للخراج اهمية كبرى في تاريخ الدولة الاسلامية فبعض الدارسين ينسب الى مقاديره واساليب جبايته، الكثير من الحركات والثوراث، ويربط بعض آخر بينه وبين الاوضاع الزراعية من حيث الازدهار او التدهور, ويذهب كثيرون الى انه القاعدة التي تستند اليها الدولة، وان ادارتها المالية تتركز عليه,, وقد كتب كثيرون عن جانب من الخراج او عن فترة او منطقة في تاريخه، ولكن سعة الموضوع وكثرة مشاكله حدت من تناوله بصورة شاملة, ومثل هذه الدراسة ضرورية من فترة الى اخرى لتقويم الابحاث في الخراج بعامة، وللتعرف الى الثغرات فيه، وللاحاطة بما نشر من مصادر جديدة تتصل به، ذلك لان الموضوع بطبيعته واحد تتشابك جوانبه، ويتعذر التقدم في بحثه وفهم بعض جوانبه من دون نظرة شاملة اليه,, كل ذلك يعطي الدراسات المتعلقة بالخراج خاصة الدراسات الشاملة مزيتها من الناحية الفكرية والاجتماعية والاقتصادية ولذا فقد بذل كثير من الباحثين جهودا كبيرة، وخلفوا لنا مصادر ودراسات ووثائق تتصل بدراسة الخراج في الحجاز ومصر والشام، وكان للدراسات التقويمية التي اهتمت بتقويم المصادر والأبحاث والوثائق، كان لها دور مهم.
وقد اتجه بعض من الدراسات والابحاث الى فحص الارث الروماني والبيزنطي مع مقارنته بالتنظيمات الاسلامية زمن عصر الراشدين، وزمن الامويين والعباسيين، مع رسم اطار كلي للخراج في فترة التكوين,, كما تطلب فحص الواقع الاقتصادي خاصة ، تقويم الروايات والوثائق ونقدها وملاحظة صلتها بالواقع، مع التحليل والربط العلمي,, ان دراسة الخراج تعرض على الباحث الجاد الرجوع الى مصادر متنوعة، تاريخية، وفقهية، وادبية، وجغرافية، ووثائقية,,, ولكل منهجها وأسلوبها,, واذا كانت المصادر تتوزع في الحديث عن بعض البلاد كأرض السواد والصوافي، وتشح معلوماتها عن بعضها الآخر كالشام والجزيرة,,
ومن ثم، حاولت دراسات عديدة ومنها دراسة الباحثة د, غيداء خزنة كاتبي, الخراج منذ الفتح الاسلامي حتى اواسط القرن الثالث الهجري، حاولت دراسة آراء الفقهاء فيما يتعلق بأرض السواد والصوافي وارض الخراج,, ان تلك الدراسات المرتكزة على مناقشة قضايا الخراج عبر التاريخ الطويل فيها جهد عال في خدمة التراث الاقتصادي الاسلامي.
د, زيد محمد الرماني
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود