هأنذا امتطي صهوة قلمي واكتب بعض كلمات وبكل الصدق لرجل رحل عنا وانطفأ نوره.
له وحده اكتب هذه الكلمات وفاء لذلك الرائع رحمه الله فالرائعون في كل زمن قلة وهو احدهم في زماننا هذا, حين اريد ان أفيه حقه تتفجر مشاعري براكين ثائرة فاي كلام يفيه حقه وماذا عساي اكتب وانا الفتاة الصغيرة التي لا تستطيع ان تحيط بكل الجوانب من عظيم ووافر عطائه بحكم التقائي به لفترة قصيرة, اكاد اراه بل واسمع حديثه الحنون لي ولكل من حولي, ان ذكرياتي مع ذلك الرجل لاتزال رطبة فمنذ اشهر قليلة التقيته في ولاية هيوستن في امريكا حيث كان هو رغم مرضه رائعا في كل شيء في تعامله في خلقه كان طيبا مع كل من يقابله وكل من يلتقي به ويعرفه وحتى من لا يعرفه كان كريما لكل من يحتاجه لكل من يسأله كان سمحا لطيفا رحوما أباً بمعنى الكلمة لكل من حوله, كان دائما ما يدعونا لزيارته وتناول العشاء معه كان عظيما كبيرا حنونا يسأل باستمرار ويحرص على مواعيدي وفحوصاتي ونتائجها يوصي الاطباء ويوجهني الى الجيد منهم,ومع انه كبير ومريض الا انه كان يشارك الصغار فرحهم يحرص على حضوره معنا يسأل عن الصغير والكبير يشاركنا استمتاعنا يتفقد الجميع يسأل عن أحوالهم يحب الصغار وجميعنا نحبه وهذا المقابل الذي يريد.
انتهت فترة بقائي في امريكا وعدت هنا الى الرياض لاتلقى بعد اشهر قليلة خبر زيادة المرض عليه, تضرعت حينها لله طويلا بالدعاء بان يمد الله في عمره ويلطف به ليعود لنا كالسابق.
لكن الله شاء ان يتوفاه إلى رحمته فرحل صالح بن شلهوب قبل ايام قليلة فيبكيه أبناؤه وبناته وابكيه انا وجميع الصغار ويبكيه كل من يحبه وكل من يحتاجه ويبكيه مسجده والمصلون, لكنه ابدا باق في نفسي ولساني ابدا يلهج بالدعاء له,صالح بن شلهوب تركت فراغا سيظل فارغا لايملؤه سواك ومآثرك ستبقى خالدة في نفوسنا وسأذكرك ابدا ما حييت, صالح بن شلهوب غاب لكنه مازال حاضرا في قلوبنا ولن يغيب وسيظل اسمه لامعا في سماء كل من يعرفه.
وأخيراً اتقدم بالعزاء لزوجة عمي وشقيقاتها واشقائها ولأم عبد المحسن اسأل الله الصبر والسلوان.
الجوهرة الدهمش
الرياض