فرسان أربعة ما زالوا الأبرز في الساحة السليمان وصبان والشيخ والحماس يتنفسون إبداعاً شرقاً وغرباً أتيليه جدة اصطاد الأربعة بمعرض واحد هو الأجمل قبل الموعد الآخر |
الخطوة الجريئة والواثقة أيضا التي قام بها اتيليه جدة للفنون الجميلة واقامته معرضا رباعيا للفنانين عبدالله حماس وعبدالرحمن السليمان وطه صبان وعبدالله الشيخ، لم تأت مصادفة او تحريا لامكانية النجاح بقدر ما كانت تلك الخطوة محسومة النتائج وذات ابعاد هامة تحتاجها الساحة التشكيلية تتمثل في كيفية اختيار الاسماء المتميزة وتحسم الأمر باقامة معرض لها، هذه التجربة أو الخطوة نحن في أمس الحاجة لمثيلاتها من الاتيليه او من قاعات أخرى تنشد النجاح والتميز وإثراء الساحة وإقناع المتلقي أن اختيار هذه المجموعة من أسماء الفنانين وأعمالهم تبرز بحق اناسا لهم تجاربهم الرائعة والباحثة عن كل جديد في عالم التشكيل اضافة الى أدوارهم الكبيرة في دعم هذا المجال بمختلف سبل التعريف به ومن أهمها اقامة المعارض والمشاركات المستمرة, وإذا عدنا لهؤلاء الأربعة وإذ بنا في تلافيهم حدود الاقليمية التي مازالت تشكل معضلة عند اقامة أي مسابقة او معرض وكأننا في حالة انفصال,, بينما نجد أن كل فنان وفي أي منطقة ينسب للوطن بأكمله فالاثنان السليمان والشيخ من المنطقة الشرقية وصبان والحماس من الغربية وبذلك تتوازى الرئتان ويتنفس منهما اولئك المبدعون ابداعهم,, فالفنان طه صبان برز كأحد نجوم عام 99 بما حصده من جوائز متقدمة في العديد من المناسبات.
ولد الفنان طه في مدينة مكة المكرمة وانطلق بمشاركاته منذ أكثر من ثلاثين عاما بدأها بمعرض الفنون الجميلة فمشاركته في البينالي الدولي بإيطاليا عام 1970م ومنذ ذلك الوقت والفنان يساهم في أغلب المعارض المحلية او ما يتم المشاركة به خارجيا حصل فيها على جوائز متعددة، منها الجائزة الأولى لمسابقة إحياء التراث عام 1401 وجائزة لجنة التحكيم في بينالي المحبة الأول في سوريا 1995 ثم الجائزة الكبرى في مسابقة الجنادرية عام 1419ه .
في أعمال طه صبان لمسة اختزالية ذات شفافية متألقة يرمز في أعماله الى زوايا الجمال في الموروث بتجريدية أقرب للايحاء المباشر لواقع الحياة بكل تفاصيلها.
أما الفنان عبدالله الشيخ المولود في مدينة الزبير عام 1936م فهو أحد الحاصلين على دبلوم معهد الفنون الجميلة ببغداد, يشارك الفنان الشيخ بفاعلية في الحركة التشكيلية السعودية ويعتبر احد روادها المؤثرين بخصوصية عالمية المستوى, عبر أعمال ذات بنائية صلبة في التكوين العام وقدرة متميزة في تسخير اللون بجاذبية ذات تعبير وإيحاء يجمع فيه بين الألوان المتجانسة والمتضادة دون إخلال بالشكل العام وبشكل أكثر تطويعا للكنتراست,, او التباين.
المشاهد لأعمال الشيخ يستطيع معرفة أبعاد تلك العناصر وقربها لواقع حياتي معين متجدد فيه صفات البيئة بحميمية رائعة.
> الفنان عبدالله حماس احد التجريديين البارزين والمصرين على هذا الاتجاه وعلى ما يزيد عن خمسة وعشرين عاما منذ أول معرض اقيم له عام 1994 والنطلق بعده في العديد من المناسبات والمعارض الداخلية والخارجية وكان آخرها في عاصمة النور باريس الفنان حماس يلتقط الزوايا الجمالية بعين مبدعة ومدربة على مثل هذا الاقتناص,, ويسقط كل ما يحيط بها, فالمهم في اعماله ذلك الإحساس العميق والمتوهج كما تفسره ايقاعات الفرشاة والألوان وسرعة التنفيذ دون اخلال بالموروث الذي يأخذ مساحة هامة في اعماله من خلال الإشارة او الرمز.
يأتي اخيرا الفنان عبدالرحمن السليمان الذي حقق العديد من الحضور المحلي والدولي وساهم بجانب هام عبر الصحافة والكتابة النقدية كمحرر للفن التشكلي بجريدة اليوم اضافة لمشاركاته في العديد من المجلات والدوريات العربية, الفنان السليمان مر بمراحل مختلفة في مسيرته التشكيلية وتوصل في نهايتها الى بداية نحو الرمز الكامل لمعطيات إحساسه ومختزله البصري البيئي او الثقافي فقدم مجموعة من الأعمال التي اثارت الكثير من ردود الفعل منها المؤيد ومنها الرافض او غير المقنع.
ورغم ذلك كله يبقى رأي غالبية النقاد العرب المشيدين بهذه المرحلة، فالسليمان يضع للمتلقي إشارة ما تاركا له البحث والتقصي مشترطا ان يكون ذلك المتلقي حاملا معه عينا وعقلا يدرك بهما ما تخفيه سطور وألوان ومساحات ذلك العمل مؤكدا بهذه التوجه ان الفن التشكيلي فن نخبوي وليس شعبياً.
|
|
|