مخاطرها عادلت حوادث المرور جراحون بالمستشفيات يؤكدون : ارتفاع معدل حوادث الطراطيع |
تحقيق: شيخة العبد الهادي
بائعة طماعة وأنانية
في البداية لفت انتباهنا تزايد عدد الباعة المتجولين بهذه الألعاب في الأسواق فضلاً عمن يفترش الأرض عند المحلات التجارية الكبيرة عارضاً ما معه من بضاعة ممنوعة محاولاً قدر الامكان اجتذاب اكبر قدر من الزبائن، أم عبدلله كانت ممن يجلس بجانب أحد المحلات التجارية الكبيرة كما ان لديها مجموعة كبيرة من الأنواع المعروضة للبيع اقتربت منها وسألتها في هدوء عن انواع المعروض لديها فأخذت تعطيني اسماء جذابة فعلاً فهذه فراشة وتلك نحلة اما هذه فنافورة وذاك صاروخ وذا ثوم اما الاسعار فتبدأ من خمسة ريالات وحتى خمسة وعشرين والثلاثين ريالا، أما الانواع الملونة والنادرة فلا نقاش في الخمسين ريالا, سألت ام عبدالله بصدق فقلت لها ألا تخافين ان يصاب أحد الأطفال الذين اشتروها بسوء فينالك قسطاً وافرا من الدعوات القاسية في هذا الشهر الفضيل؟ فأجابتني بصدق أكبر: انظري الى يد أبني هذا فقد أساء استعمال هذه اللعبة ففقد أصبعه الصغيرة ونصف الاصبع الاخرى فألجمني جوابها هذا ثم شعرت بدوار عندما نادت ابنها الثاني الذي يقف في الزاوية الأخرى للمحل من الخارج ففوجئت بقولها أنظري اليه فوجدت في وجهه خطاً طويلاً مائلاً يبدأ من الذقن ويتجه نحو زاوية العين الخارجية، وكان قولها بان عينه نجت بقدرة قادر من قفزة الصاروخ, كان ذلك ما أصابني بالدوار فبادرتها أليس هذا وحده يجعلك تعقدين العزم على عدم شراء او بيع هذه الالعاب الخطرة؟ فقالت ببساطة وأنانية واضحة هذا مافعلته فعلا فقد حرمت على أولادي اقتناءها ولكني لم أحرم بيعها لأنه رزق حلال من كد اليمين,
وقفت انظر الى الاطفال وهم يتهافتون على شراء مالديها من ألعاب فسألت احدهم: أي انواع هذه الألعاب تفضل؟ فقال النحلة لأنها تدور وتدور ، ثم رمى حبة صغيرة من مجموعة اشتراها تحت قدمي وهرب وهو يضحك قائلاً لقد لسعتك النحلة والبائعة تضحك مني لأني اغظتها بكثرة الإسئلة فدعوت لها بالهداية وللصبي بالستر,
أعادت الطراطيع والأطفال يبكون
وأمام مركز تجاري آخر كانت خلوفيه تجلس تبيع مالديها وقد وزعت أبناءها وبناتها على بوابات المركز للحصول على تغطية كاملة سألتها عن أكثر الأنواع التي يقبل على شرائها الاطفال؟ فقالت الثوم هو الافضل لديهم لسهولة استعماله وقلة خطورته وهناك لعبة القرود وهذه الخيمة كما ان لدي أنواعا جديدة, تركتها وناديت طفلا اشترى منها قلت له من سيشعل لك هذه؟ فقال أنا وأصحابي طبعاً, فسألته ألا تخاف من ان تصيبك بأذى؟ فقال لقد تعودت عليها كما أني احسن استعمالها, ثم ماشأنك انت وش دخلك ثم تركني وانصرف فتوجهت الى سيدة أخرى اشترت لأبنائها بعض الأنواع التي اختاروها فقلت لها هل تأمنين أبناءك على استعمالها؟ فقالت ولم لا؟ فهم لايشعرون بطعم العيد بلا الشروخة ثم أني تعبت من الحديث معهم عن خطورتها ولكنهم لا يأبهون بكلامي ويصرون على شرائها واشعالها بأنفسهم كما يفعل ابناء الجيران فقلت لها كم تساوي سلامة ابنائك وعافيتهم؟ فقالت الشيء الكثير قلت لها اذن كيف تشترين الخطر والاعاقة والتشوه لهم وبنفسك, اتقي الله في اولادك فهم أمانة لديك واحميهم من شرورها قدر الامكان فلئن يبكوا قليلا من اجلها خير من ان يظلوا يعانون العمر كله من جراء اقتنائها وانت حين تشترينها لهم كأنك تعطينهم سكيناً حاداً يؤذون به انفسهم، بعد هذا الحديث أعادت السيدة ما اشترته وشكرتني رغم صراخ ابنائها وعادوا الى منزلهم بالسلامة والعافية أكبر غنيمة,
كيف أحرق وليد
إخوته في غرفتهم؟
في خطوة أخالها هي الفعالة في تخفيف ماقد يعانيه الاطفال من اصابات والتي هي شر لابد منه اخذت اتحدث الى الجارات في لقائنا عن خطورة ترك الاطفال يقومون بمفردهم باشعال هذه الألعاب فاستوقفتني ام وليد وقالت انا من السكان الجدد في هذه المنطقة ولم التق بكن إلا منذ ايام ثم قالت مستطردة: في العام الماضي وفي صيام اخر يوم من رمضان استيقظت من النوم في وقت الضحى انا وزوجي في افجع أيام حياتي فتفاجأت بالدخان يتسرب الى الغرفة وصراخ الخادمة وأولادي ورجال معهم خلف الباب فقفز زوجي نحو الباب في جنون وفتحه فإذا بالدخان يخرج كثيفاً من غرفة نوم الأولاد مع ألسنة النار وبدون شعور مني حاولت اقتحام الغرفة لاخراج طفلي الصغير البالغ تسعة أشهر فدفعني زوجي بقوة الى خارج المنزل والذي هو دور أرضي لان رجال الاطفاء وأبناء الجيران يحاولون انقاذه ليخرج به ابن الجيران بين يديه وقد اكلت النيران نصف جسده وغلت أمعاءه ففقدت وعيي ازاء هذا المنظر هاربة من ألم الحقيقة ومرارتها لاسقط على الارض بين أيدي الجارات أما السبب في هذا الحريق - الذي اودى بحياة رضيعي قبل ان يرى العيد لأول مرة في حياته فأصبحت اقلب ثياب عبدالعزيز التي اشتراها له خاله وهي لم تجد من يلبسها - السبب هو هذه الالعاب فقد اخذ اخوه البالغ من العمر 8 سنوات هذه الالعاب وحاول اشعالها في مكان لايراه فيه احد وقبل ان يشعر به أحد فاختبأ خلف الستارة بجانب سرير أخيه وحاول اشعالها بالولاعة التي احرقت بدورها الستارة ثم السرير ومن فيه والحمد لله نجا البقية حيث كانوا جميعاً في غرفة واحدة، بعد ان حاول وليد اطفاء النار من الستارة بفمه وبيديه هرب وترك الغرفة ثم استيقظت الخادمة على رائحة الدخان وحاولت انقاذ بقية الأولاد وما ان خرجت حتى كسر ابناء الجيران الباب وهموا لنجدتنا والله وحده الحافظ أما وليد الذي سمحت له انا بشراء واحدة فقط بسبب كثرة إلحاحه فقد اشترى في غفلة مني ولاعة من البقالة المجاورة دون أن اعلم واخفاها لانه يعلم اني لن اسمح له قبل يوم العيد باشعالها وتحت اشرافي وهو الان يعيش ازمة نفسية صعبة ويسأل عن عبدالعزيز ويلوم نفسه وقد انتقلنا الى هنا في محاولة للترفيه عن نفسه وتغيير الاجواء بعيداً عن احزان الماضي,
