عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
حظيت فعاليات الاحتفال بعيد الفطر المبارك في كافة مناطق المملكة هذا العام بمتابعة شاملة ورصد دقيق من قبل كافة وسائلنا الاعلامية وهي خطوة تذكر فتشكر لانها تعكس الاهتمام الكبير الذي يوليه المسؤولون لمثل هذه الفعاليات الشعبية التي عبر من خلالها المواطنون والمقيمون عن فرحتهم بهذه المناسبة الاسلامية الخالدة, والمتابع لهذه الفعاليات يدرك الجهود المبذولة في هذا المجال من اجل ظهورها بالشكل الذي يتطلع الى تحقيقه المسؤول والمواطن على حد سواء,وما دامت هذه المظاهر قد لقيت الترحيب الواسع من قبل كافة فئات المجتمع فانا نتطلع في اعيادنا القادمة ان شاء الله الى خطوات اكثر تفاعلا واجمل حضورا وبعبارة اكثر دقة نرجو ان نرى هذه الفعاليات في الشوارع والميادين على ان تكون حافلة بالعروض الشعبية المتنوعة كما حدث في بعض المناطق, لنفرح بالعيد ولكن بصورة جديدة وبأساليب اكثر حضارية وبمظاهر بهيجة فالى جانب العرضة السعودية نتطلع الى لوحات شعبية وعروض فنية من التراث في شتى المجالات ليتعرف الصغار والكبار على كنوز تراثهم ولتصبح هذه المظاهر من الامور المعتادة في هذه المناسبات فالعيد ليس كلمة فقط وليس قصيدة فقط وانما هو فرحة غامرة يجب ان نراها بادية على الوجوه ومشرقة في القلوب في المنزل والشارع والميدان ارضا وجوا.
ولاشك ان جمعيات الثقافة والفنون وغيرها من المؤسسات الثقافية والاجتماعية مطالبة بالخروج من نمطها وتجاوز بيروقراطيتها لنرى جهودها في هذه المناسبات السعيدة فلو ان مظاهر العيد كانت حافلة بالجديد الممتع مالجأ بعض الشباب ومن هم على شاكلتهم الى النوم في ايام العيد,, اننا نريد عيدا ينثر ورود الفرحة في قلوبنا ونريد وسائل اعلامية تتعامل مع الناس ببساطة وترصد ما يدور في الشوارع والميادين دون تكلف ولعل ما رأيناه مؤخرا يدعونا الى المطالبة بمضاعفة هذه الجهود.
وما آلمني فعلا انني رأيت بعض هذه الاحتفالات وهي تخلو في مظاهرها من مشاركات الاطفال وحضورهم فهل العيد خاص بالكبار وهل العيد مجرد دقائق تعرض عبر التلفاز او تنقل بالصورة عبر الوسائل المقروءة؟ انه اكبر من ذلك انه سعادة يجب ان تسقي الجميع بنميرها العذب.
العرضة السعودية هي اللوحة الشعبية التي اثبتت حضورها هذا العام ولكن هناك لوحات اخرى يجب ان تسجل حضورها على ان تكون العرضة واسطة عقدها, ان مسؤولية مؤسساتنا التعليمية تحتم عليها ان تعد عناصر قادرة على التفاعل مع مثل هذه المناسبات وما يعانيه منظمو الاحتفالات كل عام وفي كل مناسبة من عناء في البحث عن هذه العناصر خير دليل على ان القاعدة لمثل هذه الاحتفالات غير موجودة بالشكل المشرف ولذلك يجب ان تتضافر الجهود لتنمية مواهب المبدعين في هذا المجال طيلة العام بحيث يكون العيد فرصة لابراز المواهب ورصد هذه الجهود.
اننا نتابع ونعايش احتفالات الدول الاخرى بالمناسبات الوطنية والاجتماعية ويحز في انفسنا اننا لا نرى ذلك في بلادنا فالفرق الشعبية في كل شارع وميدان تؤدي عروضها دونما عوائق وبانسيابية تدعو للاعجاب,فلنفرح بالعيد وغيره من المناسبات السعيدة ولنقدم كل مالدينا من موروثات ومظاهر جميلة لتكتمل الفرحة ولنزرع في نفوس الناشئة حب الوطن والانتماء اليه وهذا لن يتم ما لم نستثمر كل طاقاتنا وامكانياتنا وكنوزنا التراثية ولا يمنع ان نستفيد من الاخرين, ما يناسب عاداتنا وتقاليدنا وقيمنا الاسلامية,, وكل عام والجميع بألف خير.
خالد محمد الخليفة
الرس