كل سبت صحف لها أيام عبدالله الصالح الرشيد |
من المسلمات والبديهيات المعروفة والمألوفة في ذهن قارىء الصحف بالذات ان الصحف الرائدة في عطائها وابداعها وحيويتها وانتشارها تظل عالقة في ذاكرة القارىء المتابع طوال حياته وبالتالي تؤثر في شغفه وتعلقه بالصحافة وفي عطائه ايضا اذا كان من هواة او محترفي الكتابة بالصحف,, وللتدليل على ذلك استهل وباختصار الحديث باعطاء نماذج راقية من صحافتنا المحلية في عهد الافراد وفي عهد المؤسسات فأقول: ان القراء من جيلي جيل السبعينيات والثمانينيات من القرن الهجري الماضي، أي قبل اربعين عاما يذكرون بالتقدير والامتنان والحب والعرفان ماوصلت اليه جريدة البلاد في عهد صاحبها والمسؤول عنها الاستاذ الكبير حسن عبدالحي قزاز فقد كانت في عهده جريدة الوطن اليومية الاولى بلا منازع,, وكان القراء في جميع انحاء المملكة يجدون فيها بغيتهم كصحيفة يومية حافلة متفتحة لما تحفل به من عطاء وابداع وتجديد في الصورة والخبر,, وكانت تحتضن صفوة مختارة من الكتّاب والمراسلين من مختلف المدن والمناطق.
وقد رأس تحريرها في ذلك العهد ولفترة وجيزة الاستاذ محمد حسن زيدان ويكتب افتتاحيتها اليومية في مواضيع شتى طيلة وجوده فيها,, اما الصفحة الادبية الاسبوعية فكانت باشراف الاديب والشاعر الراحل حسين سرحان, وقد ظلت الصحيفة بهذا المستوى وهذا التطور حتى صدور نظام المؤسسات الصحفية,, كما ان القراء وعشاق الصحافة يذكرون بالاكبار والاحترام الخطوة الرائدة التي التي اقدم عليها علاّمة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر في تأسيس اول صحيفة اسبوعية في المنطقة الوسطى وقلب الجزيرة هي صحيفة اليمامة التي استقطبت منذ بداية عهدها صفوة مختارة وكوكبة لامعة من الكتاب والادباء نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر الاساتذة الرواد مع ذكر العناوين التي كانوا يكتبون تحتها وهذا من واقع ذاكرتي الضعيفة وليس من المذكرة علي حسن فدعق,, كل احد حسن عبدالله القرشي شوك وورد سعد البواردي مع الناس عبدالله بن خميس في موكب الحياة عبدالعزيز احمد ساب كل اسبوع مرة عبدالله بن ادريس ومحمد المسيطير يكتبون مقالات ادبية وقصائد شعرية محمد عبدالله الحميّد شؤون وشجون عبدالكريم الجهيمان واللواء الراحل سعيد الكردي مقالات اسبوعية في الصفحة الاولى لا اتذكر عناوينها,, اما صفحة الشباب فكان يشرف عليها حمود البدر وعبدالله الشعيبي.
كما ان مجلة الرائد في جدة واسميها مدرسة الرائد الصحفية لما كان يجد فيها شداة الادب وهواة الكتابة واصحاب الاقلام الصحفية الواعدة من تشجيع ومؤازرة من لدن مؤسسها ورئيس تحريرها الاستاذ القدير عبدالفتاح ابو مدين,, وبقدر ما كانت تحتضن وتبرز انتاج كبار الكتّاب والشعراء فهي لم تبخل على الاقلام المتفتحة بالتشجيع فكنا نقرأ فيها للشعراء والادباء محمود عارف وابو تراب الظاهري وعارف قياسه وعلي دُمر وامين سالم رويحي واحمد الضبيب وعبدالله مناع وفي نفس الوقت والصفحات نقرأ للأدباء الشباب وبعضهم الآن هم كتّاب الساحة والصحافة امثال الدكتور هاشم عبده هاشم وعلوي طه الصافي وراشد الحمدان وعبدالله الجفري وعبدالعزيز النقيدان وحمدان صدقة,, والفضل بعد الله يعود الى مثالية وسعة أفق الاستاذ عبدالفتاح ابو مدين,, وقد دعاني الى التطرق الى هذا الموضوع وجعل هذه الخواطر العابرة تطل من الذاكرة هو ما كانت عليه جريدة الجزيرة قبل عقد ونصف من التألق والشموخ وما بدأت تستعيده الآن حيث بدأت تصل ماضيها المجيد بحاضرها المشرق المبهج اذكر ذلك بدون مبالغة ولا مجاملة فأنا قارىء عادي ليس الا ولكن في رأيي واعتقادي ومن وجهة نظري ان هذه الصحف التي ذكرتها وألمحت باختصار الى ماضيها ما كان لها ان تبلغ هذا المستوى المشرف وهذه المكانة الرفيعة الا بتوفيق الله اولا ثم بتضافر وتعاضد ومناخ الثقة والشعور المتبادل بين القائمين عليها وبين جهود قرائها وكتّابها والمتعاونين معها حيث توطدت الثقة وذابت الفوارق وهذا ما نلمسه الان ايضا في الكثير من مؤسساتنا الصحفية الناجحة في الوقت الحاضر حيث مع تطور الطباعة والاخراج نجد المادة الحافلة بكل جديد مع الحرص على المنافسة في استكتاب الصفوة من الكتّاب والصحفيين والمراسلين,, والله من وراء القصد.
|
|
|