* موسكو رويترز: واصل المجاهدون المسلمون غاراتهم على اهداف في مدن يسيطر عليها الروس في الشيشان وقال قادة عسكريون روس ان استراتيجيتهم قد تتغير خلال الحملة التي يشنونها لاخضاع هذه المنطقة المتمردة.
وزعمت تقارير اجهزة الاعلام الروسية الواردة من المنطقة نجاح الروس في صد هجمات المجاهدين في وقت متأخر اول امس لكن كان واضحاً ان المجاهدين الشيشان لاينوون تخفيف هجومهم لطرد القوات الروسية التي مضى الآن على هجومها في الشيشان اكثر من ثلاثة اشهر.
وهون فلاديمير بوتين القائم بأعمال رئيس الدولة من اهمية هجمات المجاهدين مدعياً ان الوضع على الارض في الشيشان لم يتغير.
ويبدو ان المجاهدين يستغلون ستار الليل في شن هجمات في مدينتين تقعان الى الشرق من جروزني عاصمة الشيشان.
وقالت وكالة انباء ايتار تاس نقلا عن بيانات عسكرية من قاعدة موزدوك الروسية خارج الشيشان ان نيران المدفعية الثقيلة طردت المجاهدين الذين استولوا على مدارس ومبنى اداريا في مدينة شالي, غير انها قالت ان مقر القيادة العسكرية مازال يتعرض لنيران قناصة.
وفي مدينة ارجون الى الشرق من جروزني اعترفت تاس بان الوضع مازال (معقدا) بعد ان شن المجاهدين الشيشان غارة جديدة على محطة السكك الحديدية بعد حلول الظلام, واضافت ان نيران المدفعية ساعدت في تدمير وحدات المجاهدين قرب مستودع حبوب وجسور على الطرق والسكك الحديدية.
ونقلت تاس عن بيان عسكري آخر قوله ان القوات الروسية قصفت عدة قواعد للمجاهدين الشيشان في المناطق الجبلية بجنوب الشيشان.
ونقلت وكالة ايتار تاس عن المجموعة الشرقية للقوات الروسية المتمركزة في داغستان المجاورة قولها انها فقدت 26 جنديا خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية واصيب 30 جنديا, وتحملت قوات وزارة الداخلية الجانب الاكبر من الخسائر وذكر المسؤولون في وقت لاحق ارقاما متضاربة للخسائر.
وهذا هو اكبر عدد من الضحايا يعلن عن سقوطه في يوم واحد حتى الآن في صفوف القوات الروسية منذ الحملة التي بدأتها منذ اكثر من ثلاثة اشهر عقب سلسلة تفجيرات في مدن روسية وهجوم على داغستان المجاورة في عمليات تتهم موسكو المجاهدين الشيشان بتنفيذها وينفي المجاهدون اي دور لهم في التفجيرات التي اسفرت عن مقتل نحو 300 شخص.
هذا وقال راديو فرنسا الدولي في تعليق له اول امس ان القوات الروسية اصيبت بعقدة الفشل في العاصمة الشيشانية جروزني, ففي عام 1995م دفع الروس ثمنا باهظا في هذه المدينة الرهيبة حيث منيت قوات موسكو بخسائر فادحة وفي النهاية خسر الروس الحرب الاولى في الشيشان.
وفي هذه الحملة الثانية على جمهورية الشيشان فان الروس ببساطة بصدد الفشل مرة اخرى مع واقع مر هو انهم يقاتلون من اجل ساحة ارض من الاطلال مع ذلك تعتبر هامة وجوهرية للغاية بالنسبة للمعسكرين المتحاربين لانها اطلال (جروزني الرهيبة!!).
واضاف الراديو ان الرئيس الروسي بالانابة فلاديمير بوتن قد يكتفي باستيلاء رمزي على جروزني لاعلان نصر تلفزيوني هو في امس الحاجة اليه للفوز في الانتخابات الرئاسية المقرر اجراؤها في 26 مارس القادم.
وامامه من الآن شهران ونصف لتحقيق هذا الهدف لكن هذا الهدف لا يزال بعيد المنال لانه من الواضح ان الروس خسروا الجولة الاولى في معركة جروزني, فالمقاومة الشرسة التي تبديها هذه المدينة المعذبة حطمت (اسطورة الحرب بلا قتيل واحد) التي ارادت موسكو فرضها حيث ان عودة نعوش القتلى الروس بالجملة اجبرت الروس على اعلان هدنة من جانب واحد وذلك بعد ايام قلائل بالكاد من رفض موسكو لهدنة طلبها الشيشان.