* حوار: تركي السهلي
كان صدر مدير عام الشئون البلدية والقروية بمنطقة الرياض المهندس احمد بن عبدالله التويجري متسعا للغاية عندما اجرينا معه هذا الحوار ولم يتذمر ابدا من اسئلتنا بل فتح لنا صدره ورد على كل ما القيناه على مسامعه وضح لنا حجم اراضي المنح في منطقة الرياض الموزعة وكشف لنا ضآله ما بني منها ثم بين لنا ابرز اوجه (الاستراتيجية العمرانية) الجديدة، بالاضافة الى الطريقة المعتادة في محاسبة رؤساء البلديات المقصرين، المزيد من التفاصيل في تنايا الحوار التالي:
ونحن نقترب من موسم هطول الامطار والتي ندعو الله ان يزيدها ويعم خيره بها البلاد والعباد ماذا عملت بلديات منطقة الرياض من احتياطات لتجنب مخاطر السيول والاستفادة من (درس) امطار المنطقة التي حدثت قبل عامين؟
اولا اضم صوتي الى صوتك فيما دعوت به في سؤالك ثم اقول ان الامطار وما يمكن ان تسببه من اشكالات اذا هطلت بكميات كبيرة هي اهم هواجس البلديات وفي كل عام هناك لجان مشتركة مع الدفاع المدني لمواجهة اخطار السيول اما عن مدى الاستفادة مما حدث العام قبل الماضي من سيول كبيرة في الزلفي والوشم وسدير فقد تم في حينه من خلال اعدادنا لتقرير متكامل وقفنا فيه على حقيقة الاضرار, وتم تكوين فرق للطوارىء منذ العام الماضي.
في بلديات منطقة الرياض تم تأمينها ببعض المعدات حسب الامكانيات ووزعت على محاور المنطقة بحيث تتحرك وقت الازمات كذلك بدأنا في تكوين مشاريع قنوات تصريف السيول في بعض مدن المنطقة والبعض الآخر في طور الدراسة بانتظار الاعتمادات المالية ومبرمجة مع وزارة المالية لتنفيذها ونرجو ان تخفف هذه المشاريع (قنوات تصريف السيول) من اشكالات السيول في مدن منطقة الرياض خلال السنوات القادمة.
فيما يخص اراضي المنح هل من تنظيمات جديدة تساعد من تسريع عملية استحقاق المواطن؟
منح الاراضي في مدن منطقة الرياض تسير بشكل سريع و80% من مدن المنطقة تستكمل عملية الاجراءات في وقت معقول ونسبة ما نفذ من منح الاراضي في مدن المنطقة بشكل عام نسبة رائعة من مجموع الطلبات عدا مدن تكون فيها ملكيات الاراضي العائدة للبلدية قليلة او محدودة بحكم انها املاك خاصة لمواطنين او اراض زراعية قديمة فهذه ما نواجه فيها الصعوبة, واحب ان اشير الى ان مجموع ما وزع من اراض على مواطني منطقة الرياض يبلغ حوالي خمسة وعشرين الف قطعة نسبة ما بني منها للاسف الشديد ضئيلة جدا وهذا يقودني الى تساؤل: هل فعلا طالب المنحة في حاجة ضرورية لها واقول لو كان في حاجتها لقام ببنائها اذ العملية ليست حاجة بقدر ما هي اقتناء لمجرد الاقتناء واضرب مثلا بانه في مدينة او مدينتين من مدن المنطقة لم يبن من المخطط الذي عمل منذ عشر سنوات سوى 3% فقط رغم توفر الخدمات الاساسية من سفلتة وكهرباء ومياه رغم توفر الخدمات الاولية من السفلتة.
الا توجد دراسات مشتركة وتنسيق معين بينكم وبين التنمية العقارية لتجاوز هذا الامر؟
قد يكون غياب التنسيق سبب وتلافيه وارد في قادم الايام ويمكن ان توجه سؤالك هذا للصندوق ايضا ولكم اود ان اقول ان الصندوق لم يتوقف عن تقديم قروضه للمواطنين صحيح لم يعد كما كان منذ خمسة عشر عاما لكنه مازال يقدم قروضه للمستحقين.
