** اشاد العالم المصري الدكتور احمد زويل الحاصل على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1999م بالجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز في مجال البحث العلمي مؤكداً ان المملكة تزخر بالعديد من العلماء النابهين الذين استطاعوا تحقيق انجازات علمية كبيرة وملموسة.
واشاد زويل بالنهضة العلمية التي تشهدها المملكة وقال في حواره مع الجزيرة ان المملكة حققت طفرة علمية هامة سواء في مجال الطب او الكيمياء او الابحاث والدراسات في مختلف فروع العلم وتمنى لابناء المملكة مزيدا من التقدم والازدهار.
واقع البحث العلمي في المملكة
* ماهي رؤيتك لواقع البحث العلمي في المملكة بشكل خاص والعالم العربي بشكل عام ,,,؟
تتمتع المملكة منذ فترة مضت بطفرات علمية متلاحقة في مختلف المجالات ولاسيما المراكز البحثية التي يتوفر لها الدعم والمساندة من قبل حكومة المملكة ورعاية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، فالمملكة تولي اهتماما كبيرا بالبحث العلمي والاخذ بأساليب التطور، والجهود التي تبذلها حكومة المملكة العربية السعودية في مجال البحث العلمي هي جهود ملموسة ومن شأنها ان تؤدي لتحقيق المأمول والمنشود من النهضة العلمية المتحققة, اما عن العالم العربي بشكل عام فيوجد به العديد من العلماء في كل المجالات ولكن اطالب بضرورة التعاون بينهم فالدول العربية لديها امكانات علمية كبيرة وعلماء وباحثون على مستوى كبير ويجب ان يعملوا معا بروح الفريق الواحد.
* وماذ يتطلب ذلك في رأيك ,,, ؟
يتطلب انشاء قاعدة علمية واسعة ورصينة وقد لمست وجود استجابة في مصر وكافة الأقطار العربية لانشاء هذه القاعدة العلمية وهذا لم اشاهده من قبل وانني اشعر بالسعادة ان يهتم عالمنا العربي بالبحث العلمي فالقاعدة العلمية لا تأتي بمجهودات فردية ولذلك تكون روح الفريق الواحد مهمة للغاية ويشترط وجودها لنجاح العمل العلمي وانه من غيرها لايمكن ان يتحقق النجاح العلمي.
والمجتمع العلمي يوجد حينما توجد القاعدة العلمية فالعلم أساس يشع الحضارة والتكنولوجيا الموجودة في الدولة التي تهتم بالعمل ووجود القاعدة العلمية في الدول العربية تؤدي الى التقدم في كافة المجالات.
* ماهي رؤيتك لمسيرة البحث العلمي في القرن القادم؟
البحث العلمي قضية هامة للعالم العربي في القرن القادم ورؤيتي الشخصية ان المستقبل لنا جميعا كعرب في العلم والعرب كان لهم السبق في تحقيق النهضة التي استفادت منها اوروبا والابحاث العلمية موجودة في كثير من الدول العربية والعالمية ولكن الثورات هي التي تحقق فائدة لتقدم البشرية وهذا لا يأتي الا عن طريق فكرة وابتكار جديد لأول مرة ولم يكن موجودا ذي قبل.
* وما أهم الصفات التي يجب أن يتصف بها الإنسان العالم؟
ان العالم هو الشخص الذي يفكر ويكون أمينا في تفكيره وان يكون الباحث والعالم ليس فهلويا بل يكون عقلانيا في التفكير حتى يحصل على الثقة والتقدير العالمي والمقياس الأساسي لتقدم الشعوب هو المقياس العلمي ولذلك نجد الدول المتقدمة علميا تحترم عالميا والدول غير المتقدمة علميا لا تحترم.
الطيور المهاجرة
* وما رأيك في قضية هجرة العقول العربية للخارج؟
هناك أجيال في العالم العربي تهاجر بالفعل الى الدول الاجنبية وهذا لا خوف منه، بل يجب علينا الاهتمام بمجهوداتنا العلمية وتحويل المجهودات العلمية الفردية في بعض الدول العربية مثلا في الرياض بالمملكة العربية السعودية وفي القاهرة وفي الاردن وفي سوريا الى مجهودات جماعية يستفاد منها على اكبر نطاق وكذلك لابد من انشاء المراكز المضيئة لان القاعدة العلمية لاتوجد في العالم العربي وان التفاعل مع كل ابحاث العصر لم يكتمل عند العرب وان الاهتمام المتكامل يجب ان يتم حالاً وبالمقارنة مع المراكز العلمية في امريكا اقول ان امريكا بكل جبروتها وامكانياتها المادية ليس لديها سوى 6 مراكز علمية وهذه المراكز هي التي يخرج منها العلم والعلماء ويأخذون الجوائز العلمية عليها ومن هنا اطالب بضرورة اعادة النظر في تمويل البحث العلمي عند العرب بحيث يكون هناك نسبة من الدخل القومي في العالم العربي الذي اعتبره غنياً لتمويل البحث العلمي المشترك.
ولابد من وجود منهجية وطنية وهي مهمة للبحث العلمي واستهلاك التكنولجيا ليس علما فيجب ضرورة تبني الافكار العلمية حتى نشارك على المستوى العالمي في احراز التقدم العلمي.
* وهل انت متفائل ام متشائم بمستقبل التقدم العلمي العربي؟
لست متشائما ولكني متفائل وكلما زرت مصر او السعودية او دولا عربية اخرى اشعر باحساس كبير اننا نستطيع نحن العرب ان نحقق الكثير خاصة ان لدينا الموارد الانسانية التي تؤهلنا لذلك, فالعالم العربي احسن حالا من ذي قبل وان الوضع الاقتصادي في السعودية وفي مصر يعطينا تفاؤلاً بأننا نتقدم كثيراً خاصة وان هناك اهتماما كبيرا بالبنية الأساسية مشيراً الى ان الارتقاء بالبحث العلمي مسؤولية تاريخية أمام الأمة العربية ويجب ان نسأل انفسنا هل يمكن ان يكون عندنا علم ام لا.
* واخيراً ماشعورك بتكريم مصر لك وماذا تتمنى على المستوى الشخصي ,,, ؟
انني سعيد للغاية حينما قابلت الرئيس مبارك وابدى حرصه على انشاء قاعدة علمية صحيحة في مصر كما انني اشعر بسعادة وتفاؤل تجاه كافة المسؤولين في الدول العربية بالبحث العلمي، ولدي استعداد لتبني مشروع عربي متكامل لقيام تجمع علمي عربي على أعلى مستوى.
إبراهيم فليفل