعف بعض الحواس مثل حاسة البصر او السمع او اللمس او اضطرابات النطق والحالة الصحية للطالب، ونقصد بذلك جميع المشكلات الصحية التي تؤثر في التحصيل الدراسي بشكل مباشر مثل الاصابات المخية او غير مباشر مثل التي تؤدي الى كثرة الغياب او الوهن والتعب الدائم للطالب وبعض المشكلات السلوكية مثل النشاط الزائد لدى الطالب او عكسه الخمول او الرهبة من المعلم او من جو المدرسة وعدم قدرة المعلم على ايصال المعلومات للطلاب، وهو احتمال ضعيف ولله الحمد ولكنه موجود واسباب لها علاقة بالعمليات الفكرية الذهنية مثل الانتباه والتذكير والتركيز والإدراك وغيرها.
والسؤال الثاني هل كل هذه الجوانب تؤدي الى صعوبات التعلم؟,, والجواب هو ان نقول: هذه الاسباب كما ذكرت تؤدي الى التدني في التحصيل الدراسي او مشكلات في التعلم بشكل عام، انما مفهوم صعوبات التعلم كمصطلح يشير الى فئة محددة ومعينة ولها تعريف يحدد الطلاب المتسمين بها، ولا يشمل كل الاسباب الآنفة الذكر، وهنا سأتناول التدني في التحصيل الدراسي بشيء من التوسع، فكما صنفنا اسباب التدني في التحصيل الدراسي سنصنف انواع التدني في التحصيل الدراسي، ومن ثم سنُلحق بكل فئة منها الاسباب التي تؤدي اليها:
الفئة الاولى: الطلاب المتأخرون دراسياً، والفئة الثانية: الطلاب بطيئو التعليم، والفئة الثالثة: الطلاب ذوو صعوبات التعلم، ونقاط التشابه بين هذه الفئات واضحة وقد ذكرناها وهي التدني في الحصيل الدراسي، أما نقاط الاختلاف فإنها على عدة اوجه هي: سبب المشكلة، وقدرة الطالب على التحصيل الاكاديمي، بعد علاج المشكلة، والمظهر العام لكل فئة او السمات المميزة لهم، فالتأخر الدراسي يحصل بسبب واحد او اكثر من الاسباب التي سبق ذكرها,ولكل واحد من هذه المسببات طريقة في العلاج هي في العادة من اختصاص المرشد الطلابي بالمدرسة، بالتعاون مع ولي امر الطالب او احد المعلمين او إدارة المدرسة او الطبيب المختص او معلم تدريبات النطق او الاخصائي النفسي، وبمجرد علاج المشكلة وزوالها يتحسن مستوى الطالب تدريجيا بإذن الله ولا يحتاج الى تدريس فردي، كما هو موجود في برنامج غرفة مصادر صعوبات التعلم.
اما الطالب البطيء التعلم فهو الطالب الذي يعاني من تدن في التحصيل الدراسي، وتتراوح نسبة ذكائه بين 70 و 84 درجة على اختبار ذكاء فردي مقنن على البيئة المحلية، وهذا ما نصت عليه توصيات الندوة العلمية حول بطيئي التعلم في دول الخليج العربي والتي عقدت عام 1418ه بدولة الكويت، وقد اعتبرت هذه الفئة فئة خاصة وان لم تدرج ضمن فئات الاعاقة.
* كيف يتم اكتشاف الطلاب ذوي صعوبات التعلم؟
هناك صعوبة في التعرف على الطلاب ذوي صعوبات التعلم واكتشافها بشكل عام، وذلك لأن المشكلة التي لدى هؤلاء الطلبة ليست اعاقة حسية او حركية ظاهرة ويمكن ملاحظتها او قياسها، وليست ايضا انخفاض في معامل الذكاء او القدرات العقلية بحيث تؤثر في جميع سلوكيات الحياة اليومية للطفل فيمكن ملاحظته ايضا، بل هي اضطرابات في العمليات الذهنية يؤثر في قدرة الطفل على التعلم، بتأثيره في مهارات التعلم الاساسية، لذا يمكن ان نطلق على الطلاب ذوي صعوبات التعلم مسمى آخر مجازاً وهو الطلاب ذوي اعاقات التعلم .
عموما يتم اكتشافهم من خلال عدة خطوات يقوم بها الفاحص وهو معلم صعوبات التعلم وذلك ضمن فريق تشخيص متعدد التخصصات وخلال فترة زمنية كافية.
