هذا شاعر من الشعراء الشبان في المملكة العربية السعودية، يبحث عن الحزن ويسعد به ويدعو إليه، يمارس التجريب في الكتابة بوعي ولذة غريبة، نصه مكتظ بالرؤى متخم بالصور، يرسم لوحاته الشعرية من لونين فقط هما الأبيض والأسود، وهو شديد الوعي باللحظة الشعرية، متعقل إلى حد ما، مجنون في بعض الأحيان، لكنه ذلك النوع من الجنون الذي يختلط بالعقل,, هو شاعر يخطو بخوف ووجل، تجذبه جنية الشعر، فيدخل ويوغل في الدخول، ويشده الواقع بتناقضاته فيركض هارباً يبحث عن الانعتاق من أسر الشعر والخلاص منه، ومن هنا نجد هذا التناقض الظاهري الذي قد يلحظه القارئ للشعر لأول وهلة.
يخونه الشعر أحياناً ويدخل به إلى متاهات الأحزان وآلام المعرفة، فيكتوي بالكشف ويعاني الحقيقة تتجهم الحياة أمامه ويعجز شعره عن ملاحقة ضجيجها، فالكلمة الحلم ما تزال بعيدة عن احتضان الواقع الكابي، وهكذا يعيش الشاعر بين عالمين: عالم الشعر النبيل والحلم التواق الى المستحيل وعالم الواقع المرير والاحباطات التي تواجه المثقف الواعي مما يجهض آماله.
يعود بنا الشاعر الى البكارة القديمة، الى عصر مضى، فهو يرى العالم من خلال لونين فقط هما الأبيض والأسود ولكنه يتمكن من تعرية الواقع,, ان الألوان المتعددة قد تكشف ثراء التجربة الفنية وجوانبها المتشابكة وهي قد لا تتوفر في هذه النصوص، ولكن الأبيض والأسود يعكسان لدى الفنان الواعد كل هذه العناصر، بل يصبحان ألوانا مشعة غنية يشكل بهما الشاعر عالمه.
وبهذا فإن فكرة الشاعر عن الحياة ما تزال على عهدها القديم: البكارة والبساطة والوضوح، وهو يتمكن من رصد أبعاد الصورة من خلال هذه الرؤية البيضاء، ولا توجد منطقة وسطى بين اللونين وهذا يعذب الشاعر كثيراً لأن عينه لم تر سوى اللونين فقط، لم يعرف اللون الرمادي الذي يأخذ من كل لون قدراً معيناً من الرؤية ولذلك فان الشاعر يرى المعنى وهذه في آن واحد.
ويعاني الشاعر في رأينا، من خلال هذه القراءة على مستويين: الهم الجماعي كمثقف واع يشعر بدوره ويسعى إلى تأكيد هذا الدور ولكنه يصطدم بالواقع ويكون هروبه الى الكلمة: تبوح له بسرها، يحقق أمجاده من خلالها ويصنع أحلاماً تظل بعيدة عن الواقع وهذا يعكس احزانه الرقيقة التي يجدل منها رؤيته الشعرية.
ويعاني الشاعر على مستوى آخر من جدب الكلمة، فهي أحياناً تخونه ولا يكاد يعثر على ضالته، قد لا ترضيه أو تعجز عن اللحاق به، وقد تهجره طويلاً ثم يعثر عليها فجأة ويمسك بتلابيبها ولكنها تنفلت من بين يديه، انه صراع الفنان مع الكلمة، خاصة وان الشاعر مقل في شعره الى حد كبير، عازف عن نشر ديوانه واجمالاً فان رحلته مع الكلمة تكمن في كلمة واحدة: الرهبة والخوف ويترجم الأبيض والأسود ظلال هذه المعركة على مستوييها: مع الواقع ومع الكلمة.
