لكل أمة من أمم الدنيا رقصاتها وأهازيجها الشعبية التي تمارسها في مناسباتها الخاصة والعامة، وتظهر أبعاداً متنوعة عن شخصيتها من رقصاتها.
ويظهر للملاحظ ان لرقصات الشعوب جانبين، جانب فني وجانب مادي، وللاثنين أبعاد رمزية تعبيرية, ويركز الجانب الفني على البعد الجمالي في الرقصة التي يستخدم فيها الجسد في حركات تعبيرية، اما الجانب المادي فهو يركز على الادوات المستخدمة في الرقصة مثل: السيف، الخنجر، الطبول، الصحون، الصفائح,, وغيرها.
ونلاحظ عند ممارسة الرقصة نفسها، ان الراقصين إما أن يركزوا على الجانب الفني كأن تستخدم اليدان أو الرجلان او اجزاء الجسد الاخرى في تعبير رمزي، وإما أن يركزوا على الجانب المادي كالسيف أو الخنجر,, أو غيرها من الادوات.
ونجد ان العرضة السعودية، تركز على الجانب المادي أكثر من الجانب الفني، وعلى السيف بالتحديد، وهو محور العرضة، فممارسة العرضة تتم على الوجه التالي:
ساحة واسعة يصطف فيها الرجال في مجموعتين متقابلتين، بينهما مسافة، وأمام كل صف شاعر، ويرددون أبيات شعر حماسية ينقلها الشاعر لهم.
ويصطف الرجال الذين يقرعون الطبول بينهما، ومن رغب في ان يعرض من المشاركين فيمارس العرضة في وسط الساحة.
ويظهر أثناء ممارسة العرضة ان جميع المشاركين يهدفون الى ملاعبة السيف، فالشاعر يقول كلمات حماسية تلهب المشاعر وتنظمها ايقاعات الطبول، ويظهر حسن التنظيم لملاعبة السيف في حركات متسقة متناغمة، يأخذ حجمها ثلاثة أوضاع رئيسة: يرفعه الراقص عاليا في وضع متوسط وأمام وجهه ويهزه، او يضعه خلف أكتافه او يرفعه من الداخل الى الخارج في نصف دائرة وفي حركة بطيئة ثم يعود ويخفض السيف في عكس الاتجاه,.
وتظهر العرضة في شكلها النهائي في أبهى وأجمل صورة لشخصية الرجل، حيث يظهر الراقص مهيباً وقورا والسيف بين يديه، فالسيف رمز الفروسية والبطولة والشجاعة، ولا يظهر الرجل وهو يقوم بحركات جسدية مبتذلة لا تتلاءم مع ما يجب ان يتحلى به الرجل من رزانة ووقار.
وهذه هي الشخصية السعودية التي رأيتها وأنا اشاهد العرضة السعودية في ثالث أيام العيد، وكم فرحت كثيرا بتوجيه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني بأن تكون العرضة السعودية ضمن مقررات التربية الوطنية، فهي عرضة الفروسية والشجاعة والاعتداد بالذات والوقار، وهي خصائص الشخصية السعودية.