صمت العصافير المستقبل الغائب ناهد سعيد باشطح |
زقزقة:
الظلمات تحجب الحدث المستقبلي .
حكمة يونانية
مع بداية عام (2000) حفلت الصحف بتوقعات وتأملات للقرن (21)، منها توقعات على مستوى محلي وأخرى على مستوى عالمي.
والفكرة في حد ذاتها تحمل شيئا كبيرا من الفلسفة,, أن تتوقع القادم الذي سيشهد آخر شبابك!!
من جهة أخرى لم يهتم أحد بسؤال الأطفال عن توقعاتهم وهم الأكثر تأكيداً بإذن الله لمعايشة أحداث القرن الحالي.
مائة عام قادمة,, قرن من الزمان علمه عند علَّام الغيوب، لكنه بالتأكيد عام من التغير حسب سياسة عدم الثبات لأحداث وكينونة العالم في كل مكان.
كيف سيعيش أطفال اليوم هذا القرن؟
وهل سيستطيع الطفل العربي أن يتلاءم مع أحداث قرن ابتدأ أوله بثورة المعلومات وانفتاح العالم على شبكة الإنترنت؟
وكيف هو مستقبل الأطفال الذين لم يولدوا بعد؟ والذين سيعيشون أحداثه؟
أما الشباب فهذا وقتهم,, زمن مستقطع,, سنوات عدة يعيشها الشباب أعضاء في القرن الحالي,, هامشيون أو فاعلون، ليس حسب معطيات القرن، بل حسب معطيات ذواتهم وإحساسهم بالحياة من حولهم وبالمسؤولية تجاه المجتمع.
ومهما اختلفت توقعاتنا كأفراد ومجتمعات تجاه الزمن القادم فالثابت هو عدم الثبات بمعنى أن السمة الثابتة هي التغير والمائة عام القادمة بما سيحفل بها من اختراعات وتغييرات ومستجدات ستختلف عن كل القرون السابقة, وهذا في رأيي هو التوقع الصحيح إذ إنه لا يمكن لنا أن نتوقع ازدهارا أو تطورا في عالم المعلومات بسبب الاهتمام الكبير بتقنية هذا المجال.
ولعل حادثة الصفرين الشهيرة بما حملت من تهويل إعلامي كفيلة كاستشهاد على صعوبة التوقع بناء على المعطيات المتغيرة.
|
|
|