عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وكل عام وأنتم بخير,, وبعد:
لمن أكتب؟؟!!
لمن اكتب وظاهرة الكتابة ثقافة تحتاج الى مراجعة عامة من القراء والنقاد لتستمر الكتابة في مناخ ثقافي صحي وملائم للقارىء,, وان كتبت فلن اقول جديداً ولن اكتشف كوكبا جديدا في المجموعة الشمسية حين لا اتهم الكثير ولكنني اخص البعض حين اقول من يقرأ؟؟ وعذرا.
نعم نحن نعيش في زمن المادة من ألفه الى يائه من ضميره الى ظاهرة,, زمان سحقتنا المتطلبات المادية,, ولم تترك لنا تعزة او مساحة للاشياء الروحية للامور الفكرية,, حتى احاديثنا في مجالسنا مع الاصدقاء مع الابناء والاهل عامة وخاصة غدت احاديث المادة والارصدة البنوكية,, اين كان زمن السلوى والراحة عندما نهرب من همومنا واشجاننا الى الاصدقاء والاصحاب,, اما الآن فالهارب الى اصدقائه كالمستجير من الرمضاء بالنار,, يضاف الى ذلك ارتفاع اسعار المطبوعات الصحفية بكل انواعها,, فبدلا من ان اشتري خمس جرائد يومية بريالين ونصف ارتفع سعر الجريدة الى ريالين واكثر اي لابد ان أدفع لتلك الخمس الجرائد عشرة ريالات يوميا هذا خلاف قيمة غيرها من المجلات ذات الاسعار الخيالية,, اي لابد من رصد مصروف خاص لقراءة الصحف والمجلات.
ومع كل ذلك فالقنوات الفضائية وما تعرضه لم تترك الوقت اللازم للقراءة لدى الشباب او لربات المنازل,, وبهذا فقدنا لذة القراءة والاستيعاب والوعي وابتعدنا عن كل شيء اسمه القراءة,, اذاً مادام ليس هناك قارىء فلمن يكتب الكاتبون جميعا؟؟.
احبتي قراء الجزيرة,, لن اتهم الجميع بعدم القراءة لانني واثق ان القارىء الجيد ناقد وهناك شريحة من المثقفين هي وحدها القادرة على غربلة الابداع الصحفي,, تصنع الكاتب وترشده وتفتح عيونه على مواطن الجمال والابداع في كل ما يكتب,, وتلفت انظاره الى الافكار الجديدة والقيمة كما انها تدله على متابعة الاطلاع ليعرف مواطن الضعف,, ورغم ذلك فلمن نكتب اذا فقدنا النقد الجذري الذي لا يشغل بالقشور او بالمجاملات,, ان النقد هو السبيل الوحيد للابتعاد عن سطحية الكتابة,, فالصحفي والكاتب الذي يعلم ان عمله سيطرح على مشرحة النقد الموضوعي فانه سوف يعد للعشرة قبل ان يطلق سراحه ولن يجرؤ احد على ارتكاب اية سرقة ادبية او علمية وان فعل فلابد ان يعود الى الاستشهاد للمصدر.
واخيرا اكرر لمن نكتب,, مادام لايوجد قارىء ولا ناقد يلطم باللكمات كما قال احد الفلاسفة,؟؟
صالح عبدالعزيز البدر