عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد:
على أعتاب القرن الجديد أحييكم، واذكر انني حين كنت في الثالثة عشرة من عمري كنت احسب السنين واقول لنفسي حين يأتي عام ألفين سيكون عمري كذا، وكنت اعتبره زمنا بعيداً واردد عبارة شهيرة (يا من يعيش) واليوم ها نحن نختتم القرن العشرين ونبلغ ما كنا نتطلع عليه بعيون ملؤها الاحلام والآمال,, فماذا تحقق من أحلامنا؟
أذكر ان احلامي جاوزت السماء ولكنني اليوم اجدها مازالت أحلاما ترافق النجوم وتصادق القمر دون ان تتكرم عليّ بملامسة الارض,, ترى هل أنتم مثلي؟؟
كنت قد استسلمت لكل الصدمات التي مرّت في طريقي منذ تخرجت من الجامعة، اقصد الاحباطات لان الخروج الى الحياة العملية مختلف تماما عن ايام الدراسة التي ينصرف هم الانسان فيها الى ان يحقق الدرجات المرتفعة سلاحه في ذلك الجد والاجتهاد وليس غيره,, اما في العمل فالامر مختلف، اذ لا مكان للمجتهدين فالمكان يتسع فقط للمتسلقين الذي يمسحون كرسي المدير بأكمامهم ويتزلفون اليه بالهدايا بمناسبة ومن دون مناسبة.
فهؤلاء هم صفوة العاملين وخيرة الموظفين وتقاريرهم لا تقل بحال من الاحوال عن الممتاز.
عموما,, أيها القراء الكرام تذكروا معي بماذا كنتم تحلمون قبل ان يأتي هذا العام؟ وهل حققتم شيئا من احلامكم؟
الحقيقة انني كنت احلم بأن أكون معكم دائما وكنت قد بدأت بالتواجد بينكم حتى توقفت فجأة لا ادري لماذا,, وها أنا بعد انقطاع اعود لاصل ما بدأته علّني ابلغ الحلم واني لسعيدة ان اكون بينكم,, ولكنني اخشى ان اتوقف من جديد وامضي العمر في البدايات,, واتمنى من الله العلي القدير ان يكون القرن الجديد قرن النصرة والعزة للامة الاسلامية وان تبقى بلادنا العزيزة بألف خير.
حصة الجهني
المدينة المنورة