* كتب:سَلمان العُمري
المتأمل لاحوال السلف الصالح وسيرتهم يجد ان شباب الامة في صدر الاسلام هم الذين قامت عليهم دعائم الحضارة الاسلامية العريقة، التي عم نورها كل اصقاع المعمورة هداية وعلما، بعد ان تمت تنشئتهم، واعدادهم للجهاد في مدرسة النبوة.
الجزيرة رأت اهمية وضرورة الاستفادة من القدوة الحسنة والسيرة العطرة لهؤلاء السلف، في اصلاح الخلف الذي يطارده اعداء الاسلام بكل وسائل الاغواء، لابعاده عن الطريق القويم، وذلك من خلال التقائها عددا من العلماء واهل الرأي والقاء الضوء حول دور ولاة امر المسلمين وعلمائهم في هذا الصدد.
سلف القرون الثلاثة المفضلة
فضيلة عضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع استهل حديثه حول هذه القضية الهامة بقول الامام مالك رحمه الله : لا يصلح آخر هذه الامة الا بما صلح به اولها.
واضاف قائلا: ولا شك ان سلف هذه الامة مؤهل للاقتداء والاهتداء من حيث قوة الايمان والتقوى والصلاح والالتزام وسلامة المسلك من حيث صفاء العقيدة والبعد عن الابتداع والاحداث والتعلق بغير الله ومن حيث النظر الى ما فيه صلاح العباد والبلاد ومن حيث صدق الاداء في النصيحة لائمة المسلمين وعامتهم ومن حيث الصبر والمصابرة في سبيل تحصيل العلم وتحمل مشاقه ثم التأهل للتضرع لتعليمه واشاعته عن طريق الدعوة والتأليف والنشر.
واكد فضيلة الشيخ المنيع ان خلف هذه الامة مثقل بما افرزته الفرق المنتسبة للاسلام من بدع ومحدثات وشطحات صوفية وافكار علمانية وتوجهات سياسية تبعث الفرقة وتشتت الشمل وتعرض الامن والاستقرار الى الفوضى واهداء القيم والاخلاق وتطلعات اقتصادية تهدف الى الكسب مهما كان طريقه واتجاهه والى الانفاق في سبيل حصول الجسد على متعته على حد قول الشاعر:
فان كنت لا تستطيع دفع منيتي فدعني أبادرها بما ملكت يدي |
وابان فضيلة عضو هيئة كبار العلماء بأن ذلك مما كان له اثره السيء في تشويه صورة الاسلام واعتباره من قبل اعدائه دين ارهاب ووحشية وانتهاك حقوق.
ثم قال: ولا شك ان اصلاح خلف هذه الامة وتصحيح مساره واعادة الصورة المشرقة للاسلام والمسلمين يكمن في الاخذ بمسالك سلفنا الصالح من اصحاب وتابعين وممن كانوا في القرون الثلاثة المفضلة، وكانوا على ما كان عليه صلى الله عليه وسلم واصحابه فقد قال صلى الله عليه وسلم : خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم لا يأتي قرن الا وما بعده شر منه، وقال صلى الله عليه وسلم : عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة, وقال صلى الله عليه وسلم افترقت اليهود على احدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة وستفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة قلنا من هي يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما انا عليه اليوم واصحابي، وابلغ من ذلك واكمله قول الله سبحانه وتعالى في الامر بالاهتداء والاقتداء بالصالحين قال تعالى فبهداهم اقتده .
هكذا ساد سلفنا العالم
وبحماس شديد شارك الدكتور مانع بن حماد الجهني عضو مجلس الشورى والامين العام للندوة العالمية للشباب الاسلامي حيث اوضح ان القدوة الصالحة في كل زمان ومكان اسلوب متميز في التربية والتوعية والدعوة والارشاد، حيث يوفر التأسي بالقدوة الصالحة مثالا حيا يحتذي في تطبيق السلوك المراد غرسه في النفوس, ولذا فان التأسي بالقدوة الصالحة له دور هام وفاعل في حل جميع مشكلاتنا المعاصرة، علاجا ووقاية، وقناعتي تامة بأن اصلاح احوال المسلمين قاطبة افرادا وجماعات مرده ترسّم خطى سلفنا واقتفاء آثارهم، وما أثر عن الامام مالك رحمه الله من قوله: لا يصلح آخر هذه الامة الا بما صلح اولها ، هو حقيقة لا مراء فيها، واستقراء صحيح وأصيل للاصلاح كنتيجة يعد التأسي بالنهج السلفي الصحيح سبباً مباشراً وحتمياً لها.
