عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كم وكم تطالعنا الصحف اليومية عن كوارث وأهوال الحوادث المرورية! وما يحز بالنفس ويزيد آلامها تلك الحوادث المروعة للمعلمات وما نقرأ عنها ونسمع من هنا ومن هناك، وقد كان آخرها ذلك الخبر الذي نشرته جريدة الجزيرة الغراء يوم الخميس الموافق 15/9/1420ه حول وفاة معلمتين وادخال البقية المستشفى, فمن لم تلق حتفها فان العاهة مصيرها من جراء ذلك فضلا عن المتاعب التي تلحق بذويهن والعبء الذي تتحمله الدولة ايدها الله في كل الاحوال والحالات.
كما ان هناك من المتاعب الخفية والكوارث التي لم تطلع عليها الصحف وتنشرها في طياتها ما الله به عليم,, فهناك من الأهوال المسلسلات الكثيرة التي تتكبدها المعلمات اللاتي لاحول لهن فيها ولاقوة,, فهناك مصارعة الموت البطيء بكل الوانه مرارا وتكرارا، فالموت المفاجىء قد يكون ارحم وطأة, فهناك من المعلمات من تصارح مصيرها على الاسرّة البيضاء وهناك من تنقلهن وسائل النقل الخاصة (بنصف مرتباتهن) الى اماكن بعيدة عن الانظار ووعرة الطرق وتتخللها الكثبان الرملية الموحشة، وكم من مرة ومرة شارفن على الهلاك لولا لطلف ورحمة المنان وعطفه، وما يحدث لهن ايضا في بواطن الاودية الجارفة عند هطول الامطار,, واليكم حادثة ليست ببعيدة فقد حصلت لمجموعة من المعلمات عندما توقفت بهن وسيلة نقلهن في منتصف الوادي المكتظ بسيله العارم اثناء ذهابهن لمدارسهن النائية المكلفات بالاعمال فيها وما كان هناك امامهن من وسيلة سوى نزولهن والابتعاد بأرواحهن عن شبح الهلاك ولكم ان تتصوروا هذه المخاطرة في ذلك الصباح الممطر الشديد البرودة وان تتخيلوا بكل دقة هذه الدراما والمسلسلات المأساوية المتكررة والتي لم تدوّن من نسج الخيال او المبالغة فانها وقائع حقيقية ولا اعتقد ان هذا سيكلف من يهمه الامر وضع الضوابط والحدود لها, قبل انقراض المعلمات ولحاقهن بالديناصورات,,!
والله من وراء القصد.
محمد المويعزي
بريدة