تستأنف اليوم الأحد المفاوضات السورية/ الاسرائيلية في شيبردزتاون بولاية فرجينيا الامريكية، وذلك بعد توقف مؤقت بسبب عطلة السبت اليهودية التي بدأت مساء الجمعة وانتهت مساء امس السبت.
وستشكل المقترحات الامريكية التي عرضت على الجانبين محور جولة مفاوضات اليوم التي لم يحدد الراعي الامريكي أو أيٍّ من طرفيها السوري والاسرائيلي مدى زمنياً للتوصل بها الى نتائج او توقفها اذا فشلت.
وفيما يغادر رئيسا الجانبين وهما رئيس وزراء اسرائيل ايهود باراك وفاروق الشرع وزير خارجية سوريا، الولايات المتحدة بعد غدٍ الثلاثاء عائدين الى اسرائيل وسوريا، فإن اعضاء الوفدين سيبقون في واشنطن لمتابعة المفاوضات التي لم ينكر أيٌّ منهما صعوبتها.
وبهذه المناسبة، فإن من حق الرئيس الامريكي بيل كلينتون ومساعديه وعلى رأسهم وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت ان نعرب عن تقديرنا لجهودهم المضنية والمتواصلة بكثافة من أجل توفير قوة دفع للمفاوضات.
وأيضاً من اجل ان يصل السوريون والاسرائيليون الى اتفاق سلام مهما كان ثمنه باهظاً على اسرائيل على حد تعبير باراك وكلينتون نفسه .
ومن الواضح انه لولا التدخل الشخصي للرئيس كلينتون الذي استنجدت به وزيرة خارجيته اولبرايت يوم الخميس الماضي للحضور الى شيبردزتاون لإنقاذ المفاوضات، لتوقفت هذه المفاوضات او انتهت بالفشل، وقد لاحت بوادر هذا التوقف او هذا الفشل يوم الخميس نفسه عندما أعلن احد اعضاء الفريق الاسرائيلي المفاوض ان باراك سيعود الى اسرائيل قبل يوم السبت لأن اشغالاً كثيرة تتطلب عودته الى هناك ولكن تدخل الرئيس كلينتون ثم المقترحات الامريكية الجديدة التي حددت بوضوح للسوريين والاسرائيليين أبرز نقاط الخلافات بينهم ساعدا على بقاء باراك في شيبردزتاون وكذلك فاروق الشرع مما اعطى أملاً في استمرار المفاوضات، وأملاً أيضاً في نجاحها اذا ما تخلت اسرائيل عن نية الابتزاز التي وضحت مؤخراً وكشفتها صحيفة هآرتس اول امس واعطت رقم (65) مليار دولار امريكي كثمن اسرائيلي للسلام الذي يقتضيها الانسحاب من هضبة الجولان السورية بالكامل.
وتلك خليقة في الطبع اليهودي الذي يعتمد اسلوب المساومة لابتزاز الآخرين حتى لا يواجه اليهود الحقيقة المجردة التي تفرض عليه ان يفعل غير ما يريد.
وإسرائيل لا تريد ان تغادر الجولان بدون ثمن رغم أنها الدولة المعتدية، ورغم ان القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة لا يعطيان الدولة التي تعتدي وتحتل أرضاً لدولة اخرى بالقوة العسكرية اي حقوق أو امتيازات أو مطالب مشروعة مقابل الانسحاب من الاراضي المحتلة.
نخلص الى القول بأن الجهود الامريكية المكثفة من اجل انجاح المفاوضات لا تشكل اي ضغط غير مرغوب فيه على الوفد السوري، لأن سوريا صاحبة حق وتريد ان تستعيد هذا الحق,, وإنما تشكل الجهود الامريكية ضغوطاً على اسرائيل التي تريد الابتزاز مقابل القبول بما يفرضه عليها منطق الحق والعدل والقانون الدولي, الجهود الامريكية تحاصر اسرائيل في أضيق زوايا المواجهة بينها وبين السلام.
فإذا كانت اسرائيل تريد السلام حقاً، فلا مناص لها من القبول بثمن أو بدون ثمن، بالانسحاب الكامل من الجولان.
الجزيرة