Monday 10th January, 2000 G No. 9965جريدة الجزيرة الأثنين 4 ,شوال 1420 العدد 9965



البوارح
الفيصل وعمق التجربة

لا يوجد قارئ على امتداد الوطن العربي لا يعرف مجلة الفيصل التي تصدر عن دار الفيصل الثقافية التابعة لمؤسسة الملك فيصل الخيرية، فعلى مدار سنوات صدورها البالغة ثلاثة وعشرين عاماً منذ عام 1397ه/ 1977م إلى وقتنا الراهن حافظت على موقعها المتميز بين المجلات العربية كمجلة ثقافية تعنى بفكر القارئ العربي وترقى بمستواه مستندة على ركائز من العمل الصحفي والعلمي والثقافي الجيد، حتى غدت من أهم المقتنيات المعرفية المكتبية لكثير من القراء الحريصين على الاحتفاظ بكل عدد يصدر منها.
والمتابع لمجلة الفيصل يلحظ بقوة ذلك التغير الذي طرأ على تبويبها وموضوعاتها وحتى طريقة اخراجها حيث ظهرت لنا بحلة جديدة مختلفة عما عهدناها به في سابق عهدها، هذا منذ أن تولى رئاسة تحريرها الدكتور يحيى بن محمود بن جنيد، ومع سعادتي الغامرة بهذا التغيير والذي لا ينقص من جهد السابقين بل هو مكمل له كان لي وقفة تأمل مع هذا التغيير، فالمجلة أصبحت تعتمد على تقديم المعلومة المفصلة الدقيقة في شكل تحقيقات أو موضوعات مستقلة أو قراءات وغيرها، وابراز مدن عربية واسلامية عن طريق الصورة والكلمة، مع التركيز على ابراز الارث الحضاري للمسلمين بين حين وآخر عن طريق موضوعات شتى.
ومن الطريف ان قراء المجلة انقسموا مع بداية هذا التغيير الى فريقين، فريق نافر معترض يشجب ويستنكر، والفريق الآخر مؤيد ومشجع ويشد على الأيدي، وهذا أمر طبيعي فكل تغيير يجد في بدايته عدم القبول والمقاومة من البعض، لكن الملفت للانتباه ذلكم القدر من الثقة بالنفس والشجاعة لدى رئيس تحرير الفيصل الذي اخذ ينشر تباعاً في باب رسائلكم رسائل الفريقين الغاضب الساخط والمادح الممتن، واذا كانت عبارات الثناء والاطراء تطرب أي شخص، فان الأخيرة لا تجد قبولاً من أحد إلا في النادر، فرسائل هذا الفريق كانت تحفل بكم من السخط المثير للاعصاب، وكنت أعجب كيف لا يهمل الدكتور جنيد هذه الرسالة ويكتفي بعبارات المديح، ومع الوقت ادركت بعد التجربة وعمق التفكير اذ أن رسائلكم تحولت الى تعبير عن الأسف في اظهار السخط منذ البدء واعترافاً باستعجال الحكم، وشداً على الأيادي في المضي بما اختطه القائمون على المجلة من أهداف وسبل,,
إن تجربة الفيصل الجديدة بكل ابعادها هي تجربة على مستوى العمل العلمي والاداري والصحفي والاكاديمي والمعرفي تستحق التأمل، فليس كل من يرغب في التطوير والتجديد يهاجم في بداياته، فمن المهم أن نعطي الآخرين الفرصة والوقت لينفذوا ما يطمحون إليه والزمن كفيل باثبات جدية طرحهم من سقمه.
د, دلال بنت مخلد الحربي

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

الفنيــة

الاقتصادية

عيد الجزيرة

متابعة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.