وزيادة في ايضاح هذا الامر اردف الدكتور الجهني بقوله: لقد توفرت لسلفنا الصالح شريعة غراء سمحة، اجتمع لها من المزايا ما لم يجتمع في غيرها من الشرائع، فهي الدين القيم الخاتم، اتمه الله تعالى وارتضاه لعباده الذين يعلم ما يصلحهم وينسجم من فطرهم، وتعهد سبحانه لدستورها بالحفظ، وتكفل الحق تبارك وتعالى لدينها بالظهور على الدين كله، فكانت الشريعة الغضة الندية لفطر سلفنا الصالح السوية خير منهج ومنهل ومعين، وتوفر لهم المعلم الذي ادبه ربه فأحسن تأديبه، رسول كريم امين وصفه ربه جل وعلا بأنه على خلق عظيم وانه بالمؤمنين رؤوف رحيم وانه اول المسلمين .
ووصفته ام المؤمنين الصديقة بنت الصديق رضى الله عنهما بأن خلقه القرآن ، ووصفه قومه بالصادق الامين، فقام صلى الله عليه وسلم بما عهد به اليه ربه جل وعلا فبلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين.
فصار سلفنا بالمنهج الرباني والمعلم الرباني خير جيل من خير امة اخرجت للناس، وفي عقيدتهم وعلمهم وخلقهم وفهمهم وعملهم وسلوكهم، فتحقق على ايديهم نصرة الاسلام وانتشاره في المشرق والمغرب في اقل من خمسين عاما, ومن اراد العبرة فليتأمل كيف استطاع سلفنا الصالح بفضل الله تعالى ثم بتمسكهم بتعاليم دينهم وطاعة ربهم اصلاح انفسهم واهليهم ومجتمعاتهم، وكيف انتقلوا خلال تلك الحقبة اليسيرة من الضعف والاضطهاد الى ريادة العالم في جزيرة العرب واجوارها شرقا وغربا، وتأسيسهم دولة اسلامية متسعة الارجاء قوية مهابة الجانب.
سبيلنا للنهضة
واستطرد الدكتور مانع الجهني قائلا: لذا فقناعتي تامة بأن اقتفاء خطى سلفنا الصالح والتأسي بهم والتزام نهجهم في العلم والفهم والعمل هو سبيلنا للنهضة من الكبوة التي اسفرت عن تداعي الأمم علينا كتداعي الاكلة على قصعتها، وهو سبيلنا لمواجهة التحديات التي يموج بها عصرنا وتهدف جميعها لغاية واحدة هي صرف المسلمين عن دينهم وعن عبادة ربهم، والتأسي بالقدوة الصالحة فضلا عما سبق هو طريقنا الصحيح الامثل لنشر الاسلام والدعوة اليه واستعادة الريادة والسيادة.
ويرى الجهني ان التأسي بالقدوة الصالحة في معتقدهم يربي اجيالنا على العزة بالايمان بالله وتوحيده وتقواه والاستعاذة به والتوكل عليه والالتجاء لجانبه، وذلك سبب معروف للسعادة وتفريج الكروب في الدنيا والآخرة ودفع الشرور وتخفيف وطأة المكاره وتهوين مصائب الدنيا، كما انه يسهل على المسلم فعل الخيرات وترك المنكرات، وهو من قبل ومن بعد سبب لقبول جميع الاعمال الظاهرة والباطنة، لذا فان التأسي بالسلف الصالح في معتقدهم يعني الشعور بالعز الحقيقي والشرف العالمي وهو مطلب شرعي اصيل ولازم للنهضة والنجاح.
أهمية التأسي بالسلف
واكد د, الجهني بأن التأسي بالسلف الصالح في طلب العلم والفهم الصحيح لمقاصد الشريعة والالتزام الجاد بخلق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الذي بعث ليتمم مكارم الاخلاق، التي تسابق سلفنا الصالح وتباروا في التحلي بها، هذا التأسي سبب في علو الهمم واتقان العمل والتعاون على البر والتقوى والصدق والصبر والعزم والنشاط والعمل الجاد، وجميعها اسباب حتمية ولازمة للنهضة والتقدم والقوة التي ترهب عدو الله وتكف بأسه عن المسلمين، كما ان التأسي بالسلف الصالح في حب الخير والدلالة عليه والاحتساب في فعله والسعي في مصالح الناس وهدايتهم وتعليمهم، والحرص على الدعوة لله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة والفعل والقول معا والحرص على الاخلاص في القول والعمل والسر والعلن وتعظيم الحرمات، يرجى من جميع ذلك ان يكون سبباً في اقبال المزيد من غير المسلمين على اعتناق الاسلام ونجاح العمل الدعوي الذي هو ارجى واشرف الاعمال نفعا ومكانة.
