Sunday 9th January, 2000 G No. 9964جريدة الجزيرة الأحد 3 ,شوال 1420 العدد 9964



زيارة الأمير عبدالله لإيطاليا أثمرت نتائج طيبة
الإيطاليون طلبوا مركزاً لمعرفة الجوانب التطبيقية في الشريعة الإسلامية فاستجاب الأمير سلطان لهم
مركز الملك عبدالعزيز للدراسات الإسلامية في جامعة بولونيا مركز للتعريف بتطبيقات الشريعة الإسلامية,, وهذا تميزه

المركز الإسلامي في روما
* هل يتفضل سموكم باعطائنا فكرة عن المركز الإسلامي في روما؟
كانت المملكة سباقة في تأسيس المركز الإسلامي بروما حيث تبنت المشروع وتكفلت بحوالي 70% من التكلفة الاجمالية له والتي فاقت الخمسين مليون دولار امريكي، ولدى تعييني سفيرا لخادم الحرمين الشريفين في ايطاليا كانت العلاقات بين المملكة وايطاليا في وضعها الطبيعي، إلا اني وجدت بأن المركز الإسلامي الذي قامت المملكة بتبني فكرته وانشائه لا يؤدي كل ما يطمح اليه كمسلمين، فأصبح علينا متابعة المركز والاستفادة بدرجة كبيرة لخدمة المسلمين والتعريف بالصورة الحقيقية للإسلام خاصة وان الدول الاوربية قد سادها في أواخر السبعينيات رأي عام ينظر بنظرة سلبية للمسلمين وكانت هناك عناصر غريبة عن الإسلام تغذي ذلك الرأي ووجدت بعض الجهات الغربية في ذلك بديلاً عن الخطر الشيوعي وهكذا بدأت هجمة على الإسلام، مما كان يفترض معه ان ينشط عمل المركز الإسلامي في روما لتقديم الصورة الحقيقية عن الإسلام, ولأن المملكة لا هدف لها إلا خدمة الإسلام والمسلمين بنية صادقة ومخلصة دون أية اهداف أخرى وهو ما يؤكده منهجها الإسلامي الذي يعتمد على الشريعة الإسلامية دستورا ونهجا للحكم والحياة وتحملها مسؤولية الاهتمام بالمسلمين، حيث لا يوجد بلد يدافع عن العقيدة الإسلامية بنية صافية كالمملكة العربية السعودية في جميع تعاملاتها وعلى كافة المستويات ولهذا كان لابد من النهوض بمسوؤليات تنشيط وتفعيل العمل الإسلامي في المركز بروما، فكان لابد من الاعتماد على الله قبل كل شيء ثم
على العلماء المسلمين الذين يستطيعون مخاطبة المجتمع الغربي متجاوزين التعطيل الذي طغى على اعمال المركز بسبب الخلافات ومحاولات استغلاله لمصالح شخصية,, وبحمد الله تغلبنا على جميع الصراعات واصبحت رئاسة مجلس إدارة المركز للسفير السعودي وتم الاتفاق مع رابطة العالم الإسلامي على تولي ادارة وتسيير المركز، فكما هو معروف بأن رابطة العالم الإسلامي منظمة غير حكومية ولهذا فإن لها حرية الحركة داخل ايطاليا وقد أدت هذه الاجراءات الى تفعيل عمل المركز وادى دوره في تعريف المسلمين الايطاليين والمهاجرين بأمور دينهم وحصنهم من محاولات الآخرين باستغلالهم للقيام بأعمال تسيء للإسلام والمسلمين وقد وجدنا تقديرا من المسؤولين الايطاليين لأن المسلمين في ايطاليا اكثر الاقليات بعدا من الاعمال الخارجة عن القانون واكثر التزاما بقانون البلد.

