عزيزتي الجزيرة
تحية طيبة:
وها هو العيد عاد من جديد يطل علينا بوجهه البشوش الذي يحمل في سحناته البسمة والتسامح، عاد الينا ضيفا عزيزا فتسابق الجميع الى لقائه بأجمل ما لديهم مبرزين من خلاله مظاهر الفرح والسرور بهذا الضيف، الكل لبس اجمل ما عنده من ثياب وتعطر بأروع العطور، وجعل دخان البخور يمتزج بنسمات الهواء الباردة في المنزل,, بل حتى الشوارع والميادين تسابقت الى ابراز مالديها من امكانات تفاعلا مع اصدقائها من البشر فتلبست اعمدة الانوار بعقد من الالوان الملونة الزاهية، وتخضب الشارع بذرات الامطار الخفيفة التي عانقت الارض في يوم العيد، وزها الصغير بلباسه الابيض الناصع الذي يشع منه نور براءته الطفولية الواضحة، واستدنى المسن عصاه الخشبية قاصدا الجيران، وتسابق المقيم والمسافر الى الكبائن للاطمئنان على الاسر والاصدقاء، وتزاور الغني للفقير وتجلت في هذا العيد كغيره من الاعياد السابقة صور رائعة من التلاحم الانساني الرائع والتواصل الجميل الذي يتفاعل اكثر في ايام العيد السعيدة وهو مشهد جميل لاشك انه يتكرر كثيرا، ولكن باشكال متنوعة وفقرات صادقة من واقع الحياة بحيث تتغير وتتبدل ثم تعود في النهاية لتصب في قالب واحد اسمه فرحة العيد ,, ورغم البرودة في الطقس الذي تزامن مع دخول العيد وادى الى انخفاض واضح في درجات الحرارة الا ان حرارة الفؤاد ودفء المشاعر الانسانية كانت اقوى من اي برد, فلم تثن هذه الاجواء بني البشر عن تزاور الاقارب والاصدقاء لتهنئتهم بحلول العيد السعيد الى درجة جعلت الحياة اشبه ما تكون في المدينة كخلية نحل تعج بالنشاط والحركة، فالاحياء ازدحمت بالسيارات، والشوارع امتلأت بالمهنئين، والمستشفيات شرعت ابوابها للجميع لمشاركة من اقعدهم المرض بالافراح، والهواتف انتعشت باصوات الناس الذين ارسلوا مع نبض الاسلاك نبضات صادقة من القلوب وهكذا هو العيد فرحة، وتزاور وصلة رحم وترابط بين افراد المجتمع قد لا تظهر في خضم انشغال الناس ولكنها تعود لتدب الحياة فيها وتنتعش من جديد,, مع عودة كل عيد سعيد, وكل عام وانتم بخير.
محمد بن راكد العنزي