عزيزتي الجزيرة
تحية طيبة:
بعد تجربة ناجحة من الاطلاع في الكتب والإبحار في مختلف العلوم والمعارف التي تزخر بها صفحاتها المنوعة قال احد المثقفين عن معرفة ودراية خير جليس في الزمان كتاب وهذه الكلمات البسيطة التي حفظناها وصرنا نرددها بين كل فترة واخرى لم تشفع لنا في إعطاء الكتاب حقه من القراءة والاطلاع، وكذلك الحال بين الطلبة والطالبات حيث لم تعد ايضا هذه الكلمات تجدي نفعا في حث الطالب والطالبة على المحافظة على الكتاب,وقد قرأت في هذه الصفحة الموقرة مقالا للأخ/ عبدالرحمن التويجري في العدد رقم 9954 بعنوان (رمي الكتب المدرسية,, الظاهرة والعلاج) اوضح فيه عددا من الاقتراحات للحد من هذا الهدر الذي يتكرر كل عام من قبل الطلبة بحق كتبهم المدرسية التي تكلف الدولة كل عام ملايين الريالات لتوفيرها لهم ولتكون بين ايديهم مع مطلع كل عام دراسي دون ان تأخذ منهم كما تفعل بعض الدول أي رسوم مالية او مبالغ نظير هذه الكتب او غيرها مما يستخدمه الطالب والطالبة في المدارس من أثاث وغيره.
ولكن يبدو ان مجانية التعليم التي توفرها المملكة لأبنائها قد ساهمت الى حد كبير في تقليص الإحساس بالمسؤولية من نفوس البعض من الناس الى درجة جعلتهم لا يبالون بتلك المكتسبات التي بين ايديهم والتي كما قلت ليست موجودة في العديد من الدول التي يجبر المواطن فيها على دفع مبالغ مالية مقابل إلحاق أبنائه بالتعليم والتي يبدأها بدفع رسوم التسجيل وقيمة الكتب والأثاث وانتهاء بدفع قيمة المقعد الذي يجلس عليه الطالب، فمتى ياترى نعي هذه النعمة التي بين ايدينا ونصون حقها ونحافظ عليها، فهذا الاستهتار الذي نشاهده كل عام من الطالب بحق كتابه العزيز يجعلنا نقف متسائلين عن ماهية العلاقة بين الطالب وكتابه، وهل وصل الى هذه المرحلة المعينة في إتلاف الكتاب بسبب كرهه الممقوت للمادة ام للكتاب ام لمدرس المقرر، اما انها عادة تأصلت مع هذه المشكلة التي وبلا شك فيها هدر سنوي لملايين من النقود التي تصرف كل عام على المطابع وسيارات الشحن والتفريغ حتى يصل الكتاب جاهزا الى الطالب دون ان يبذل هو أي عناء أو مشقة في الحصول عليه، ام أنه تقصير واضح من الأسرة في عدم تربية الطفل منذ نعومة أظافره على المحافظة على ممتلكاته الشخصية وحاجياته التي يدخل من ضمنها ما يستلمه الطالب من المدرسة من كتاب او طاولة او مقعد مما جعله ينشأ على الاستهتار واللامبالاة الى الدرجة التي جعلته لا يتوانى عن تصرفاته الطائشة في كل موقع يصل اليه دون ادراك او مسؤولية، فالعديد من الطلاب منذ ان يستلم كتبه الدراسية تبدأ اصابع يديه بالعبث المستمر بصفحاتها والكتابة عليها وتمزيق اوراقها الداخلية والخارجية حتى صبح الكتاب في النهاية دون هوية او عنوان، ثم في نهاية الاختبارات يكون شكر الطالب لكتابه الذي أمده طوال عام دراسي بالعلم والمعرفة بمكافأته برميه في ساحات المدرسة والشوارع ومكبات القمامة دون اعتبار لما تحمله بعض الكتب من آيات قرانية وأحاديث شريفة مما يعتبر إهانة للعلم الذي يمثله هذا الكتاب والذي وصل الى هذه المرحلة بسبب وجود تقصير واضح من جميع اضلاع هذه القضية البيت والمدرسة والطالب، وأود في ختام حديثي ان اضيف الى ما اقترحه الاخ الفاضل ضرورة تحديد رسوم رمزية عن كل كتاب يتم صرفه للطالب كتأمين يسترد في نهاية العام إذا أعاد الطالب الكتاب سليما الى المدرسة فهذا في نظري أكبر حافز للطالب ولولي أمره بالمحافظة التامة على الكتاب من التلف والاهمال.
محمد بن راكد العنزي
طريف