كيف ترى قرار اعادة النظر في الاستراحات وهل سيشمل المدن الاخرى في منطقة الرياض؟
القرار يخص امانة مدينة الرياض ونحن نستفيد مما تقوم به الامانة في هذا الخصوص وهو تنظيم واي تنظيم خاضع للتجربة ولكن بلاشك القرار هدفه تحسين صورة الاستراحات والمحافظة على الاستفادة منها بشكل سليم والبعد عن اي اشكالات يمكن ان تقع والاستراحة بمفهومها الاجتماعي هي مكان يفترض ان يكون متنفسا لمالكه وليس بالضرورة ان تكون منتشرة بهذا الشكل الكثيف ويجب الا يتم التوسع في بنائها فالاستراحات مقرة بقرار معالي وزير الشئون البلدية والقروية بحيث تكون مساحة الاستراحة في حدود العشرة الآف متر مربع وتكون منشأة في مخططات منظمة لها مواقع خدمات مع تنظيم تخطيطي جيد ولكن ما يحصل عكس ذلك ونرجو ان تؤدي التنظيمات الجديدة الى تحسن الاوضاع وفيما يخص منطقة الرياض فقد بدأت تكثر الاستراحات في مدنها الكبرى وبدأ اصحاب المزارع بتحويلها الى استراحات وتقسيمها وبيعها وهذا مؤسف للغاية وأمر جدير بالمراجعة والتنظيم وكما قلته سنستفيد من تنظيمات امانة مدينة الرياض اذا اثبت النجاح برغم اننا ندرس ونتابع الان وضع الاستراحات في مدينة الخرج.
سعادة المهندس ما هو التقييم الخاضع له رئيس البلدية؟ وفي المقابل كيف تتم محاسبة المقصرين منهم؟!
* هناك لجنة في وزارة الشئون البلدية والقروية مشكلة بقرار معالي الوزير لمتابعة أداء رؤساء البلديات وهناك لجان تقوم بجولات للوقوف على نشاط البلديات بشكل عام وهناك استمارات موزعة على عدة حقول تفعيل الجهود الذاتية او الاستفادة من الايرادات او سرعة الانجاز في المشاريع او تفعيل الانظمة او خدمات البلدية المختلفة كلها تقيم وتوضع محصلة يقيم منها رئيس البلدية والحقيقة رؤساء البلديات مسؤوليتهم كبيرة وواسعة ويبذلون جهودا ملموسة ويجب الا تلقي كل اللوم على رئيس البلدية الذي هو جزء من مجموعة تتكون من العاملين معه والمشرفين عليه وانا لا ابحث عن اعذار في بعض جوانب القصور ولكنه يعطي مؤشرا الى انه لا يعني ان احكم على نشاط رئيس بلدية من جانب قصور معين هناك مجموعة عناصر مختلفة تعطي مؤشرا على نشاط رئيس البلدية.
والمقصرون كيف تتم محاسبتهم؟!
هو نظام في كل عمل: من اخطأ يحاسب والوظيفة هي عقد بين صاحب العمل وبين من يقوم به واذا اخطأ من يقوم بالعمل يفترض ان يحاسب!!
ما هو ردكم على من يقول بان قطاع البلديات هو القطاع الاكثر ممارسة للتلاعب؟!
* ياعزيزي الذي لا يعمل لا يخطىء ثم يجب الا نلقي الاتهامات دون ان نقدم اثباتات إلقاء الكلام بشكل عام سهل وعندما تردنا شكوى او ملاحظة ونتحقق منها لانجد شيئا ولا أنفي انه ليس لدينا اخطاء ولكنها اخطاء اجتهادية ما وراءها الا كل خير, ويجب ان نغير من نظرتنا كمجتمع عندما نلقي باللوم كله على اي خطأ ونترك ما انجز من عمل ثم اريد ان اقول لك شيئا ان اي شخص له مصلحة معينة سعى لها ولم تتحقق فثق انه سيقلب الامور ويضعها في غير مكانها الصحيح.
نظام توزيع اراضي المنح على المواطنين اليس من نظام بديل يصون الحقوق اكثر بدلا من شختك بختك ؟!
* نظام توزيع اراضي المنح يتم بالقرعة وهو يوضع للمستحقين في سنة واحدة او سنتين حسب حجم الاراضي المتاحة في ذلك الوقت وتعلن البلدية اسماء المستحقين قبل التوزيع بوقت كاف ثم تتم عملية السحب في مقر البلدية حسب المخطط الموضوع والتي تكون فيه المساحات متساوية في الغالب ومن يتذمر يريد ان يكون موقع ارضه على شوارع فسيحة او على ساحة او حديقة لكن القرعة هي ميزان عدل للجميع وليس من فكرة لتغيير هذا النظام.
لا تزال آليات ومعدات كثير من بلديات المنطقة على العهد القديم لم تتغير برأيك كيف تتم معالجة ذلك؟
المعدات والآلات هي سلاح البلديات تجديدها وصيانتها يتم حسب ما يتوفر من اعتمادات مالية ويكون عمرها الزمني طويلا وتؤدي عملها بكفاءة اذا كانت هناك صيانة جيدة لها واستعمال مقنن.
