أهلا ياصاحبي ذيب وما هي آخر أخبارك وأحدث عجائبك؟
فقال ذيب: هل سمعت بآخر صيحة والتي تعتبر أحدث صرعة في المجال الأكاديمي؟
فقلت له: وهل هي عن كثرة الاعارات والاستشارات الوهمية لأعضاء هيئة التدريس لكل الجهات حتى للبقالات بكل أسف؟
فقال ذيب: لا فهذه الصرعة لا يمكنك ان تتخيلها على الاطلاق!!
فقلت له: وهل هي تتعلق باغلاق المساكن الجامعية أمام الطلاب وجعلهم تأئهين بين مختلف الهموم؟!
فقال ذيب: لا فهذه الصرعة أشد وأفظع وهي تتعلق بقسم المناهج وطرق التدريس في كلية التربية بإحدى جامعاتنا السعودية والذين يطالبون طلاب الدراسات العليا بشرط غريب وعجيب الا وهو تجاوزهم اختبار التوفل وهو اختبار قياس اللغة الانجليزية والذي تطالب به الجامعات الامريكية!!
فسألته قائلا: هل برنامج الدراسات العليا في هذا القسم يدرس باللغة الانجليزية؟
فقال ذيب: فإن كان كذلك فتلك مصيبة فهل يعقل ان يقدم برنامج دراسات عليا في قسم المناهج باللغة الانجليزية في جامعة عربية في بلد عربي!!
فقلت له: إذاً فالبرنامج باللغة العربية ولكنهم يحاولون التقليد ووضع بعض المتطلبات العالمية الصنعة حتى يقال ان برنامجهم ذو مواصفات عالمية وعلى مستوى عال.
فقال ذيب: وهذه الصرعة التي اقصدها وهي ان قسم المناهج هذا يطالب طلاب الدراسات العليا من بين شروط القبول اجتياز التوفل مع ان البرنامج باللغة العربية، ولهذا فأمرهم عجيب وغريب في نفس الوقت ومن هنا فانني اعتبر هذه صرعة القرن الجديد واقترح على الجامعة التابع لها هذا القسم ان توصي وزارة المعارف والرئاسة العامة لتعليم البنات بأن يضعوا شرط الحصول على التوفل من بين الشروط الواجب توفرها في المعلم!!
فقلت له: أتمزح ياصاحبي؟! وهل هناك أي شروط يجب توفرها في المعلم لدينا؟ فيكفي ان يكون لدى المتقدم شهادة جامعية في أي تخصص حتى ولو بتقدير مقبول ليتم تعيينه بوظيفة معلم!! ولكنني اقترح في المقابل ان يوضع بدلا من اقتراحك هذا اختبار في الإملاء والتعبير بلغتنا العربية فقط!!
فقال ذيب: لو وضع اختبار في الاملاء والتعبير فسوف يرسب أكثر من 50% من المتقدمين للعمل كمعلمين!!
فقلت له: وهل سمعت ياصاحبي بالطريقة الحديثة لتدليك الجلود والعروق البشرية والتي لا يستفيد منها إلا قاطنو مدينة الرياض؟!!
فقال ذيب: اصدقك القول بانني لم استفد من هذه الطريقة الحديثة مع انني من قاطني العاصمة الرياض,, وهل هي بالابر السعودية بدلا من الابر الصينية؟
فقلت له: ما دام أنك من قاطني الرياض فأنت ممن يستفيد من هذا التدليك المجاني ولكنك لا تشعر بذلك لتعودك عليه!!
فقال ذيب: ياأخي اصدقك القول بأنني لم اجرب هذا التدليك على الاطلاق في حياتي كلها فكيف اجربه من دون ان اشعر به؟
فقال له: جميع سكان العاصمة تستقبل أجسادهم البعوض الذي يلدغهم في كل موقع وفي كل الأوقات في المنام والقيام ولهذا فهي تؤدي دور المدلك للجلود والعروق بل وتنشط الدورة الدموية كذلك بفضل الأمصال النافعة من بين شفائف هذا البعوض الناعم اللمسة.