واضاف: كما ان التأسي الصالح في العلم والحيطة والحذر والفطنة والبصيرة والفراسة والتأني والتبين والطهارة والعفة ومجاهدة النفس ومحاسبتها ومراقبة الله سبب بحول الله في النجاة من مزالق التطرف والتكفير، او الاباحية والعلمانية والالحاد، وجميع مكائد شياطين الانس والجن وما يصنعون من حبائل وشراك لفتنة المسلمين وصرفهم عن دينهم.
كنز ثمين
ثم قال د, الجهني: ولو اتسع المقام لاسترسلت فيما اورده اهل العلم من فوائد جلية في عميم النفع لهديه صلى الله عليه وسلم الذي هو عماد نهج سلفنا الصالح, والخلاصة ان التأسي بالصالحين في كافة حركاتهم وسكناتهم سبب فاعل لكل خير في الدين والدنيا معا, والقدوة الصالحة التي يذخر بنماذجها السامقة تاريخنا الاسلامي العريق، في كل منحى ودرب بدءاً بالمعتقد والفكر ومرورا بالعلم والفهم والخلق وانتهاء بالعمل والسلوك، هذه القدوة يؤدي تفعليها والتأسي بها الى نقلة نوعية هامة وضرورية لحل جميع مشكلاتنا الحالية والمستقبلية, لذا كان تفعيلها يعني الاستثمار والاستفادة الهائلة في التربية والنهضة والتوعية والدعوة، وحالها في ذلك حال كنز ثمين إما مخبوء تحت الركام لا يعرف عنه ولا يستفاد منه واما في متناول ايادي ذوي الخبرة العالمة بعالي قدره واهمية منزلته.
واشار عضو مجلس الشورى د, الجهني في حديثه بأنه على جميع ولاة الامر والعلماء من المسلمين في كل موقع مسؤولتين:
الاولى: الاحاطة بمقاصد الشريعة والعلم والعمل بمقتضى العلم، لان اولياء الامور قبل سلفنا الصالح هم قدوة لمن ادنى منهم.
والثانية: ايلاء المزيد من الاهتمام بكل القنوات التي يمكن ان تعين على ذلك ابتداء بالبرامج الدعوية والاعلامية والتعليمية، واخص تلك المجالات الثلاثة بالذكر لاهميتها ولما لها جميعا من امكانية شمول آليات ناجحة لتجسيد جميع الصفات الجيدة والقيم السامية التي حض عليها الاسلام وتحلى بها سلفنا الصالح.
واختتم الدكتور مانع الجهني حديثه: بايضاح امرين هامين: الاول: ان ولاة الامر في رأيه هم كل مسلم مسؤول عن غيره ايا كان حجم ونوع مسؤولياته او موقعه، لحديثي رسول الله صلى الله عليه وسلم المتفق عليهما.
الحديث الأول: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، الامام راع ومسؤول عن رعيته والرجل راع في اهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيته، قال: وحسبت انه قد قال: والرجل راع في مال ابيه ومسؤول عن رعيته وكلكم راع ومسؤول عن رعيته .
الحديث الثاني: ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته الا حرم عليه الجنة .
وقال: لذا فأولى الناس بالتأسي بهدي النبي صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح هم القائمون على امور المسلمين في الاسرة والمؤسسات والمصالح والمجتمعات والحكومات لان سلوكهم هذا في حد ذاته اسوة وقدوة لمن هم دونهم، قال مجاهد رحمه الله في معنى قوله تعالى: واجعلنا للمتقين اماما اي ائمة نقتدي بمن قبلنا ويقتدي بنا من بعدنا.
الامر الثاني: ان ولاة امور المسلمين بالمعنى الواسع الذي فصلناه عليهم ان يأمروا بالتأسي والاقتداء بنهج السلف الصالح حتى ولو وجد في انفسهم قصور او تقصير في التأسي، لان علينا جميعا وكلنا مقصر في التزاماته واجبين:
اولهما: الكف عن التقصير.
والثاني: ان ندعو المقصرين الى ترك التقصير، ولقد اثر عن الحسن البصري قوله: ايها الناس اني اعظكم ولست بخيركم ولا اصلحكم واني لكثير الاسراف على نفسي غير محكم لها ولا حاملها على الواجب في طاعة ربها، ولو كان المؤمن لا يعظ اخاه الا بعد احكام امر نفسه لعدم الواعظون .