وعلى المستوى الأول، صراع الشاعر على المعنى ومعركته مع الكلمة تمثلها بعض القصائد منها: نبض هارب من هشيم القصيدة حيث يقول في أولها:
تجيئين من شرفات الغياب
صهيلاً بلا ذاكرة!
فأحمل وجهي قافلة من ضياع،
واحثو التراب على هيئتي
المستحمة بالرعب
والقت
والرغبة المطفأة!!
اتشتعل الكلمات براري من ظمأ في دمي،
فتسرقني من طيور الأسى،
ومن حمحمات البكاء،
وتدخلني في ضجيج الحقول؟!
هي الكلمة، ينتظرها الشاعر، ويتلهف على لقائها، نعم تأتي، ولكنها,, صهيلا بلا ذاكرة معنى ضبابي يتشكل في بطء، يعتصر من دمه لتدب الحياة في أطراف الكلمة التي تأتيه جثة هامدة: بلا ذاكرة!!، فالشاعر ذاكرة الكلمات ونبض الحياة وسر الكون ينفثه فيها فيستحيل المعنى الشارد التائه الى واقع ملموس يسعد به الشاعر، وهذه الرحلة المضنية التي يقطعها الشاعر بحثاً عن المعنى يعبر عنها بقوله فأحمل وجهي كافلة من ضياع/ وأحثو التراب على هيئتي المستحمة بالرعب والمقت والرغبة المطفأة,, وهو يغوص في التراب بحثاً عن المستحيل، ينغرس في الواقع،يتجذر في الأرض بدلاً من الهيمان في فضاء الكون اللامحدود, هو يريدالواقع والواقع لا يعطيه نفسه، هو يدفع الثمن من أجل استنزال المعنى ولكنه يهرب منه، فالواقع التراب الرعب المقت، لا يكفي لصنع رغبة حقيقية أو اشتعال يكفي للحظة الشعرية, الرغبة موجودة ولكنها فاقدة للمعنى، مطفأة!!.
وتأتي اللازمة الخاصة بالشاعر، والتي تتكرر تقريباً في كل قصائده، حيث يقوّم اللقطة الشعرية ثم يعقب عليها، وكأنه يبحث عن تبرير لها, انها الرؤية والظل، الأبيض والأسود، الصوت والصدى,.
يقول باحثاً عن العلة متسائلاً، حائراً، ملفحاً بالسواد اتشتعل الكلمات براري من ظمأ في دمي/ فتسرقني من طيور الأسى/ ومن حمحمات البكاء وتدخلني في ضجيج الحقول؟! هل يريد أن يبرر جريمته في حق نفسه وفي حق الكلمة التي خانته؟! هل يريد القول ان الواقع المتجهم لا يخلق شاعراً حقيقياً؟ هل يعاني الشاعر أزمة خانقة تهدد حرفه الخافت الذي يكاد يخرج على استحياء وهو يطالب, بالقوة وبالبزوغ والانتشاء؟! يجوز أن تجتمع كل هذه المعاني معاً لتلقي الضوء على هذا الصدى الأسود لكلماته في الجزء الأول من المقطع السابق,, الصدى يقول: لا يمكن أن تشتعل جذوة الشعر من الظمأ,, انه ما يزال مكففاً بين طيور الأمس وأصوات البكاء، لا يجرؤ ان يدخل معترك الحياة، منبع الكلمة، نبضها الأثير، سيظل بعيداً عن ضجيج الحقول,, صانعة الألق ويسكن منكفئاً على ذاته في مقبرة احلامه، رافضاً الحياة، ان المساحة السوداء في القطع السابق تصارع المساحة البيضاء، والأسود هو السيد، يتكرر هذا في المقطع الثاني من نفس القصيدة:
ومن شرفات المجيء
وفوق صليل الحصى
بذر الندى ما تبقى على النبع من حائجات الرماد
ومن عطش في الذهول!
