Wednesday 12th January, 2000 G No. 9967جريدة الجزيرة الاربعاء 6 ,شوال 1420 العدد 9967



يا أمة,, ضحكت من فضائياتها الأمم
حمد بن عبدالله القاضي

** استشرف ألا نكون وصلنا إلى الزمن الذي تلد فيه الأمة ربّتها,,!
لقد انقلبت الموازين حقاً في وسائل الإعلام.
أجل:
لقد أصبح المنظرون وأصحاب الرأي هم أهل الغناء، وفنانات هز الأوساط في ليالي الصيف والشتاء,,!
إن من يدير المحرك الآلي بين القنوات العربية الفضائية ليأسى أن يجد مثل هذه اللقاءات في أفضل الأوقات مع الفنانين والفنانات والراقصين والراقصات,,!
وليت الحوار يتم حول غنائهم وهز أوساطهم,,!
لكن المؤلم أن أولئك المذيعات يطرحن على ضيوفهن وضيفاتهن أسئلة أكبر من حجم المستضافين من الفنانين والفنانات.
وإلا بالله عليكم
ماذا سوف يبدي فنان أو راقصة من رأي رشيد عندما يطرح عليهم أسئلة مثل:
* ما رأيك بالتربية السليمة للبنات؟
* ماذا تنصحين أو تنصح من يبدأ مشواره العملي في الحياة؟
* ما هي الحكمة التي تتمثل أو تتمثلين بها؟
ولم يبق إلا أن يطرح عليهم أسئلة حوار العولمة، وآخر مبتكرات التقنية، ومنظمة الجات، والصراع بين الحضارات بين الأمم والسلام مع إسرائيل!.
يا الله,,!
هل أصبح هؤلاء وأولئك هم رموز الأمة التي تملك الرأي والحلول لقضاياها وهمومها؟!
لقد هزلت,!
وسامها كل مفلس!
واللهم إن لم يكن بك غضب علينا فلا نبالي,,!
لا أدري هل ألوم أولئك المذيعات اللواتي كل بضاعتهن: صراخ القهقهات وأحدث الموديلات، وواضح من ثقافتهن أن أغلبهن لا يفرقن بين الكليجا وبلجيكا .
أم تراني ألوم القائمين على هذه المحطات الفضائية الذين همشوا رموز الأمة وقضايا الأوطان وشجونها؟!
والمأساة حقا,,!
إن تنشأ الأجيال الجديدة التي لا تجد أمامها في الحديث عن قضاياها والاجابة على تساؤلاتها سوى أهل الزعيق والهز,,!
يا أمة ضحكت من فضائياتها الأمم !
لقد أستشرفنا أن تكون الفضائيات - واقع ومرونة العمل وهامش الحرية - أن تكون صوت الإنسان العربي في قضاياه وشؤون حياته.
لكن وجدنا هذه المحطات الفضائية أو الفضائحية بالحاء بكل أسى بعيدة عن هذه القضايا وهموم الانسان العربي الذي يقطن في هذا الوطن العربي الذي يعيش عدد كبير من أبنائ ه تحت حزام الفقر والجهل والذل.
إن هذه القنوات تظن ويا لسوء ظنها أن أكبر هم العرب هم أهل الغناء وأن أهم قضاياهم هي قضايا الفن والجنس وتوافه الأمور,,!
يا رب
ارحمنا من هذه الفضائيات وما تبثه من تفاهات.
اللهم إن استمرت على هذا المنوال
فأكسف أقمارها، وأرحنا من قنواتها,!
***
** الحضارة العوراء:
** قرأت قصة واقعية أوردتها مجلة المبتعث التي تصدر عن الملحقية الثقافية السعودية بالولايات المتحدة الأمريكية، وقد أوردتها زوج ة أحد المبتعثين السعوديين هناك,!
والقصة في منتهى الغرابة بالنسبة لنا ولكن لمن يعرف الغرب وأهله قد لا يستغربها، وهذه هي القصة كما روتها من عاشتها تقول زوجة المبتعث السعودي السيدة ليلى الوهبي:
بقيت 3 أشهر لم أر أحدا من جاراتي، وفي يوم رأيت جارتي الأمريكية تنزل من السيارة فلوحت لها بيدي فردت التحية بالمثل، وهذا شجعني أن أتقدم منها وأنا أحمل طفلي الصغير قائلة:
نحن جيرانك من السعودية,, أرجو تشريفنا بزيارة فأنت وحدك وأنا كذلك، فزوجي مسافر وأنا أحب الجيران, وأعطيتها رقمي واسمي على أن تتصل بي يوما ما وتشرفني أو تدعوني لبيتها.
ولكن يا للغرابة,, بعد لحظات من عودتي دق الهاتف فإذا بالبوليس يخبرني أن جارتي التي كنت معها من لحظات أخبرت الشرطة عني بأني إنسانة غريبة,, لماذا أريد صداقتها؟ ولماذا أدعوها الى منزلي؟ وطلبت من الشرطي أن يتعرف على ذلك مني!! فقلت له:
نحن سعوديون عرب نحب الجيرة والجيران وديننا أوصى بذلك,, وهذا كل ما أريده منها.
وعلى الفور طلبت قائد القاعدة التي يدرس بها زوجي وأخبرته بما حصل وهو لواء جوي فتأسف لي متعجبا من هذه الجارة وأتى الى منزلي ومعه زوجته وهو يرتدي البدلة العسكرية وطمأنني، وذهب وزوجته الى الجارة وأخبرها أننا مسالمون طيبون نود صداقتها فقط دون مقابل,, فتأسفت لي بعد أن عادا من عندها, وطلب اللواء الجوي البوليس وأخبره بالخطأ الفادح الذي ارتكبه في حقي فأرسل البوليس خطاب اعتذار رسمي لي,, وهذا درس علمني ألا أرفع يدي محيية أي أحد في بلاد غير بلدي وألا أحدث أي إنسان ولو كان جاري .
