لم يسبق طوال حياتي في كافة مشاركتي الصحفية وفي مختلف المساحات والاشكال الكتابية ان ترددت في الكتابة عن أمر ما كما الآن، ولم يسبق ان شعرت ان ثمة موضوعا يفرض نفسه عليّ كهذا الموضوع, ترددت واتردد ازاء جلل الموقف المحزن فلا املك الا ان اقلب الطرف بعينين تغرورقان بالدموع وخفقان قلبي المصدوم تنبعث شاكية متذكرة لأحاديثه العذبة المشوقة والمترعة بالنصائح والعبر,ان النفس لتتجشم الفراق راضية بقضاء الله وقدره وتحتمل الألم متحشرجة بحروف تتسابق في ذكر محاسنه يحدوها الوفاء شامخةً بسيرته العطرة, لكم تمنيت ان استجمع كل شتات الذكريات وانا الوّح ايذانا بفراق الشيخ سالم خلف الشغدلي احد رجالات منطقة حائل المعروفين بالتقى والصلاح, رحل رحيل الشجعان ومغادرة الابطال بعد ان زرع في نفوسنا الخير، رحل وبرحيله تقاربت اسوار المنطقة لتهم بتبادل العزاء على فراق ابنها البار الذي رحل في افضل الشهور وفي ضحى افضل الايام عند الله ألا وهو يوم الجمعة الموافق 23/9/1420ه، رحل ومودته نصب عيني تزيل غشاوة البين وصوته ملء سمعي اتذكره فيذهب صدأ الفراق وسيبقى في اعماق القلوب وارجاء الذاكرة, فارقنا بعد ان كان رحمةً مهداة، ويدا كريمة تُبعد عنا عبء السنين فارقنا بعد ان كان مشعل خير يضيء ايامنا بسجاياه العطرة ويبصرنا بمواطن الزلل, يحزن القلب، وتدمع العين ولا نقول ما يسخط الرب.
رحمك الله يا أبا حمود والهم ابناءك واقاربك واحباءك الصبر والسلوان, إنا لله وإنا إليه راجعون
راضي المصارع الشمري