فأيقظ سجاياك/ أيقظ سجاياك
أيقظ مراياك
يا شاخصاً في خيوط الرماد
واشعل بها من فجاوة لونك
ما لا يقال!!
ويمثل الجزء الثاني من المقطع الثاني نصاً آخر، انه الصدى حيث يقول:
على أي لون ستفضي الى هدأة في هزيع المواسم؟
هل الروح برزخها في الجهات
أم النبض تمثل بقية الغواية منذ التشظي
وحتى انهيار الكلام؟!
تلعب الشرفات دورها في هذا المقطع ايضاً، والشرفة هي الرؤية وأداتها، انها طاقة الاستطلاع وأول الحضور، وهي بوابة القادم, الشاعر يفتح أشرعته لاستقبال الكلمة التي تتأبى عليه هو يحاول المستحيل، فيقترب منها، ينقشها فوق الورق ولكن,, يذر الندى ما تبقى على النبع من مائجات الرماد,, لقد هربت منه إذن، ضاعت معالمها, والندى تلك القطرات الرقيقة تآمرت عليه، ضيعت نقوشه الرمادية!! وقد نسأل لماذا هذا العداء للندى الذي محا كلمات الشاعر ويأتي الجواب في ظننا، انه نوع من الماء المخادع، هو ماء ولكنه لا يروي عطشاً,, ماء لا يعمل، لا وظيفة له,, ومن عطش في الذهول ، لذلك يعود الشاعر إلى المباشرة واعقال الأمر كي ينقذ نفسه وكلماته، انه يستحضر ذاته بعد أن كادت تتلاشى مع كلماته التي ضاعت أيقظ أيقظ,, أيقظ,, يا ,, أشعل إن الخيوط رمادية لا تعطي لون الحياة الأبيض أو الأسود، وهو ينحاز الى هذين اللونين، والرمادي هنا من الحركة ، ضد الحياة، ضد الألق انه لون محايد,, عدم الشخصية,, هو يبحث اذن عن اللون المؤثر، الفاعل، ذلك اللون الذي يصنع الاشتعال ويفتح الشرفات للمعنى القادم من بعيد أشعل بها نجاءة لونك / ما لا يقال لقد قيل ما قيل، هويبحث عن المعنى لم يسبقه أحد إليه, رحلة الشاعر من الكلمة مستمرة ومعاناته المريرة تأخذ منه قصيدته.
وكطريقة الشاعر يختم المقطع الثاني بالصدى الذي يتردد محاولاً تفسير حيرته، والبحث عن يقين الصدى يمثل هنا الرد على الصوت العالي في القصيدة، انه صوت آخر للشاعر في داخله يعذبه ويضنيه يقول له الصوت الذي أصبح صدى:
على أي لون ستفضي الى هدأة في هزيع المواسم
هل الروح برزخها في الجهات؟!
أم النبض تمثل فيه الغواية منذ التشظي
وحتى انهيار الكلام؟!
هي مجموعة من الأسئلة لا اجابة لها يتكئ الشاعر هنا على اللون، فهو يمثل له بداية طريق,, على أي لون,, وحين تضيع منه معالم الألوان يفقد كينونته، وأنت أمام الحاح جارح من الشاعر القرار عن الهدوء، وأين سيعثر على الروح التي راحت معالمها وتاهت في مفترق الطرق,, مرة أخرى يعلم انه يبحث عن النبض، عن احياء الحرف الميت، يعيد إليه بكارته وطزاجته، يبحث عن التشظي والغواية,, انها رحلة الحرف المثيرة في عالم لا محدود,.
التشظي والاشتعال كما ترى ينتشر في هذه المقاطع وهو يفسر لنا عنوان القصيدة، انه يريد ان يشعلها وهي ميتة، يبث فيها الروح وهي هشيم، يخاتلها ولكنها لا تعطيه وجهاً ولا ملامح,, رحلة دائمة بحثاً عن الوجود، ووجود الشاعر في كلماته!!
