سلوكيات تحتاج إلى توعية

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
يستقبل المسجد الحرام في مكة المكرمة كل عام ملايين الزوار يفدون من كل البلاد لأداء العمرة او الحج وسط اجواء مريحة آمنة وفرتها المملكة على كل الاصعدة، لقد عملت المملكة ومنذ عهد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز على تأمين افضل السبل للمعتمرين والحجاج لاداء مناسكهم بيسر وسهولة واطمئنان.
حيث انتشرت الخدمات بكل انواعها وسخرت التقنيات الحديثة لخدمة زوار البيت الحرام, ومن يشاهد الصلوات التي تنقلها الفضائية السعودية يُعجب ويُسر بالانجازات العملاقة التي حققتها المملكة ولاسيما التوسعة الكبيرة التي تمت في عهد خادم الحرمين الشريفين, ولكن من يرى هذه التوسعات على ارض الواقع فسيكون اعجابه كبيرا لا وصف له, وسروره اعظم فمن الكهرباء التي تعمل على مدار الساعة دون لحظة انقطاع الى الماء المتوفر على الدوام او الخدمات الصحية والحمامات النظيفة والمصاعد الكهربائية الى الاعمال الانشائية الضخمة التي روعي فيها الفن المعماري الاسلامي المناسب، الى الامان الذي يخيم على المكان بفضل الله ثم بجهود رجال يسهرون ليل نهار لا يكلون ولا يملون ولا يبدون اي انزعاج او تأفف رغم تصرفات بعض الزوار غير المقبولة.
ان احترام المساجد واجب على كل مسلم فكيف اذا كان هذا المسجد هو قبلة المسلمين، اقول وبأسف ان الزائر للمسجد المكي يرى مشاهد لا تسر الخاطر من بعض اخوة قدموا من بلاد بعيدة وقريبة ولاسيما في رمضان, حيث يلقون بالاطعمة بعد الإفطار اينما كان وكيفما اتفق رغم انتشار سلال القمامة بشكل كاف ولو لم تكن خدمات التنظيف بأحسن حال وتعمل بلا كلل لكان حال المسجد غير سار, ان البعض هداهم الله يرمون بالماء والشاي ونوى التمور في صحن الحرم قريبا من الكعبة قبل صلاة المغرب غير آبهين بحرمة المكان وقدسيته ولكن جزى الله خيرا القائمين على مشروع نظافة الحرم، فهم يبذلون جهودا جبارة للحفاظ على النظافة وفي وقت قياسي رغم الازدحام وتدافع البعض هنا وهناك، فلهم الشكر كما الشكر والتقدير لقيادة هذه البلاد التي سخرت امكاناتها لخدمة هذه الاماكن المقدسة.
ارى هذه الملاحظة ضرورية ولاسيما نحن مقبلون على موسم الحج واقترح ان تقوم الجهات المنظمة لقوافل الحجاج من كل الدول بتقديم دروس ارشادية وتوعوية تلحظ جميع الجوانب التي تتعلق بأداء العمرة والحج ولاسيما ما يتعلق بالسلوك والتعامل واهمية الحفاظ على الخدمات التي وفرتها الدولة لخدمتهم، وهذا من الاسلام الذي حث على النظافة واحترام المساجد لأنها بيوت الله.