السلف اصلح الخلف
اما الدكتور صالح بن محمد السنيدي مدير المركز الثقافي الاسلامي في مدريد بأسبانيا فبدأ مشاركته قائلا: من يتأمل في تاريخ امتنا المجيد خاصة في بداية البعثة النبوية يجد ان تاريخ تلك الفترة المبكرة سطرته حماسة الشباب وخبرة الشيوخ وفوق هذا وذاك دافع العقيدة وسلامة النية، موكب من الشباب كانت لهم بطولات وصولات وجولات في ميادين الفداء والتضحية، فكيف استطاع الرسول القائد صلى الله عليه وسلم ان يفجر هذه الطاقات الخاملة وان يبعث فيها هذه الروح الجديدة؟ لعل الاجابة عن هذا التس اؤل لا تحتاج الى مجهود كبير للحصول عليها لمن له معرفة ودراية وتتبع لسيرته العطرة وتعامله مع اصحابه الكبار منهم والصغار، ولعل ابرز ما في هذا الموضوع هو اعطاؤه الثقة لهؤلاء الشباب الذين تربوا في مدرسة النبوة ودفعهم الى مراكز القيادة حتى الحساسة منها فها هو يدفع بأسامة بن زيد الى القيادة لاحدى المعارك المهمة على الرغم من وجود اكابر القوم وحلة الصحابة عليهم رضوان الله، ولم يكترث بمعارضة او امتعاض البعض هذا مثال من مواقف متعددة، فأين نحن من هذا الموقف النبوي الشريف؟!
ويضيف د, السنيدي متسائلا هل حاولنا يوما ان نعتمد على اولادنا في امورنا اليومية البسيطة التي ترفع معنوياتهم وتحسسهم انهم اصبحوا رجالا في مستوى المسؤولية؟ قد يرد البعض اين نحن اليوم من جيل الامس وكيف تكون المقارنة؟ نوافق البعض بأن الظروف تغيرت كثيرا لكننا لا نعفي انفسنا من التبعة ونجعل من هذه الظروف مشجبا نعلق عليه تقصيرنا وتفريطنا في فلذات اكبادنا الذين تتخطفهم المغريات ووسائل الاغراء واصدقاء السوء، خاصة مع تطور الوسائل وثورة التكنولوجيا التي جعلت من هذا الجيل هدفا لها في ظل العولمة وصراع الحضارات واذابة الحدود، في ظل ذلك كله اين نحن كآباء واين نحن كمربين؟ هل حاولنا ان نقلل من كبريائنا ونتنازل قليلا عن عنجهيتنا ونحاول ان نتواضع قليلا لننزل الى مستوى تفكير ابنائنا ونتعرف على ما يدور بأدمغتهم الصغيرة؟ هل جربنا ان نصطحبهم معنا في سهراتنا ومناسباتنا بل وسفراتنا الكثيرة؟ وقبل ذ لك هل حاولنا ان نجعل من انفسنا قدوة صالحة لابنائنا؟
ويؤكد السنيدي: ان الطريق طويل والمسؤولية شاقة وشبابنا تتكالب عليه وسائل الفساد والتجهيل لمسخه وجعله بلا هدف ولا غاية او طموح فالسيارة قد وفرت والاكل ومصروف الجيب جاهز والنوم متوفر ولا سؤال او متابعة حول اصدقاء ابنائنا او مع من يقضون اوقات فراغهم وبماذا؟ اصبحنا فعلا نرى المقولة الشهيرة تتحقق اجسام البغال واحلام العصافير ثم نماذج ليست بالقليلة من ابنائنا، ان اصحاب مراكز التوجيه والارشاد في المدرسة والمسجد والمؤسسة التربوية ومن بيدهم القرار، عليهم مزاولة دورهم المطلوب في رسم الخطط وتنفيذ البرامج التربوية الهادفة وتوعية اولياء امور الشباب بالخطر المحدق الذي ينتظر ابناءهم ان لم يتعاونوا مع المدرسة والمسجد وغيرهما من دور التربية والتوجيه، كما ان علماءنا عليهم ان يقتربوا من شبابنا ويتنازلوا قليلا ليوصلوا التوجيه المطلوب بلغة هؤلاء وبالوسيلة التي يفهمونها وليس بمطولات الخطب والمقالات، كما أن المسؤولية لا يعفى منها احد كل قدر استطاعته حتى نحمي ابناءنا من هذا السيل الجارف من هزيل الافكار ومنحط الاخلاق ومنحرف الهدف والعقيدة والسلوك,>من وحي المنبر