وبناء هذه القصيدة لابد ان يستوقفنا، وربما ظن قارئ انها مفككة البناء ولكن اعادة القراءة تطالعنا على بناء متماسك حتى مع وجود هذه الأصوات الثلاثة التي جاء بها الشاعر فجأة بعد نهاية المقطع الثاني ثم يعود بعدها الى المقطعين الثالث والرابع.
ان جملة ,, وحتى انهيار الكلام يستخدمها الشاعر لتفتح كوى جديدة له, وهذه الأصوات الثلاثة تمثل أصداء نفسية للرد على الصوت الحرف الذي يلح على الشاعر، فالصوت رقم 1 يعلن:
وفي وجعي رغبة في البكاء
يفاصلها الرفض أن تستريح
تماطلها هدأة في السماء
وتجنو على قلق لا يبوح
وتنمو بها غابة للرجاء
على غفلة من مداد الجروح
هذا صوت مبحوح قتلته الأوجاع والبكاء والقلق والجراح,, يتوق هذا الصوت الى الراحة، الهدوء، والرجاء، ولكن هيهات,, اراد الشاعر ان يقدم لنا شروخاً نفسية ترجمها الصوت الأول,, وتتبقى المشكلة ان الرجاء موجود والأمل كبير في وسط هذه العتمة أن ينطلق الصوت، أن يأتي الحرف,, الألم العظيم هو الذي يولد الفن العظيم، لقد أثقلته التجارب وامتحنته الخطوب ولكنه لن يتخلى أبداً عن كلماته أسراره مهما دفع من ثمن وبذل من عطاء.
الصوت الثاني أو البوح رقم 2 يصرخ فيه الشاعر:
(لا وقت للشعر
لا وقت للنثر
لا وقت حتى لهذا الهراء المسمى قصيدة!
لا وقت
فليعل الضجيج
وليصدح الشعراء في واد سحيق
سيمر صبح من بياض الموت يدنو
لسواد العين يرنو
جبة الشعر العتيقة
وتضيع في الأسماء أسماء الخرافة والحقيقة!
وتمور في الأفعال أفعال البداية والنهاية!
وأنت تدخل في انزلاق الشعر،
من سم الخياط
تمر
تبحث
عن بقايا الليل في جوف النهار!!)
فأورق بما شئت من تعب أو دم محترق
واستبح من مساحة صوتك فاكهة للأغاني
فماذا بوسع القصيدة أن تحتوي من فجيعة؟
وماذا بوسع الفصاحة ان تمنح البوصلة؟
رشدها؟
غيها؟
اسم فجاءة هذا التأرجح بين الغناء وبين النشيد؟
يحمل هذا الصدى,, الصوت رقم 2,, شيئاً من التحدي,, صراخ الشاعر يعلو: لا وقت للشعر، وحين يصل الى الضجيج أن يتحول الشعر الى مجرد كلام عندها نعثر على مفتاح هذه القصيدة سيمر صبح من بياض الموت يدنو فالكلمة حين لا تقول، والمعنى حين لا يبين، فصل الى الامحاء الى العدم,, الى الموت,,انه المنطقة البيضاء الطاهرة من الشعر، وتصبح المعادلة إذن: لا شعر = موت وفي المقابل فان العيش سواد العيش أي المعاناة = غذاء للشعر وسر التشظي!!, البياض هنا هو العدم والسواد الوجود لانه انغماس في الحياة ورفض الهروب منها والاضطلاع بدور الكلمة في تغيير الواقع.
ان الدخول في عالم الشعر له خطره، وفي الوقت نفسه لا حياة للشاعر دون ولوج هذا العالم الأثيري، هو لا يرى حياة له الا بين الكلمات حيث يضيع في الاسماء والأثقال وانزلاقات الشعر وهو يستخلص الكلمة من وجه الآخرين ويعود الى المباشرة الى النصح أورق بما شئت,, لقد أدرك الحقيقة، الفاجعة، انه دون هذا العناء لن يستطيع العيش,, لابد ان يكون مشدوداً دائماً بين خطى الأمل واليأس، الرغبة والرهبة، الرجاء والضياع, بين فجأة هذا التأرجح بين الغناء وبين النشيد ,.
