فيما احتفل المسلمون في عموم الجزر البريطانية بعيد الفطر المساجد والمدارس والمراكز الثقافية التي وفرتها المملكة في بريطانيا خدمت مليوني مسلم فيها |
* لندن واس
احتفل امس المسلمون في المملكة المتحدة الذين يزيد عددهم عن مليوني نسمة بأول ايام عيد الفطر المبارك بعد ان ادوا فريضة الصيام شاكرين الله جلت قدرته على ما انعم عليهم من نعمة الاسلام ومكنهم من صيام رمضان.
وما ان اعلن مجلس علماء المساجد في المملكة المتحدة ان يوم الجمعة هو المتمم لشهر رمضان اليوم وان يوم السبت 8 يناير 2000 هو اول ايام عيد الفطر المبارك نشط المسلمون باختلاف مشارب اصولهم منذ ليلة امس بتوزيع الهدايا على اقاربهم وذويهم لتكون في متناول الاطفال صبيحة العيد السعيد.
ووفقا للاحصائيات غير الرسمية يبلغ عدد المسلمين في الجزر البريطانية حوالي مليونين ونصف المليون نسمة ينحدر معظمهم من اصول آسيوية خاصة ابناء العمال الذين دخلوا اوروبا بعقود عمل مختلفة في بداية القرن الماضي أو ابناء الطلبة المسلمين الذين اختاروا البقاء في بريطانيا بعد استكمال دراستهم لعروض مغرية ومن ثم الزواج من بريطانيات وابناء الشباب المسلم الذي دخل البلاد بهدف السياحة وطاب لهم المقام وابناء اللاجئين السياسيين اضافة الى اهل البلاد الاصليين الذين هداهم الله الى سماحة الاسلام وهم كثر.
ولا يعرف عدد الذين اسلموا من البريطانيين في الاقاليم الاربعة من المملكة المتحدة لكنهم في تزايد مستمر ولا يقل عدد الذين يدخلون الدين الحنيف عن مائة شخص شهريا حسب التقديرات المتواضعة.
واستقبلت المساجد المنتشرة في ارجاء بريطانيا التي يربو عددها عن 700 مسجد افواجا كثيرة من جموع المصلين لتأدية صلاة العيد صباح أمس اقتداء بسنة سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم.
ودرج المسلمون في بريطانيا على اداء صلاة العيد في الخلاء او الحدائق العامة لكن وقوع العيد في موسم الشتاء الماطر الشديد البرودة هذا العام حال دون تحقيق الرغبة وتم الاستعاضة عن ذلك بالصلاة داخل المساجد.
وحددت بعض المساجد فترات مختلفة لاداء صلاة العيد تبدأ من الساعة الثامنة بعد طلوع الشمس وحتى الساعة ال 11 قبل الظهر على اساس ان يكون هناك صلاة عيد كل ساعة.
واقامت المساجد التي توجد في المناطق التي تكثر فيها العائلات المسلمة حفلات ترفيهية للاطفال ولقاءات للكبار يتخللها مسابقات علمية وادبية يحصل الفائز على جوائز رمزية.
وفي فترة الاربعينات من القرن الماضي تزايد عدد المسلمين في هذه البلاد وتبعا لذلك تزايد عدد المساجد والمدارس التي انفق عليها بالجهود الذاتية للصلاة ولتعليم ابناء المسلمين امور دينهم ودنياهم خاصة ابناء الجالية اليمنية والصومالية والهندية والباكستانية والبنغالية التي اول ما حلت في هذه البلاد.
وساهمت المملكة العربية السعودية بجهود مخلصة لاقامة العديد من المساجد والمدارس ولعل من ابرزها المركز الثقافي الاسلامي ومسجد لندن ومسجد ادنبرة ومساجد ومراكز اسلامية اخرى.
وتعود اول الاحتكاكات بين السكان البريطانيين والاسلام الى اوقات الحروب الصليبية وكثير منهم نقلوا التسامح الذي لمسوه من المسلمين خاصة حادثة مرض القائد الانكليزي ريتشارد قلب الاسد وقيام صلاح الدين الايوبي بارسال طبيبه الخاص لعلاج غريمه.
