لا وقت للصمت مبدعون,, من الباب الخلفي! فوزية الجارالله |
قرأت منذ فترة مقالا طريفا لحازم هاشم في احدى المجلات الثقافية,, يتحدث فيه الكاتب عن بعض النساء اللائي يدخلن الابداع من الباب الخلفي,, أي بالطريقة الخاطئة غير المعترف بها,, ويهدف الكاتب كما يقول الى تنقية مجال الابداع النسائي من شوائب الاصطناع والادعاء,, ويقول مستطردا: وقد فشت ظاهرتهن بيننا ولا مؤهل ولا موهبة الا جواز مرور انثوي فقط تهتز له اعطاف بعض الرجال من ذوي الحيثية في الحياة الابداعية فيفيضون به على حاملات جوازات المرور هذه بسيول من الثناء والتقريض,, ويؤكد بأن عالم ابداع الرجال حافل كذلك بالادعياء والجهال لكن جوازات المرور تختل.
ويقول بأن مثل هذه المرأة قد افاقت فجأة على اكتشاف ان حاجة الادب لها ماسة واولاد البلد يقولون في عاميتهم الفضاء وحش والفضاء يعني خلو الانسان من شغل او هم,, وهذا الانسان الفاضي يتوقع منه اي شيء!! ويقول متابعا حديثه: اعرف واحدة من هذه العينة زوجها ناشر وصحفي ورجل مصالح في الداخل وما وراء البحار ويرتبط الكثير من كبار الكتاب والصحفيين مع الزوج بمصالح شتى وعندما ارادت الزوجة ان تكون كاتبة لم يبخل الزوج عليها بكتب تحمل اسمها فقط بل استطاعت مصالحه المتشابكة الممتدة مع الآخرين ان تجعل من الزوجة صاحبة مقال اسبوعي في جريدة واسعة الانتشار! ولا غرو فكل شيء لدى الزوجة الا الابداع,, يا حرام,,!
ولما كان البيت واسعا فلابد لها من صالون ثقافي,,!!
هذا بعض ما قاله الكاتب,.
وامثال هذه الكاتبة لدينا كثيرون رجالا ونساء,, وهم اولئك الذين يتهافتون على الكتابة هكذا فقط دونما موهبة حقيقية او امتلاك ادوات فنية تكون زادهم في هذا المجال,.
واذا كانت هذه الكاتبة التي تحدثنا عنها لا تحمل الا جواز مرور انثوياً فهناك البعض ممن يحمل شهادته الاكاديمية العليا جوازا للمرور وممن يحملون مناصبهم ومراكزهم فقط جوازا للمرور!!
ومثل اولئك واقصد البعض رأوا في الكتابة جانب البريق والشهرة والاسماء المعلنة المضيئة فقط لذا فقد نالت استحسانهم,, ابن فلان يكتب، وابنة فلان,, وابناء الفلان,, العالم كله يكتب,, لِمَ انا اذن,, هكذا يقول احدهم او واحدتهم وهكذا يخرجون,, بينما الامر اكثر صعوبة مما يتخيلون واكثر مسؤولية,, فالكتابة لم ولن تكون ابدا عمل من لا عمل له,, وليست فقط ذلك البريق,, وليست فقط ذلك التميز وتلك الشهرة,, لكنها - رغم ما فيها من لذة لا ننكرها - همٌّ متشعب لا ينتهي بدءا بالالتزام ومرورا بالمعاناة اليومية وانتهاء بتكريس الاديب او الكاتب جهده ووقته لها والاصرار عليها ,, حتى تتركه هي وهذا لن يحدث ايضا الا بمبادرته هو بمغادرة الساحة والتخلي عن الكتابة!!
|
|
|