والصوت الثالث يعلن التسليم:
دمنا سيد ,, تحتويه النعوت
نابض بالرؤى,, ناطق في السكوت
وجهه مثقل,, بنشيج صموت
انه التسليم بحسم المعركة في صالح الشعر,, فالشعر يجري في دمه دمنا سيد,, يسكن تحت جلده نابض بالرؤى,, وحتى ملامحه الجسمانية أخذت مظهراً شعرياً، عرف الشعر كيف يغزوها ويترك بصمته عليها فهذا وجهه مثقل,, .
الشاعر ينتصر للشعر، للون، للحياة، للحقيقة، واللون الأسود يصبح لدى الشاعر معادلاً موضوعياً لمعنى الحياة وألمها في مقابل تفاهتها وعدميتها في اللون الأبيض.
في المقطع الثالث، يتمثل الشاعر لنا في صورة المثقف الذي يعاني هموم أمته ويحاول المراوغة بين اعلان رؤيته وبين اخفائها، ان ضبابية الرؤية لدى الشاعر هي نوع من الاتكاء على موقف غير صريح من مشاكل أمته ومن قضاياها, هو يرى ويسمع ولكنه يكتنز رؤيته في أعماقه يحاول ترويضها وتقزيمها حتى لتبدو في صورة مستأنسة، ان المعاناة الحقة لديه هي كيف يعثر على الرؤية الصارمة لواقع متجهم, والشعر يأبى النزول من عالمه النبيل الى دنيا ملوثة بالمتناقضات, ينقسم الشاعر على نفسه، فهو يرى ان يعلن رؤيته، ولكنه يصارع الكلمة من أجل اقتناص اللحظة الشعرية الصادقة، ويصارع الواقع الذي يفرض عليه سطوته وقوته فيريد ان ينفلت منه ويعلن شهادته، فلنتأمل المقطع الثالث:
لفاتحة في المتاه المجوف، منذ انطفاء المواسم
حتى اخضرار النشيد،
تمد لنا صوتك المرتعش،
خارجاً من رذاذ القصيدة وهي تسافر في رحم الصوت
والأغنيات البعيدة
فكيف ترجلت القسمات الصغيرة، موغلة في مدار
التشكل
تطوي ظلال المسيرات
عبر النوافذ
عبر الصحائف
عبر القنوط؟
وكيف امتطت صهوة الخوف
في غفلة من وجيف التربص,.
في شهقة ذميل السكوت؟
أمن عسل في حلوق السواسن ينهض بوح وخوف؟
يقايضها سدة في الهباء
فتطلق تلويحة في العراء!
يتساءل الشاعر: كيف تخرج القصيدة أسيرة الخوف والهلع؟! لابد من خروج مشرف لتلك الكلمات التي يضعها الشاعر فوق الورق,, لقد ذهب ألق الشعر وزمان الشعر ولكنه يحاول، يختصر المسافات، ويعاني بحثاً عن,, اخضرار النشيد، حتى لو مر عبر صوتك المرتعش فهذا الرذاذ مداد الكلمات لابد ان يلد شيئاً ويعلن ميلاد حرف جديد، نعم نحن نريد العسل من قبل الخوف والالم,, هل يستطيع شاعرنا ذلك, انه يعرف تلك الرحلة المضنية بحثاً عن المعنى البكر وسط الظلمة وهو يقبل على دفع,, ثمن الشعر واعلانه على الآخرين، ولن يقف صامتاً عن البوح.
عميد كلية الدراسات العربية بجامعة المنيا
استاذ مشارك الأدب والنقد بكلية البنات الرياض