Friday 14th January, 2000 G No. 9969جريدة الجزيرة الجمعة 8 ,شوال 1420 العدد 9969



كلمات معدودة
حضارتنا وحضاراتهم
د, محمد بن سليمان الأحمد

قسم صموئيل هنتنقتون في كتابه صراع الحضارات الحضارات السائدة حتى نهاية القرن العشرين الى ثماني حضارات هي: الحضارة الاسلامية والحضارة الغربية والحضارة اللاتينية والحضارة الأفريقية والحضارة الصينية والحضارة الهندية الهندوسية والحضارة السلافية والحضارة اليابانية.
وقد ربط في حديثه عن هذه الحضارات أو الثقافات الثماني بينها وبين المعتقد السائد في كل حضارة فتحدث عن الحضارة الصينية مثلاً منطلقاً من المعتقد السائد هناك وهو الكونفو شيوسية وعند حديثه عن الحضارة السلافية في روسيا وما يحيط بها تحدث عن الارثوذكسية وقال نفس الشيء عن المعتقد الهندوسي.
الحضارات السبع غير الحضارة الاسلامية لا نستطيع الحديث عنها أو نقدها لأننا لم ندرسها حق دراستها ولا نعرف عنها إلا الشيء القليل جداً، ولكن ثقافتنا الإسلامية عندما تحدث عنها هذا الكاتب لم ينصفها حق الانصاف,, فكأنه نسي أو تناسى ان الحضارة الاسلامية تعتمد على الدين الاسلامي الحنيف وأن منطلقها رباني وإلهي وأن أساسها وهو الاسلام جاء من الله جل شأنه وليس من صنع البشر.
والحضارة الإسلامية هي واحدة من الحضارات ان لم تكن الحضارة الوحيدة القائمة في نظامها السياسي على الشورى وعلى المشورة وهي القائمة في نظامها الاجتماعي على التكافل وعلى التعاون وصلة القربى ومحبة الجار وأن يحب المسلم لأخيه المسلم ما يحب لنفسه وهي أيضاً الحضارة القائمة على العدل والرحمة والتراحم وفي نظامها الاقتصادي أيضاً تقوم على المساواة وعدم الغش أو الظلم وعدم أخذ حقوق الآخرين بالباطل,.
أما في علاقة ثقافتنا وحضارتنا الإسلامية بالحضارات والثقافات الأخرى فان تاريخ حضارتنا يؤكد انها لم تقم أبداً على الصراع والقتل والظلم والإكراه والدليل على ذلك هو اقبال الملايين من أبناء الحضارات السبع الأخرى على الايمان بالدين الاسلامي الحنيف, لقد كان ولا يزال الآلاف من أبناء مختلف الشعوب والحضارات يدخلون في دين الله أفواجاً لأن ديننا وحضارتنا تقول لا اكراه في الدين,, ولأن حضارتنا وثقافتنا الإسلامية تعتمد أولاً وقبل كل شيء الحوار لا الصراع في التعامل مع الحضارات الأخرى,, لأن الحضارة الإسلامية الحقيقية تقوم على المجادلة بالحسنى,, وتقوم في كل تاريخها على الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة وعدم الشدة أو الفظاظة في القول أو في الحوار أو في المجادلة.
الدليل على ان ثقافتنا وحضارتنا الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان ان الاقبال على الايمان بها ينتشر بشكل يومي حتى يومنا هذا وفي كل مكان من انحاء العالم دون أي إكراه أو صراع ودون أي ستار حديدي,, اننا نسمع عن دخول الآلاف من البشر الى دين الاسلام في كل قارات العالم في أوروبا وفي افريقيا وفي أمريكا وفي آسيا,, لم يجبرهم أحد على ذلك,, يدخلون في هذه الثقافة وهذه الحضارة وهذا المعتقد لأنه دين الفطرة التي فطر الله الناس عليها ولأنه دين الحوار والمحبة والعدل وقبل ذلك كله لأنه دين الله خالق كل شيء.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

الثقافية

الاقتصادية

متابعة

أفاق اسلامية

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

شرفات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.