سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد اطلعت على ما كتبه الامين العام للهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية ا, د, عبدالعزيز بن حامد ابو زنادة في العدد 9946 حول الاحتطاب الجائر وعواقبه الوخيمة على البيئة ولا سيما في بلد صحراوي مثل بلادنا حفظها الله, كل ذلك رغم التوجيهات الكريمة والتعليمات المتعاقبة من المسؤولين في الدولة وفقهم الله فضلا عما امر به ديننا الحنيف من الحفاظ على الشجرة ورعايتها والتحذير من العبث بها,, وكما أشار إلى ذلك الدكتور ابو زنادة ولكن وكما جاء في الاثر يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن,, فلابد من تطبيق التعليمات بشكل صارم في حق كل مخالف حتى نحافظ على ما تبقى من نبات وشجر على قلّته, وهذه الاجراءات رغم اهميتها فانها لا تكفي للحفاظ على الغطاء النباتي والاشجار البرية من طلح وسدر وعرعر وسواها,, فمعظم هذه الاشجار وللاسف تموت واقفة نتيجة لندرة الامطار وتذبذب كمياتها وتفاوت اوقاتها وعدم وجود ما يحجز المياه في مواقع تلك الاشجار بدلا من انسيابها كاملة الى الصحاري والرمال, فما لم تتضافر جهود وزارة الزراعة والمياه والهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية على اقامة الحواجز والسدود على الاودية وفي مواقع الاشجار البرية للابقاء على مياه الامطار والحفاظ على حياة تلك الاشجار فان معظمها سيصبح مصيره الى الزوال,وانني والله لا اعتبر ذلك مستحيلا فالسدود بمختلف اشكالها وانواعها هي الحياة - بإذن الله - لهذه البلاد فعلينا ان نستغل هذه الوفرة المادية التي انعم الله بها علينا قبل فوات الاوان,, وان نضع السدود في كل مدينة وقرية وهجرة وان نضع السدود على كل وادٍ وموقع تتواجد فيه الاشجار ففي ذلك الفوائد العظيمة والحياة لهذا الوطن فبالاضافة الى الحفاظ على الاشجار بأنواعها ففيها توفير للمراعي التي تعتمد عليها المواشي والاغنام.
كما ان في ذلك تنمية لموارد المياه وفي ذلك كله الحياة للصحراء واهل الصحراء، واعود مرة اخرى فأقولها: ان في السدود والحواجز المائية الحياة ثم الحياة لهذه البلاد القاحلة وهي الباقية للاجيال القادمة نافذة على الماضي, لقد كانت تمر على اجدادنا سنون من القحط والجدب تموت فيها النخيل والاشجار وينعدم الغطاء النباتي فيضطر من بقي منهم الى الرحيل والهجرة الى البلدان الاخرى,, ويسمون تلك السنين سنين الجلوات والسنة منها سنة الجلوة اي الرحيل عن الاوطان وفقد الاحبة والخلان, ولو كان لهم طول على بناء السدود او القدرة عليها لبنوها بعرقهم ودمائهم فهل نأخذ العبر من ذلك, والله الموفق والهادي الى سواء السبيل.
حمود بن عبدالعزيز المزيني
المجمعة