مركز الملك عبدالعزيز للدراسات
* كيف انطلقت سمو الأمير فكرة مركز الملك عبدالعزيز للدراسات الإسلامية؟
من خلال التجربة في المركز الإسلامي بروما وجد ان الكتب التي تدرس في المدارس الايطالية والاوروبية والتي تتضمن مواد عن الإسلام والمسلمين تسيء للإسلام,, فتكونت لدى الغرب صورة خاطئة عن الإسلام والمسلمين,, ولذلك نحن نحاول تغيير هذا المفهوم الذي يعد وليد قرون من الزمان,, وكيف نستطيع الوصول الى المثقفين في تلك البلاد لعكس الصورة الصحيحة عن الإسلام,, ومن هنا انطلقت فكرة انشاء مركز للدراسات الإسلامية بجامعة بولونيا بايطاليا,, علماً بأن هذه المبادرة جاءت من الجامعة نفسها,.
ففي الفترة الماضية قمنا بدعوة الكثير من الاساتذة السعوديين لايطاليا وقاموا بالقاء الكثير من المحاضرات في الجامعات الايطالية واصبح هناك اتصال بينهم وبين المثقفين الايطاليين فتغيرت نظرتهم حول الإسلام,, فجاءت مبادرتهم ورغبتهم في التعمق في الإسلام,, ونلاحظ ان ما يدرس لديهم عن الإسلام اغلبه نظريات أما العامل التطبيقي فنجده مفقودا,, فكانت فكرة الجامعة بانشاء مركز للدراسات الإسلامية ليس للتعرف على ايجابيات الشريعة الإسلامية ولكن للتعرف على كيفية تطبيق هذه الشريعة الإسلامية,, وهذا شيء يميز هذا المركز,, فعلى سبيل المثال فإنه يقوم بتعليم القضاء وكيفية تطبيق الاحكام,, فالرغبة الايطالية تهدف الى معرفة كيفية تطبيق الشريعة الإسلامية في هذه البلاد,, وعندما نتحدث عن الجامعة فنحن نقصد كلية الحقوق في الجامعة وكما هو معروف فهي تخرج المحامين والقضاة,, فالخريج من هذه الكلية لا يكون لديه سوى المام بسيط بالشريعة الإسلامية ومن هذا المنطلق اتت رغبتهم بانشاء المركز,, كما ان الجامعة طلبت ان يكون اكثر من نصف المدرسين من الدول الإسلامية بصفة عامة ومن المملكة بصفة خاصة,, فقاموا بطرح هذه الافكار على صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وتجاوب مع هذا الطرح وتم تقديم دعم لهم,, ونأمل ان يكون هذا العمل في خدمة الإسلام والمسلمين.
وكما اسلفت فإن دور المملكة في ظل المتغيرات والمستجدات دور اساسي,, ولديها من المثقفين والعلماء من يستطيعون تحمل هذه المسؤولية,.

إسهامات المملكة
في إقامة المراكز الإسلامية
* ورداً على سؤال عن اسهامات المملكة في اقامة العديد من المراكز الإسلامية ومعاهد البحث في كبريات الجامعات العالمية من خلال تبرع قادة المملكة وكبار رجالاتها,, وما مدى تأثير انتشار هذه المراكز في التعريف بالثقافة الإسلامية وتعزيز العلاقات بين المملكة والبلاد التي تقام فيها المراكز,, وتوقعات سموه لما ستحققه اقامة مركز الدراسات الإسلامية في جامعة بولونيا بايطاليا الذي تبرع الامير سلطان بن عبدالعزيز باقامته؟
- قال سموه: المملكة قامت بمساعدة الكثير من المراكز الإسلامية بناء على طلب من هذه المراكز او بناء على رغبة المسلمين المقيمين في البلاد الغربية التي تتواجد بها المراكز الإسلامية وتجاوبت المملكة مع هذه الرغبات,, وكان هدفها خدمة الإسلام والمسلمين في كافة اقطار المعمورة بايجاد اماكن عبادة لهم,, ويكون بينهم اتصال بالعلماء ليعرفوا حقائق دينهم,.
وبالنسبة لمركز الملك عبدالعزيز للدراسات الإسلامية بجامعة بولونيا فكما اسلفت يميز هذا المركز بأنه سيقوم بتدريس ما هو مطبق فعليا بالشريعة الإسلامية في المملكة وتقديم نماذج من هذا التطبيق وبناء على رغبة طلبة الجامعة,.