التقطت أم تركي طرف الحديث وقالت من المستحيل ان ينتظر الى العيد حتى يقضي على مامعه من مفرقعات خلال شهر رمضان ومن أول ليلة وأنا أسمح له بذلك لكي لا يفعل ذلك دون علمي ولقد حاولت أن اثنيه بشتى الوسائل عن شرائها ولكن دون جدوى فالقضيةتريد لها حلا يصرف الاطفال عن شرائها نهائياً أو التعامل بجدية أكبر مع الباعة لأنهم غالباً هم أكثر وعياً من الأطفال الذين لا يعلمون مصلحتهم ويصرون على اقتنائها واشعالها,
كيف نلوم الأطفال
ونحن نرى أفعال الكبار
وترى أم فيصل محمد الحبيل ان الآباء هذه الأيام أكثر حرصاً على شرائها من الأبناء فهم في الماضي يستقبلون رمضان والعيد باطلاق العيارات النارية في الهواء، وعندما منع استعمالها في الاحتفالات بحثوا عن وسيلة أخرى مشابهة وتؤدي الغرض نفسه في ادخال البهجة والسرور الى نفوسهم من خلال احداث ما يلفت النظر ويجذب الانتباه، وكما كانوا يتباهون باطلاق الأعيرة النارية ها هم يتباهون باطلاق الألعاب النارية وقد يكون ذلك الفعل ناتجا من خلل نفسي أو شعور بالنقص يحتاج الىالعلاج بدل التعويض هذا في حالة استعمال الكبار لها حيث نلحظ ان الناس الذين هم أقل تقديراً للأمور وبالتالي اقل وعياً هم الذين لا يبالون بأي شيء آخر مهما كانت مكانته لكي يحققوا ذاتهم من خلال لفت الانتباه واشعال هذه الموادالخطرة, أما بالنسبة للصغار فهذا تصرف طبيعي وعلى الآباء ان تكون نظرتهم أكثر اتضاحاً فلو أن أحدهم وجد طفلا يمسك بورقةنقدية من فئة مائة ريال ويشعل فيها النار ماذا سيفعل؟ فكيف بمن يحرق أمواله وجسده ؟؟ وفي حقيقة الأمر ان المسألة محتاجة الى التعامل بحزم مع الباعة من قبل الجهات المعنية,
ويحدثنا الجراح محسن سليم عن خطورة هذه المفرقعات فيقول كثيراً ما تستقبل المستشفيات في أيام العيد حالات خطرة تسببت المفرقعات فيها ونخضع هذه الحالات الى العديد من العمليات الجراحية والتجميلية وبعضها يمكن علاجها وبعضها لا يفعل لها الطب شيئاً غير الضمادات ومحاولات التعويض كالذي يفقد شيئا من أطرافه أوحواسه كالعين والأنف مثلاً,
كما أن حوادث المفرقعات في الاطفال بدأت نسبتها تنافس نسبة حوادث الأطفال المرورية ويقع العبء الأكبر في هذا النوع من الحوادث على كاهل ولي امر الطفل لان درهم وقاية خير من قنطار علاج كما ان عليه ان يبحث لابنه عن وسيلة ترفيهية أخرى تؤدي له نفس الغرض وهو اسعاده دون ان يلحق به ادنى ضرر ويمر العيد عليهم بسلام كما يجب على المسؤولين نشر التوعية بشكل اكبر وشتى الوسائل ويمكن ان تؤدي التوعية مفعولها بشكل اكبر عندما تكون التوعية من خلال المدارس او اقامة المحاضرات التوعوية، وهناك وسائل مختلفة كثيرة تؤدي غرض التوعية ولكن النقطة الفعالة تبدأ من المواطن نفسه عندما يدرك الخطر قبل فوات الآوان,
|
|
|