فقال ذيب: وهل تسمي هذا الانتشار الغريب للبعوض في العاصمة بالتدليك والمساج؟
فقلت له: وهذا تفسيري الوحيد لترك البعوض يصول ويجول وبالاضافة لعدم مكافحته لكي يتكاثر وذلك من خلال تركهم للمستنقعات المائية في كل مكان!!
فقال ذيب: اذاً ففي موسم الأمطار سيكون التدليك والمساج في اعلى درجاته لهذا أدعوك ياصاحبي لزيارتنا في الرياض للاستمتاع بهذا المساج المجاني!!
فقلت له: تمنيت ان استطيع قضاء أيام العيد في وطني العزيز وبين الأهل والأقارب ولكنني تخوفت من موسم الأمطار لديكم وامضاء اجازتي في نفق 13 الشهير او يخرج علينا نفق آخر!!
فقال ذيب: لا تخف ياصاحبي فقد سمعت ان مشكلة نفق 13 قد حلت حلا نهائيا وليس كما قيل في الأعوام السابقة.
فقلت له: اعتقد بأن الحل مازال من بين الحلول المؤقتة وبالمناسبة هل صحيح ان الكباري التي تعتبر مؤقتة منذ سنة السبلة في شارع العصارات مازالت كما هي مؤقتة الى تاريخه؟!
فقال ذيب: نعم ياصاحبي فهي مؤقتة الى ان تلد الأمة ربتها او الى ان يحدث خلل او حادث فيتذكروا أنها كانت مؤقتة!!
فقلت له: وهل سبق ان زرت قصر المفتاحة واطلعت على مشروع تسلق الجبال في منطقة عسير في أعالي قمم جبل ابو خيال المطل على مدينة ابها البهية والذي يعتبر جزءا من برامج تنشيط السياحة في منطقة عسير الذي يشرف عليها بفعالية ويدعمها بكل قوة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير؟ فقال ذيب: فقد سمعت بالكثير من المشروعات المتميزة لمنطقة عسير.
فقال له: سعدت في صيف العام الماضي بمشاهدة عدد من الأفكار الرائعة وذات المستوى العالي كمثل مشروع تسلق الجبال واتمنى من كل المناطق الاستفادة من خبرات وتجارب السياحة في منطقة عسير وان نبدأ من حيث انتهى منه الآخرون في المناطق الأخرى.
فقال ذيب: فقد ذكرتني بما شاهدته في الصيف الماضي خلال زيارتي للساحل الشرقي على شاطىء نصف القمر فقد عايشت الاهمال للشاطىء بشكل مؤثر حيث المظلات مهملة والمياه معدومة والأوساخ متناثرة ودورات المياه حدث ولا حرج! فحزنت لذلك حزنا شديدا لأنني تذكرت رحلاتنا البحرية مع بعضنا البعض ايام زمان, فهل تتذكر ذلك ياصاحبي؟!
فقلت له: هذا صحيح فقد كان الاهتمام في السابق رغم بساطته أفضل من الوضع الحالي حيث تتخوف حاليا من الجلوس تحت هذه المظلات لأنها اصبحت مساكن لمخلتف أنواع الحشرات والقوارض!!
فقال ذيب: لهذا نأمل الاهتمام بشاطىء نصف القمر وإعادة ترميم المظلات القديمة وزيادة العناية بالمياه المخصصة للزائرين بجوار المظلات وكذلك دورات المياه.
فقلت له: كم اتمنى لو تم تسليم الشاطىء للقطاع الخاص على ان تلزم الشركات المكلفة بالعناية بهذا الشاطىء وغيره بتوفير الخدمات الضرورية ولهم الحق في ان يتقاضوا من الزائرين رسوما رمزية نظير تلك الخدمات بدلا من هذا الاهمال.
فقال ذيب: وربما استطيع ان أجد عملا لدى احدى هذه الشركات, فقلت له: الله يرحم حالك ياصاحبي فهل لديك فيزة قابلة للتحويل؟!
فقال ذيب: وهل لا بد من ذلك فأنا مواطن؟ فقلت له: إذاً عليك ان تترحم على نفسك ولا بد أن يبقى الأمل لنبقى معه والله من وراء القصد وهو الهادي سواء السبيل.
عبدالله بن ابراهيم المطرودي
واشنطن