بعض العرب يسمون أبناءهم حسب مناسبات وعوارض وظروف تكون وقت أو يوم او فترة ولادتهم إلا انني لم اكتسب هذه الصفة ربما لأن والدي كان لايحبذ هذا الاتجاه ولايسمح ان تحيطه ظروف الزمن لتفرض عليه ايقاعها حتى في تسمية أنجاله، غير ان والدتي أجزل الله لها الثواب مازالت تذكر سويعات فجر ذلكم اليوم السعيد المبارك الذي أُعلن انه يوم عيد الفطر ويوم ولادة محدثكم حفظه الله وانتم من كل سوء واعاد عليه وعليكم مثل هذه الأيام في حب وسلام,.
وهي وان لم تقنع والدي بمسمى معين إلا انها كانت تحدثني بسرور عن تلك المصادفة التي جعلت عيدها مضاعفاً رغم كل مايخالجها ويعتريها من أثر كنت بعد الله سبباً فيه، فلا أدري فربما كنت مزعجاً لها وللأسرة في ذلك الفجر المبارك، وقد اكون قد غيرت مسار أشياء كثيرة كانت مرتبة لصالح العيد,, إلا أنني شديد التفاؤل كلما اتذكر حديثها حفظها الله بأنني لم اكن ذلكم الثقيل جداً والمنغص لفرح كان انتظاره وبهجة كانت منشودة بقدوم العيد, لكن تفاؤلي هذا صار يشوبه بعض الانقباض كلما تذكرت صديقي الذي حدثته وكلي حبور بأنني ولدت فجر يوم العيد من سنة لن اذكر لكم رقمها التاريخي لئلا أُزعجكم بالبحث تقويمياً عن أي سنة تكون هي، رغم معرفتي بان هذا لن يهمكم بقليل أو كثير ولكنه بلا شك فضول يستهوي البعض من بني البشر,, نعم أحبطني الصديق أياه بأن قال: أجل أذكر أننا في إحدى السنوات لم نتعيد ,ولحسن هذا التفاؤل والأمل بتضافعه كل عام فانني ولله الحمد لم تسجل ذاكرتي أنني تنغصت او تكدرت في يوم عيد ما بالعكس اذكر اشياء وذكريات جميلة حالمة وفقني الله لها مازلت أستطعم مذاقها في نفسي واسترجع صورها وصداها,, وان كان بعضها سلبياً إلا انه له مذاق خاص حين استذكره واتندر به بين الآخرين وهذا ان كان مكروراً فان له نكهته المميزة في وقته ومناسبته، ولأورد لكم مثلاً بسيطاً لا إطالة فيه فقد يكون مر على كثير غيري فيكون الاختصار والايجاز هو الأنسب، فمن ذلك انني قد اخترت للعيد ثوباً بلون بعين وخطوط وتفصيل مغاير لأبزّ به أمام أخي ولأفاجئه به وهذه من منافسات ومشاغبات المراهقة إلا ان حظ أخي قتل كبدي فحينما استلمنا الأثواب الجديدة من محل الخياطة اكتشفنا ان المعلم ناجي قد خلط بين الأسمين فأبدل المقاسين عكس الاسمين، فنال أخي الثوب المفترض ان يكون مميزاً وكان نصيبي ثوبه التقليدي فكان فجراً ضاحكاً آخر وذكرى رددناها أمس ورويتها لكم اليوم، وكل عام وانتم بخير.
علي الخزيم