لم يدرك الكثيرون مدى بُعد نظر هتلر عندما أصدر أمره بخزن كميات كبيرة من نبات معين قبل اشتعال نيران الحرب العالمية الثانية، وقد عُرف هذا النبات الذي اختزن كميات ضخمة منه بالفول المسمى بالصويا ,, وهو نبات تتوفر فيه عدة خامات في صورة واحدة وفي نبات واحد.
فقد أمكن استخلاص زيت الجلسرين منه وهو المادة الاساسية في صناعة المفرقعات اللازمة للحرب، والى جانب ذلك فالمواد الكيماوية يمكن ان تستخلص من هذا النبات كما تتعدد فوائده الى درجة تجعله يفوق الفحم الحجري في كثرة منتجاته.
إان انظار الكثير من العلماء في دول العالم تتجه الى دراسة امكانية التوسع في زراعة هذا النبات ذي الفوائد المتعددة، حيث ان زراعته الآن محدودة على الصين واليابان واندونيسيا وامريكا وبمساحات واسعة ولكنه في الصين يُعتبر محصولا قوميا ولا تصدر منه الصين الا القليل واليسير، إذ يُستغل في صناعات متعددة لا حصر لها، وفضلا عن كون حبوبه يمكن ان تطحن ويؤخذ منها دقيق بودرة يصنع منه خبز غني بالفيتامينات والاملاح المعدنية فإنه يمكن ان يُعصر وتؤخذ منه زيوت تستعمل في الطعام وفي عدة صناعات، كما يمكن ان يذاب مسحوق فول الصويا في الماء ويشرب فيكون مثل اللبن مذاقا وفائدة ولونا، وما يتخلف من قشور حبوب الصويا يصلح لاستعماله كعلف بعد اضافة بعض الكيماويات، والباقي منه تُسمد به الأرض المرغوب استصلاحها او كوقود للتدفئة وللطبخ.
إذاً فإن فوائده ليست مقصورة على عصارته او مسحوقه او قشوره بل تشملها جميعا، لأن قشوره الخارجية فضلا عن استعمالها كغذاء للحيوانات يمكن ان يصنع منها منسوجات ممتازة، ومسحوقه يُستعمل كخبر وطعام ولبن صناعي، ويمكن ان تُصنع منه مواد لزجة تصلح لعمليات اللصق، وبذوره تعطي زيوتاً تدخل في صناعة الطلاء والصابون والمفرقعات والاحبار والشمع والمبيدات الحشرية وبعض انواع الوقود والعقاقير الطبية، والاصباغ، ومن الممكن وبكل سهولة معاملتها وتلوينها لصناعة الشوكلاتة وانواع جيدة من الزبد الصناعي والجبن واللحم الصناعي.
إن مثل هذا النبات ذي الفوائد الكثيرة جدير بالمزارعين والمستثمرين داخل المملكة ان يبدأوا بزراعة حبة فول الصويا في المناطق التي تناسب مناخها زراعته، خاصة وان زراعته بالمملكة مضمونة النجاح وتعطي غلات ضخمة جدا إذ ان الاراضي السعودية في بعض المناطق تصلح لزراعة هذا النوع من حبة الفول من حيث التربة والمواسم، وفصول السنة، وقد أفاد احد المزارعين من منطقة حائل بأن زراعة الفول بالمملكة ناجحة جدا، وهو يؤكد فائدة غلات الفول كغذاء للبهائم.
لعل اخوتنا المزارعين يسارعون بدراسة امكانية زراعة حبة فول الصويا لسد حاجة السوق داخل المملكة منه كغذاء، وبالتالي يُصنع ليكون غلة اعلاف تستهلك في حالة نضوب الامطار وفي حالة عجز المزارع عن سد حاجة السوق بالاعلاف.
تلك فكرة قادنا اليها هتلر في حالة الحرب الضروس ونحن ولله الحمد في حالة امن وأمان,, الى اللقاء.
محمد الرجيعي