* القاهرة مكتب الجزيرة أيمن الشندولي:
عشق الفن والغناء منذ حداثة سنه,, كان متأثرا بالمطرب العراقي ناظم الغزالي وكذلك بمحمد عبدالوهاب ووديع الصافي وفيروز، وكان لايبرح يشدو بأغانيهم في خلوته وامام اصدقائه وزملائه,, وكثيراً ما الح على اسرته بأن تساعده على احتراف الموسيقى والغناء إلا ان طلبه دائماً كان يواجه بالرفض، ولكنه لم ييأس وبدأ يسعى بكل صلابة لايمانه بموهبته التي أحسها في قرارة نفسه، وسرعان ما انتسب الى المعهد الموسيقي ضاربا بآراء أسرته عرض الحائط، ومالبث بعد فترة قضاها في المعهد الموسيقي ان حصل على شهادة علم النفس الفني ودراسة الموسيقى اضافة الى دراسته العلمية في المدارس والمعاهد التي كان يدرس بها في نفس الوقت، وانطلق يشدو في الحفلات في المدن والقرى المجاورة له حتى اصبح من اشهر نجوم الغناء على الساحة العربية, انه المطرب العراقي كاظم الساهر صاحب الأغنيات الرومانسية الحزينة والقصائد الشعرية الملتهبة بالأحاسيس, وكاظم فنان متكامل مرهف الاحساس، رقيق المشاعر بدأ التلحين وعمره 16 عاما، وكاظم الساهر من مواليد سمراء بالعراق,, عاش في عائلة قوامها عشرة أبناء والوالدان وهي اسرة ضعيفة الدخل لا تمتلك سوى منزل صغير به غرفة واحدة وصالة كان ينام بها الاولاد العشرة ولضيق مكانها لا يستطيع احدهم ان يتحرك من مرقده، ولذلك كان سطوح المنزل احيانا هو مأوى كاظم حتى الصباح ولايوقظه إلا اشعة الشمس الحامية التي لا يستطيع الصبر عليها.
وحياته الاجتماعية الآن مستقرة لانه متزوج ولديه ولدان هما وسام وعمر ويقيمان مع والدتهما في عمان بالاردن ويتردد عليهم كاظم باستمرار وفي حياة كاظم الساهر اسرار واخبار عديدة يرويها للفن في حواره التالي:
* هل واجهتك متاعب كثيرة كونك عراقياً,, اثناء رحلاتك الخارجية؟
كانت في السنوات الماضية وتعبت كثيراً وعانيت مرارا كوني احمل جواز سفر عراقيا ولا احمل غيره, ومن هذه المعاناة التي اتذكرها بانني دعيت لاقامة حفل خيري في لندن بعد حرب الخليج مباشرة فذهبت الى السفارة الانجليزية للحصول على التأشيرة,, وظللت واقفا اكثر من خمس ساعات منتظرا وكل من حولي ينهون اعمالهم في لحظات، وبعد طول انتظار كان الرد بالعودة بعد 40 يوما لبحث امكانية حصولي على التأشيرة ونفس الشيء او مواقف مختلفة حدثت معي اثناء سفري لامريكا وتأجلت حفلات كان مقررا احياؤها بسبب الفيزا,, وقد انتهت هذه المشاكل الآن لاني اصبحت معروفا,, وانا الآن مدلل بالنسبة للعراقيين الذين ينتظرون 3 سنوات لكي يحصلوا على تأشيرة للسفر للعلاج او لقضاء أعمال هامة.
* وما رأيك في هذه المواقف؟
رأيي ان الفنان أي فنان يكون له جواز سفر خاص به لان الارض كلها تعتبر ارضه,, وانا لا احب التقيد بالمكان,, واريد ان يصل صوتي لكل العالم دون استثناء, اريد ان ازور فلسطين واغني لاهالي فلسطين الموجودين الآن على ارضهم المحتلة لانهم من الصامدين.
* هل حققت قصيدة تذكر ماكنت تهدف اليه؟
الى حد كبير والحمد لله, فقد حصلت القصيدة على جائزة اليونسيف وجائزة الاكاديمية الملكية البريطانية بعد ترجمتها، وعرضت منذ شهرين في امريكا وغناها مطرب هناك بخمس لغات والقصيدة من تأليف الشاعر كريم العراقي والحاني.