ولاشك ان هناك قصورا في الجوانب التقنية في معدات بعض البلديات لعدم توفر العامل المهني المتمكن الذي يساعد على بقاء الآلة دون ان يصيب الضعف اداءها وبعض البلديات على العكس قامت بانشاء مراكز صيانة استقطبت فيها العمال الفنيين المهرة.
وهناك الاحلال وهي عملية مستمرة حتى في وقت انخفاض الامكانيات حيث كان هناك استثناء لبعض المعدات وتأمينها وايضا الاعارات بين البلديات مستمرة في جانب المعدات والآلات بحيث تعير بلدية معداتها لبلدية اخرى معداتها لا تفي بالغرض.
ثم هناك ايضا فرق الطوارىء التي انشئت مؤخرا تحت اشراف المديرية بحيث تساعد البلديات التي يوجد لديها نقص في المعدات في حال عدم وجود سيولة.
الجميع يعلم ان قطاع البلديات يعمل به عدد كبير من العاملين الاجانب في وظائف حان شغلها بشباب الوطن, ماذا عملتم في هذا الشأن لتحقيق مطلب السعودة؟!
بدون شك فان السعودة مطلب وطني على كافة المستويات والبلديات تسير مع هذا التوجه لكن اظن ان البلديات لازالت بحاجة للعمالة غير السعودية بشكل كبير بسبب ان اهم عمالة تحتاجها في البلديات هي عمالة النظافة والتي اعتقد انه من الصعب ان تسعود قطاع النظافة في الوقت الحالي.
عفوا,, سعادة المهندس انا لا اقصد ان يتم احلال عمال النظافة الاجانب في البلديات بالشباب السعودي؟!
* هناك مهن في البلديات اسعد كثيرا بشغلها لشباب سعودي وارحب بهم على الدوام مثل مشرف على عمال النظافة او المهن الزراعية والميكانيكية و في شبكات المياه ولكن بكل اسف ان الشباب السعوديين العاملين في تلك المهن قليل بسبب ان كثيرا ممن يتقدم للعمل في تلك المهن التي نحن في حاجة الى شاغلها يكون مطلبه ان يكون موظفا مكتبيا لاعلاقة له بالعمل الميداني.
ومازلنا في الحقيقة بحاجة لمخرجات التعليم من التخصصات الفنية المهنية المدربة تدريبا عاليا.
في اغلب مدن منطقة الرياض تركت بلدياتها توفير خدمة المياه لمتعهدين وخف قليلا ذلك الصداع المزمن, لماذا لا يعطى شأن النظافة لمتعهدين ايضا وتتفرغ البلديات لشئونها الاخرى؟
ما دامت جهود بلديات منطقة الرياض تتم بشكل صحيح فليس هناك حاجة لتسليم قطاع النظافة لمتعهدين على الرغم انه في المنطقة هناك بعض القرى المتفرقة تم تسليم قطاع النظافة فيها لمتعهدين لعدم كفاية المعدات! مثل الارطاوية وبعض القرى البعيدة, ومن الممكن ان ينظر في تسليم قطاع النظافة لمتعهدين في المستقبل اذا كبرت رقعة مدن مثل الخرج او وادي الدواسر او الزلفي او المجمعة او شقراء او القويعية او الدوادمي او عفيف.
على الرغم من وجود ست وثلاثين بلدية ومجمع قروي تخدم عددا كبيرا من مدن وقرى وهجر منطقة الرياض الا انها لا تزال بطيئة التطوير لماذا يحدث هذا بنظرك؟!
هي ليست بطيئة كما ذكرت ولكنها قد لا توازي نمو المدن الرئيسية بسبب قلة الكوادر الفنية الوطنية واستمراريتنا في الاعتماد على اخواننا غير السعوديين في الوظائف الفنية المساعدة او الهندسية وكذلك عدد العمالة في البلديات غير كاف وحجم المعدات مازال بعيدا عن المأمول في تغطية حاجة الخدمات الفعلية ووزارة الشئون البلدية والقروية تقوم بدراسات لتطوير الاداء وتضع دورات لتطوير اسلوب اداء البلديات وقامت مؤخرا بعمل دليل اجراءات ممتاز يتعلق بالخدمات البلدية بشكل عام وكذلك التراخيص والحقيقة الأفكار كثيرة والدراسات تعطي مؤشرا للتفاؤل مع ما يبذل من جهود لكن هناك قصور ونقص كبير في الكوادر نرجو ان يكون هناك تنسيق من جهتنا ومن جهة وزارتي الخدمة المدنية والمالية والاقتصاد الوطني للوصول الى تحقيق الافضل وتحسين كوادر بلديات منطقة الرياض الفنية كي تتطور بشكل اسرع مما هي عليه الان.