وتشير سجلات تاريخية موجودة في المتحف البريطاني ان العملات التي صكت في بريطانيا في الفترة من عام 757 الى عام 796 كانت تحمل عبارة لا إله إلا الله وحده لا شريك له.
وتركزت معظم خطب العيد في المساجد البريطانية على ما يضيفه العيد من انس وبهجة وراحة في نفوس المسلمين اضافة الى تجديد اواصر الود بين الاصدقاء والتراحم بين الاقرباء والتعاون بين الناس جميعا.
وقال امام مسجد المنتدى الاسلامي في منطقة بارسنز غرين في جنوب لندن الشيخ منصور الاحمد ان المغزى الاجتماعي من العيد هو تذكير المجتمع بحق الضعفاء والعاجزين حتى تشمل الفرحة بالعيد كل بيت وتعم النعمة كل اسرة.
واضاف ان المغزى الانساني من العيد هو ان يشرك اعدادا لا حصر لها من ابناء الشرق والغرب بالفرح والسرور في وقت واحد,, كما ان العيد يعمل على تقوية الروابط الفكرية والروحية التي يجمع بها الدين الاسلامي بين ابنائه من مختلف اللغات والاقوام.
ودعا الى مناصرة اخواننا في الشيشان وفلسطين وكشمير وطالب بعدم نسيان فلسطين التي تضم المسجد الاقصى المبارك.
وطالب جموع المصلين الى التعاون والمؤازرة وتقديم الصدقات الى البيوت الفقيرة والعائلات المستورة حتى تعم الفرحة جميع البيوت الاسلامية.
ودعا امام مسجد سلاو في منطقة باركشاير غرب لندن البرفسور عبدالعالي عبدالحميد في خطبة العيد المسلمين الى التراحم والتضامن والوحدة.
وقال ان المشكلات التي يعاني منها العالم الاسلامي هي ناتجة عن الفرقة والتشرذم.
واوضح ان العيد يوفر فرصة طيبة لتقارب القلوب وتجديد الصلات بين الناس لتأكيد التعاون والالفة والمحبة ومساندة المسلمين بعضهم بعضا.
ودعا في ختام خطبته المسلمين الى العودة الى الاسلام بالتوبة النصوح وتجديد العهد مع الله جلت قدرته.
وتركزت خطبة نائب رئيس المركز الثقافي الاسلامي الدكتور انس ابو شادي على الوضع الذي سيكون عليه المسلمون في الالفية الثالثة التي حلت على العالم في الاسبوع الماضي وقال ان القرن الماضي لم يكن في صالح المسلمين حيث حدثت فيه احداث ضخمة كثيرة من الاحتلال العسكري الى الاحتلال الالكتروني (شبكة المعلومات الالكترونية الدولية المعروفة باسم الانترنت).
واوضح ان صحوة اسلامية بدأت في الثلث الاخير من القرن الماضي وهي تبشر بالخير كي يقوم المسلمون في استعادة امجادهم التليدة.
وتوقع ان تشهد الالفية الجديدة صحوة اسلامية وتجاوز الاخطاء التي حدثت داعيا كافة المسلمين للوحدة والتضامن على كافة الاصعدة مع بعضهم البعض.
ودعا رئيس مسجد التوحيد في شمال لندن الدكتور صهيب حسن المسلمين لمناصرة اخوانهم الشيشان ورفع الظلم الواقع عليهم مستنكرا السكوت الدولي على هذه المأساة الانسانية التي كان من ضحاياها الرئيسيين النساء والاطفال والشيوخ والناس العزل.
واكد عدالة قضية الشعب الكشميري الذي طالب باستقلال بلاده داعيا المسلمين للوحدة والتضامن لتحقيق ما يصبون اليه من عز ومنعة.
وقال انه يجب ان نستشعر دائما بركات ودروس رمضان طيلة العام منوها بالوحدة الاسلامية التي تحققت في بريطانية عندما صام جميع المسلمين هنا مع بعضهم البعض بعد ان اتفقوا على تاريخ بدء شهر الصوم المبارك.
|
|
|