من بين اهم ما تناوله سمو النائب الثاني حفظه الله في حديثه السياسي والديني وكله هام والذي خص به الجزيرة وتناقلته عنها وكالات الانباء المحلية والعربية والاسلامية والاجنبية، البعد الاسلامي الذي جسد به جوهر رسالة المملكة كدولة اسلامية رائدة في الدعوة لدين الله الاسلام، عقيدة، وشريعة، ودعوة ومنهجاً للعمل والتعامل، وتصوراً للحياة الانسانية كما جاء الاسلام ليكون انقاذاً للبشرية جمعاء من مهاوي الضلال والاباطيل.
فقد اكد سموه بوجه خاص على: (ان المملكة معنية قبل غيرها بالاصغاء لصوت المسلم والاهتمام بشؤونه بما ينسجم مع تعاليم الاسلام ومبادىء الشريعة السمحة، وانها المملكة ليس لها من خيار آخر يغنيها عن الدور الرائد الذي تلعبه منذ تأسيسها على يد المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز في هذا المجال إلا بمزيد من العمل والكثير من الجهد لترسيخ هذه المبادىء وصولاً الى الاهداف الطيبة التي يسعى الجميع لتحقيقها).
وهذا القول كما اسلفنا يجسد جوهر رسالة المملكة في الحياة منذ ان اختار لها الملك المؤسس عبد العزيز رحمه الله القرآن الكريم دستوراً، والسنة النبوية الشريفة منهجاً، وهي الرسالة الخالدة التي عبر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود ايده الله عن هدفها الاستراتيجي المتجدد بقوله (هدفنا هو هداية البشرية الى سواء السبيل).
ومن اجل هذا الهدف الاسلامي النبيل نشرت المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله اكثر من (1550) مسجداً وجامعاً في معظم دول قارات العالم الخمس يؤدي فيها المسلمون وخاصة الاقليات المسلمة في الدول غير الاسلامية الصلوات الخمس جماعة,
كما نشرت المملكة مئات المدارس والمعاهد والكليات الى جانب تلك المساجد والجوامع حتى يتلقى ناشئة المسلمين في كل الدول التي تنتمي اليها أقليات مسلمة التعليم الديني بما يعزز ارتباطهم حاضراً ومستقبلا بكيان امتهم الاسلامية ويعمق حسهم الديني والانساني بالارتباط بامتهم والتفاعل مع قضاياها ليلعبوا ادوارهم في المجتمعات التي يعيشون فيها في التعريف بالاسلام الحنيف كدين عدل ومساواة وامن وسلام واخوة وتعاون على البر والبعد عن العدوان والآثام.
كما نشرت المملكة الى جانب المساجد والجوامع والمدارس والمعاهد الكليات الاكاديمية في اعرق الجامعات الامريكية والاوروبية والصينية والروسية لتدريس تاريخ ومنجزات الثقافة الاسلامية وحضارتها العالمية التي كانت سيدة الحضارات الانسانية بفضل القيم العليا الراقية التي جاء بها الدين الحنيف لخير وصلاح البشرية بدون تفرقة بلون او جنس او دين او بلد, وقد بلور حديث سمو النائب الثاني لالجزيرة هذا البعد الاسلامي في حديثه الذي جاء تجديدا للعهد والوعد بالالتزام باهداف رسالة الاسلام للحياة ومواصلة الجهود ملكاً وحكومة وشعباً لخدمة هذه الاهداف حتى يغمر نور الهداية القرآنية آفاق الكون من اقصاه لاقصاه وحتى يرث الله الارض ومن عليها.
الجزيرة