نجح فريق النصر بانتزاع اعجاب المتابعين في بطولة اندية العالم الأولى لكرة القدم في البرازيل,, باستفادته من اوضاع الفرق المنافسة، وتقارب مستوياتها,, حيث كاد ان يتأهل الى الدور الثاني من ادوار المنافسة لولا خسارته الاخيرة بهدفين دون مقابل امام فريق كورينثيانز البرازيلي المستفيد من عاملي الارض والجمهور.
النصر بلا شك قدم عروضا مقبولة,, استطاع بها مفاجأة من توقع سقوطه في هذه المناسبة العالمية,, كما فاجأ الفرق المنافسة بحضوره الفني لولا الاخطاء الفادحة التي أدت الى تعثر محاولاته لكسر فارق الخبرة امام اثنين من الفرق العالمية المتمكنة,, ولعل اقوى مفاجآت النصر بالفعل,, استمرار فرصته في التأهل الى الدور الثاني حتى وقت متأخر من مشاركته,, مع ان منافسه في اللقاء الاخير هو احد ابطال البرازيل,! وخسارته بهدفين مقابل لا شيء امام الفريق المنظم للمناسبة (فريق نادي كورنثيانز البرازيلي) مشرفة اذا ما قيست هذه النتيجة بمستوى اداء الفريق، وظروف اللقاء المقام على ملعب (مورمبي) في مقاطعة ساوباولو البرازيلية وليس على ملعب استاد الملك فهد في الرياض!,, ولا ننسى ان فريق كورينثيانز فاز منذ اقل من شهر ببطولة كرة القدم في البرازيل للمرة الثانية على التوالي بعد تعادله بدون اهداف مع اتليتيكو مينيرو في اللقاء الثالث من نهائي البطولة الذي اقيم في ساوباولو, وهذا مؤشر كبير لصالح كرة القدم السعودية التي بات بإمكان احد فرقها مقارعة فرق القمة في عاصمة الكرة العالمية بهذا المستوى المشرف.
بالتأكيد كانت المشاركة النصراوية موفقة، وهي مؤشر قوي على ما تحقق للفريق من تطور ايجابي في غضون فترة قصيرة جدا,, فالفريق بعد ان خسر من الهلال بهدفين منذ وقت قريب، وتعادل مع الرائد 1/1 ينجح خارج ارضه في تحقيق مثل هذا المستوى من المشاركة (في البرازيل) وامام ثلاثة من ابطال القارات، وينتزع ثلاث نقاط من اصل تسع، ويحرز خمسة اهداف في ثلاث مباريات,, هذا انجاز نصراوي يستحق عليه الثناء,, مع ان الواجب ان نتحفظ في هذا الثناء لئلا يخسر النادي إمكانية الاستفادة من فريقه الذي تعب في تجهيزه وتدعيمه بسبعة لاعبين سيشاركون في النصف الثاني من الدوري المحلي,, ومن الضروري التنبه لمشكلات حراسة ودفاع الفريق الذي مقابل خمسة اهداف نصراوية احرزها الفريق في هذه البطولة,, سمح بولوج ثمانية اهداف في ثلاث مباريات!,, وهذا معدل كبير من الاهداف امام فرق اندية منها من لم يلعب بعناصر اجنبية امام النصر، ومنها من تدهور وضعه في ترتيب فرق بلاده الى الخلف كثيرا قبل وصوله الى البرازيل!
طبعا كان من الممكن ان ترتقي مشاركة النصر الى افضل مما انتهت اليه حسب ما توفر له من فرص وظروف بعد تدعيمه بعناصر اجنبية مؤهلة وعناصر وطنية اخرى لا تقل تأهيلا،وتأمين معسكر تحضيري خارجي,, الى جانب فشل الفرق المنافسة في الظهور بمستواها المعهود, وما تهيأ للاعبي الفريق في مبارياته من فرص كانت كفيلة بتحقيق نتائج افضل بكثير مما حدث,, علاوة على كارثة الاهداف في المرمى النصراوي التي سحبت فرص النصر لصالح منافسيه في مشاهد غير لائقة بفريق كان يملك حظا من حسابات التأهل حتى مباراته الاخيرة!!,, لكن ايضا يجب الا نغفل انها المشاركة الاولى للنصر في مناسبة بهذا الحجم,, ولذلك لابد من وقوع اخطاء,, ووقوع الاخطاء فرصة ثمينة للتعلم,, خاصة والفريق امامه مشاركات محلية يستطيع من خلالها العودة الى الاضواء الخليجية والعربية والآسيوية والعالمية من جديد,, وأي انتقادات توجه للفريق او ادارته الفنية,, مفيدة لمواصلة الطريق والاستفادة من التجربة التي هيأت للفريق فرصة ذهبية لاستعادة بريقه القديم (عودة النصر) نحو التخلص من مرحلة غياب عن الساحة المحلية كبطل,, كسبت خلالها الفرق المنافسة ألقابا داخلية وخارجية وسعت بها عنه فارق الانجازات!
في تقديري,, نجح النصراويون في استثمار المناسبة وكسبوها لاعداد فريقهم بشكل افضل، وقدموا صورة مقبولة عن الكرة السعودية تحت الاضواء العالمية,, ويكفي هنا ان نتطلع الى وضع بطل القارة الافريقية، او وضع فريق مثل مانشيستر يونايتد الانجليزي (بطل اوروبا) في نفس المناسبة,, لندرك أهمية ما حققه النصر.