تغنت الفنانة الكبيرة الراحلة السيدة أم كلثوم في الجمال في إحدى اغانيها والحق يقال كل أغاني أم كلثوم تنبض بالجمال ورقة المشاعر في كل معانيها وألحانها، ولسنا مؤهلين للتحدث عنها ولسنا بصدد ذلك في موضوعنا هذا انما شدتني هذه الكليمات كمطلع لهذه المقالة ولما تحويه هذه الأغنية من العشق والوله لكل ما هو جميل والجمال هبة من ربّ العباد محبب الى النفس والجمال في جميل المخلوفات والكائنات بمعايير نسبية والنفس البشرية مولعة ومفطورة على حب الجمال والتعلق به ومحاولة القرب منه والتغني به في الأشعار لان فيه جاذبية قوية لا يستطيع الإنسان مهما كانت مقاومة اغرائه والوقوف امامه بدون ان يستجيب له ويتفاعل معه, والفن التشكيلي رسالة في عالم الجمال وهو غايته وهدفه الاسمى، والفنان التشكيلي من خلال أعماله هدفه هو الوصول الى تحقيق عنصر الجمال في الشكل، ولو تكبد الفنان الكثير من المشاق كل ذلك يهون في سبيل تحقيق المقصود ونيل المطلوب, فالجمال حين نستمتع به ونتذوقه يصل بالنفس الى اسمى غايتها من المتعة والنشوة، فالفنان حينما يحتضن لوحته ويطلق العنان لريشته ويحلق بها في عالم الإبداع والألوان يستمتع ويتلذذ بهذا من المفترض حقا ان يؤثر ذلك الجمال وانطباعاته على النفس ويهذبها ويؤثر بقوته على بعض الأشخاص، لكن مما يؤسف له لدى هؤلاء مناعة قوية ضد الجمال والتفاعل معه لأنهم قاصرو النظر يرون الجمال بمنظار الشكل فقط دون النظر الى الجوهر والمضمون لأن موطن الجمال في الحقيقة هو جوهر النفس والجمال في حقيقة الأمر، علم قائم بذاته لسنا في صدد التطرق له في هذه الأسطر البسيطة ولا الحديث عنه إلا بقدر ما يهم موضوعنا هذا وبالله التوفيق.

لجان التحكيم
لجان التحكيم مشكلة ازلية لدى الرئاسة العامة لرعاية الشباب وغيرها من الجهات المسؤولة عن اقامة المعارض التشكيلية مثل المهرجان الوطني للتراث والثقافة في معرضه المصاحب الذي يقام سنويا, يقول المثل (لكل جواد كبوة) ولكن ياعزيزي مما يؤسف له ويندى له الجبين الجواد الذي نحن بصدده كبواته كثرت لدرجة انها اصبحت تقلق وتزعج الفارس وتعيقه عن السير ومواكبة الركب السائر، فانني آمل ياعزيزي من الجهات تلك ان تعي الدور المنوط بها وتشحذ همماً وتعطي الموضوع جدية أكثر, ولا يتأتى ذلك إلا بتغيير الدماء بدماء جديدة وترقع الشق ما دام صغيراً حتى لا يتسع الشق على الراقع ويحصل الندم بعزوف الفنانين عن تلك الجهات كما حصل لبعض الجهات الرسمية اصبحت في معزل عن الفنانين ونشاطهم لذا نرجو مرة أخرى من تلك الجهات الرسمية تدارك الأمر وبالله التوفيق.