* مارأيك في اسلوب الوصول للعالمية الذي يتبعه بعض المطربين الآن؟
هذه ليست عالمية,, فهل معقول ان اضع كلمتين او عدة كلمات بالانجليزية او الفرنسية في اغنيتي لتكون عالمية,, انا لا احب ان اكون بهذا الشكل احب ان تكون اعمالي الموسيقية هي طريقي للعالمية.
* لماذا انقطع تعاملك مع لطيفة بعد تلومني الدنيا ؟
السبب معروف,, الاشاعات التي يطلقها الناس فهم يريدون ألا يكون هناك تعاون بين الزملاء وهذه الاشاعات اكرهها لان لكل انسان حياته الخاصة وله ظروفه,, فبعيدا عن القيل والقال ابتعدت حتى عن التلحين للآخرين,, فكان تعاملي مع لطيفة تجربة جديدة اعمل البوما لفنانة عربية الناس يحبونها واقدم نفسي كملحن فقط,, ونجحت التجربة والحمد لله.
* الاشاعات تطاردك كثيراً لماذا؟
لا اعلم,, فالناس تعرف طبيعتي فانا شبه منعزل ولا احضر سهرات فنية او غيرها,, فحياتي كلها في الاستديو والمنزل.
* لماذا تصر على التلحين لنفسك؟ هل لان الملحنين غير جيدين؟
لا,, فهناك ملحنون كبار على الساحة,, ولكني اخذت على نفسي عهدا بالا يلحن لي احد اعمالي طالما انا قادر على التلحين وهذه قراراتي وانا سعيد بها.
* شهرتك الكبيرة هل افسدت بداخلك أشياء؟
الشهرة اذا افسدت بعض الاشياء داخل الفنان يبدأ العد التنازلي له,, وانا لا تفسدني الشهرة ابدا, وانما كما انا.
* قصائدك الغنائية كيف تغنيها داخل المطاعم والفنادق؟
انا اقدم حفلات محدودة جدا في المطاعم والحفلات ومن عام 2000 لن أغني في المطاعم مرة اخرى اخجل من نفسي وانا اغني والناس تأكل ولكني مضطر لكي اعيش وانفق على قصائدي الجيدة، اما المهرجانات والحفلات التي تقيمها الحكومات فانا دائما اشارك فيها مجانا، حتى قرطاج وجرش احصل على اجر رمزي او مرات احصل على اجر الفرقة الموسيقية فقط.
* وما هي امنيتك في العام الجديد؟
امنية حياتي ان انشئ مسرحا خاصا بي الناس تأتي له من كل دول العالم لكي تسمعني.
* ماهي احدث اعمالك؟
سجلت مؤخراً البومي الجديد ويضم قصيدة للشاعر الراحل نزار قباني بعنوان الحب المستحيل
* الناس يقارنونك بعبد الحليم حافظ,, فما رأيك؟
عبدالحليم حافظ مدرسة، وفنان عظيم فقد عاش مع اروع الموسيقيين والشعراء يكفي عبدالوهاب، والعبقري بليغ حمدي والطويل والموجي.
وكان وراء عبدالحليم عدد من المستشارين,, وانا الآن احتاج لمستشارين, لان الانسان صعب ان يمشي بمفرده، ولو عندي مستشارون منذ البداية ما كنت وقعت في مطبات.
* دائماً يوجد اسرار حولك لماذا؟
لكل انسان اسراره الشخصية الخاصة,, وانا احترم الانسان الذي يحتضن اسراره ولايبوح بها لاحد,, ولو اعطي سرا من اسراره لاحد يشوه الانسان الذي بداخله.
* ولماذا انت حزين دائماً؟
لا اعرف السبب,,فانا دائما ارسم عيونا حزينة.
* لماذا تغني دائماً للمرأة والحب؟
الحب قيمة سامية وراقية والمرأة تجعلني دائماً مبدعا امامها وصاحب قضية ورسالة,, احب الحياة وكل شيء بالحياة, وبالحب اشعر بأنني اقوم بعمل موسيقي جميل.
* هل تفكر في السينما الآن؟
لا,,السينما احبها,, ولكني اخاف منها, ولكن اتمنى ان اقدم عملا موسيقيا كبيرا للاوبرا به فنانون من دول العامل وبه عبقرية اتفرغ لهذا العمل طوال حياتي اظل مثلا داخل الديكورات لادرس كل صغيرة وكبيرة، ثم تفاصيل الملابس والاضاءة وغيرها,, اتمنى ان احقق ذلك.