أما قبل,!
فماذا يستطيع أن يقول الانسان عندما يقرأ هذه القصة سوى أن يرفع صوته بكلمة المفكر الغربي المسلم محمد أسد الذي عاش في الغرب وتذوق حلاوة قيم الاسلام: ألا انها حضارة عوراء!!.
***
** عن تجربة الاختبارات في رمضان
** وزارة المعارف ورئاسة البنات حريصتان على تغيير مسمى الامتحان إلى مسمى اختبار عن طريق عدد من الخطوات التربوية التي اتخذتها لتخفيف رهبة الاختبارات,,!
لكن توقيت الاختبارات في شهر رمضان جعلها امتحانات حقا ليس للطلاب وللطالبات,, بل صارت امتحانا للآباء والأمهات معا.
إن لرمضان خصوصية في بلادنا على وجه الخصوص سواء نظام النوم أو الطعام أو الأعمال، والأهم في خصوصية زيادة العبادات فيه واستغراقها لكثير من الوقت.
نتطلع ألا تتكرر مثل الاختبارات مرة أخرى في شهر رمضان.
***
** عيد بلا أم
** إذا كنت أيها العزيز الكاتب الكريم الأستاذ عبدالرحمن السدحان قد فقدت والدتك في هذا العيد فقط وفقدت حنانها,, ودفء كلماتها وحضنها في لحظات العيد فقد نكأت جرحا غامرا غائرا في صدر محبك,.
لقد فقدت طعم العيد منذ سنوات طويلة منذ تيَّتمت بفقد والدتي:
إنني بالوجع الساكن في نفسي لا أكاد أتبين طعم الفرح بين عيني والدتي أيام الأعياد.
لقد غادرت هذه الدنيا رحمها الله ورحم والدتك ورحم كل أم وأنا طفل لم يبلغ العاشرة بعد:
آه,,!
ما أقسى العيد بدون أم,,!
إنه لا يشعر بوحشته إلا من فقد طعم حنان الأم وضوء دعواتها وصدق دعائها.
أيها الناس,, يا من تسعدون بوجود أمهاتكم معكم.
استشعروا فرح العيد معهن.
انكم لن تحسوا بوحشة العيد إلا عندما تفقدونهن حفظهن الله لكم .
رحم الله كل أم غادرت الدنيا.
وحفظ كل أم على ظهر هذه الدنيا.
ورزق الأبناء البر بهن.
***
** الوزير يعيّد مع اليتامى
** كان معالي الدكتور علي النملة وزير العمل والشؤون الاجتماعية رائعا وهو يتناول الافطار في رمضان مع أغلى الناس الأطفال اليتامى في دار الرعاية الاجتماعية بالرياض، ثم وهو,, يعيد,, معهم يوم العيد!
إنها خطوة إنسانية ليست غريبة على هذا الرجل الذي سبق أن وصفته بأنه الانسان قبل المسؤول .
وكم نستبشر أن يصدر معاليه توجيها لمسؤولي وزارته الذين تقع ضمن مسؤولياتهم مثل هذه الدور,, بأن يقوموا بنفس هذه الخطوة مع أطفال الدور الاجتماعية في جميع مدن المملكة ليكون مطر الفرح شاملا لجميع اليتامى في وطن التراحم والمحبة.
***
** الرياض وعيد متميز
** تحية لأمانة مدينة الرياض التي استطاعت بالتعاون مع الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض أن تجعلا من عيد الرياض هذا العام عيدا متميزا ورائعا,, بحيث استطاع كثير من الذين لم يغادروا الرياض ان يستمتعوا هم وأطفالهم بتلك المناشط الترفيهية التي نفذتها الأمانة بالتعاون مع الهيئة العليا لمدينة الرياض بكل نجاح.
تحية خاصة لمعالي الأمين د, عبدالعزيز بن عياف الذي وقف بنفسه وتابع هذه النشاطات ميدانيا وطوال أيام العيد حتى خرجت على هذه الصورة التي بقدر ما اسعدت سكان الرياض فإنها حققت توجيهات سمو الأمير سلمان، وسمو الأمير سطام على أرض هذه المدينة الجميلة بكل توفيق ونجاح.
***
** الموسيقى في بيوت الله
** كنا ننادي ولا نزال بإغلاق الجوالات بالمساجد منعا للتشويش على المصلين في بيوت الله,,!
إلا أن هناك مشكلة أخرى وأكبر ألا وهو أن بعض الجوالات تصدر منها عند الاستقبال اصوات موسيقى!
ولكم تألمت في رمضان وأنا أسمع أصوات الموسيقى وهي تختلط بأصوات الأئمة وهم يتلون آيات كتاب الله,,!
أيها,, الجوالون,.
شيء من الأدب مع الله وآياته ووسط بيوته التي أذن أن ترفع ويذكر فيها اسمه، ولم يأذن أن ترفع فيها أصوات الموسيقى!

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

عيد الجزيرة

متابعة

منوعـات

لقاء

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.