لا تزال بعض قرى منطقة الرياض تصنف بالنائية لعدم توفر بلدية او مجمع قروي بها برأيك ماالذي أعاق ذلك؟!
صحيح ان هناك قرى في المنطقة لم تنعم بخدمات بلدية ولكن نسبتها قليلة جدا وهناك محاولات جادة لتجاوز ذلك.
ومشكلة منطقة الرياض تكمن في نشوء قرى وهجر بشكل عشوائي وتكونت في الاساس بالقرب من مورد مائي او على ضفاف مزرعة تأخذ شكل الحاضرة او الكتلة العمرانية كما نسميها فتأتي البلدية وتنشىء لجانا محلية وتبدأ في تنظيم مخططات لهذه القرى والهجر وتختار قرية معينة ويعمل لها مخطط تنظيمي بسبب توفر اساسيات المخطط فيها من وجود مقومات الحياة الاساسية مثل توفر المياه وتوفر العدد السكاني الكافي وبداية وجود بعض الخدمات الحكومية من صحة او تعليم او نشاط تجاري وغيرها من عناصر الجذب الاخرى ويكون هذا المخطط عاما بحيث تستفيد منه القرى والهجر المحيطة بتلك القرية المختارة لتنشئة تنمية عمرانية تسمى بمراكز النمو العمراني.
فتحدث بعض الحالات الاجتماعية من تمسك بالمكان وغيره تعيق تنفيذ ذلك المخطط ويبقى الجمع في مكان ناءٍ والبلديات تحاول دائما ألا تقوم بجهد مهلهل لافائدة منه اذا رأت ان الجميع لا يقبل بفكرة المخطط العام.
كيف ترى مستقبل منطقة الرياض من حيث حركة العمران وتزايد نمو السكان في مدنها الكبيرة والمتوسطة؟!
الاستراتيجية العمرانية والتي في طريقها للاقرار بعد مناقشتها في مجلس الشورى لكافة مناطق المملكة بما فيها منطقة الرياض وضعت محاور للتنمية ستساعد سكان المناطق للبقاء فيها على سبيل المثال لدينا محور منطقة الرياض الشمالي الذي يشمل سدير ثم اقرارها الان كمنطقة صناعية ضخمة مسلمة لوزارة الصناعة وستنفذ بعد ان وضع لها المخطط العام وهذا يؤدي انه بعد ان يأتي اصحاب المصانع لاقامتها الى خلق فرص عمل في منطقة سدير ونواة لانشاء كلية تقنية وبالتالي فان ابناء المنطقة اذا أكملوا التعليم الثانوي يتجهون للكلية ليعملوا بعد التخرج في احد المصانع بها هناك ايضا محور منطقة الرياض الجنوبي يحتوي على مناطق زراعية كوادي الدواسر من الممكن اقامة مصانع مرتبطة بالتنمية الزراعية هناك بالاضافة الى وجود مناطق نفطية فيها مثل الافلاج والحوطة, كذلك المحور الغربي قد يكون هناك فكرة لتطوير صناعي او تعليمي او صحي كل هذه نقاط تنمية وجذب تساعد على النمو العمراني وتساعد في التخفيف من تدفق مواطني المنطقة على الرياض العاصمة والتي تعاني من مشاكلها الخدمية والبيئية والامنية ايضا وذلك من جراء تزايد النمو السكاني فيها والتي يصل عددها الى حوالي اربعة ملايين نسمة.
اذاً لابد من تفعيل محاور التنمية وتطويرها وتوجيه التنمية للمناطق ومساعدة اهلها على البقاء فيها نعرف ان كثيرا من مدن العالم لم تقم الا على ضفاف جامعات او مدن طبية او صناعية او عسكرية وهناك امثلة شكلت نقاط جذب للمدن المتوسطة مثل كلية القيادة والاركان عندما انشئت في العيينة خلقت حيوية وفرص عمل والمصانع الحربية والقاعدة العسكرية التي انشئت في الخرج جعلت منها نقطة جذب واحب ان اشير الى ان مجلس منطقة الرياض ومنذ تكوينه وبتوجيه من صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز امير منطقة الرياض ورئيس مجلس المنطقة وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الامير سطام بن عبدالعزيزتم اعطاء جانب تنمية محاور منطقة الرياض حقه من البحث وتم تكوين لجان لزيارات المنطقة ومعرفة احتياجاتها وبدأنا في المجلس مناقشة موضوع تطوير مدن المنطقة وتحسين خدماتها والحرص على تنفيذ مشروعاتها لجذب اصحابها للبقاء فيها.