ففي البداية تتم احالة الطالب الذي يُحتمل وجود صعوبة تعلم لديه الى برنامج صعوبات التعلم بالمدرسة إذا كان البرنامج موجودا بها او الى مركز صعوبات التعلم المسائي بالنسبة الى المدارس التي لم يوجد بها البرنامج، وذلك للتأكد من نوعية المشكلة التي لديه بجمع اكبر قدر ممكن من المعلومات الاكاديمية والصحية والنمائية عنه من خلال الملاحظة والاستفسار والاطلاع على نماذج من اعمال الطالب وتطبيق بعض الاختبارات التي تقيس المهارات بشكل عام، وذلك كبداية لتشخيص الحالة، بعد ذلك، ومن خلال فرز وتحليل المعلومات التي تم الوصول اليها يتم وضع اختبارات اكثر دقة لقياس الجوانب التي تتمحور حولها المشكلة، في هذه المرحلة يتعرف الفاحص على سبب المشكلة او يبني فرضية متوقعة عن سبب المشكلة، وعند تطابق ابعاد حالة الطالب مع تعريف صعوبات التعلم يتم الحاقه بالبرنامج حسب الامكانية المتاحة بالبرنامج، ويفترض ان يتم ذلك من خلال فريق تشخيص متعدد التخصصات وخلال فترة زمنية كافية، وتتسلسل بعد ذلك الخدمات التي يقدمه الطالب حسب احتياجاته وقدراته الفردية.
* ما السمات المميزة للطلاب ذوي صعوبات التعلم؟
يمكن ان نقسم السمات التي تميز الطالب ذا صعوبة التعلم الى قسمين:
القسم الاول: سمات مميزة لتفريق طالب هذه الفئة عن بقية الطلاب من الفئات الاخرى مثل: ألا يكون متدنيا في التحصيل الدراسي في جميع المواد الدراسية، حيث ان ذلك غالبا ما يكون عائدا الى ظروف اجتماعية او عدم اهتمام الطالب وذويه بالتعلم او ظروف نفسية او انخفاض معامل الذكاء، او ضعف احدى حواس الطالب، بل يجب ان يكون التدني لديه في مادة اساسية مثل الحساب او القراءة او الاملاء ، يخرج من هذا الشرط كون المتدني في جميع المواد عائد الى صعوبة التعلم في القراءة والكتابة التي لديه تلقي بظلالها على باقي المواد الاخرى او لأن التقييم يتم من خلالهما اي الكتابة او القراءة مع اكتساب الطالب لمهارة المادة المقيمة اصلا، ويتضح ذلك من خلال اختبار الطالب شفهيا، وألا تكون لدى الطالب اعاقة حسية او حركية، تكون هي السبب في المشكلة، وأن يكون معامل ذكاء الطالب من المتوسط فما فوق، تقريبا 90 فما فوق.
القسم الثاني: سمات مميزة للطالب ذي صعوبة التعلم اثناء تلقيه للخدمة مثل: ان صعوبة التعلم حالة مستمرة مع الطالب، وليست مرضا يتم علاجه وتختفي بعد علاج الصعوبة، يل يتم تعليم الطالب اثناء التحاقه بالبرنامج الاستراتيجيات التي تمكنه من تخطي الصعوبة التي لديه، اي ان يتعلم الطالب كيف يتعلم، وهي ما يسمى المهارات فوق المعرفية, لذا فإن الطالب ذا صعوبة التعلم يحتاج الى فترة طويلة جدا حتى تتضح نتائج العمل التربوي معه، ومن ثم يستطيع الاعتماد على نفسه في تعليم ذاته، واحب ان اؤكد على عدم الاستعجال في الحصول على النتائج او الحكم على نجاح او فشل البرنامج او المعلم في التعامل مع هذه الحالة، كما يجب الاهتمام في هذا الجانب بتحفيز تعاون المنزل مع المدرسة والبرنامج لأهمية ذلك في اطراد تحسن مستوى الطالب.
* ما واجب أسرة ومعلم الطالب ذي صعوبة التعلم؟
أولاً: عدم اليأس والقنوط من مستوى الطالب ذي صعوبة التعلم او المتدني الدراسي عموما او استعجال النتائج وذلك لأن تدريس هذه الفئة من الطلاب بطريقة فردية سيؤتي ثماره بإذن الله وان طالت المدة، كما ان الطالب ذا صعوبة التعلم يكون فاقداً لمهارات تتطلب مددا تقاس بالسنوات لاكتسابها.
وثانيا: يجب ألا يُلقى الحمل على كاهل معلم الطالب سواءً معلم الفصل او معلم برنامج صعوبات التعلم فقط، لأنه لن تظهر النتائج الايجابية الا بتكاتف جميع الاطراف المعنيين بالطالب.
وثالثا: يجب ان تعلم عزيزي ولي امر الطالب ذي صعوبة التعلم وكذلك معلمه ان هناك الكثير من الطلاب ذوي صعوبات التعلم الذين تجاوزوا هذه المعضلة ونجحوا في حياتهم العملية وحصلوا على الشهادات والمراتب ولكن بجهد وعزيمة اكبر من غيرهم وذلك بعد الاستعانة بالله والتوكل عليه.
|
|
|