للإعلام دور
* ما رأي سموكم في الدور الذي يؤديه الإعلام العربي الإسلامي تجاه مثل هذه المراكز التي تخدم الإسلام والمسلمين؟
تعلمون ان المملكة تقدم الدعم والمساعدات للمسلمين في جميع انحاء العالم,, لكن الجانب الإعلامي يتناول دور المملكة في الإعلام الداخلي دون الاهتمام بالإعلام خارجيا، علما أنه في بعض المراحل اهم من الإعلان عن دور المملكة في خدمة الإسلام والمسلمين في الداخل,, وإعلان دورها على الصعيد الخارجي لا يعد نوعا من الدعاية ولكن الوقت يحتم ايضاح الصورة لما تقدمه المملكة من مساعدات ودعم للإسلام وليس الهدف من ذلك الدعاية.

زيارة الأمير سلطان لإيطاليا
* زيارة سمو الأمير سلطان لإيطاليا هل ستشمل مواضيع اخرى؟
الغرض من الزيارة هو افتتاح مركز الدراسات الإسلامية بجامعة بولونيا وليس هناك اي برنامج آخر قدم للأمير سلطان من الجانب الايطالي لاجراء مباحثات مع المسؤولين الايطاليين ولا ننسى ان هناك تغييرا حكوميا تم في ايطاليا قبل اسبوعين او ثلاثة وتغير عدد من الوزراء فلا استبعد ان يكون هناك لقاء تعارف بين الامير سلطان ووزير الدفاع الايطالي الجديد,, والزيارة خاصة لافتتاح المركز الذي سيسمى باسم الملك عبدالعزيز,.

حوار الأديان
* للمملكة مبادرات منذ عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله في حوار الأديان,, فبصفة سموكم سفيرا لخادم الحرمين الشريفين في ايطاليا,, وتقومون بدور معين مع الفاتيكان,, هل هذا الحوار مازال قائما؟ وإذا كان قد وقف فلماذا؟
من المعروف انه كان هنالك اتصالات بدعوة من قبل الفاتيكان للشيخ محمد الحركان وزير العدل رحمه الله في بداية السبعينيات,, وبالفعل قام بزيارة الفاتيكان وكان معه عدد من العلماء,, وكان هناك حديث عن بعض الأمور التي لم تكن واضحة بالنسبة لهم وكان اجتماعا مثمراً وترك انطباعا جيدا,.
وهناك نقطة هامة,, ماذا نعني بالحوار بين الاديان؟,, لا يجب ان يكون هناك خلط بين الحوار بين الاديان والحوار بين الثقافات فهناك ثقافة إسلامية واخرى اوروبية وغيرها,, من الممكن من خلال اقامة المراكز والدعوة الى ندوات ان يكون هناك تفاعل,.
لكن عند تحدثنا عن الاديان,, فمن هو المخول ليتحدث باسم الدين الإسلامي,, لا اعتقد ان هذا دور الدول وانما يترك ذلك الى علماء المسلمين ويترك الى منظمات غير حكومية، فهي التي تستطيع ان تصنع حوارا نسميه ما نسميه,, ولكن اعتقد المطلوب هو توضيح الصورة التي لديهم عن الإسلام,, وهذا ممكن ان يتم من قِبل المنظمات غير الحكومية,.
* كيف يتم تعامل سموكم مع دولة الفاتيكان باعتباركم سفيرا لدى ايطاليا؟
الاتفاقية الموقعة بين الفاتيكان والحكومة الايطالية تقضي بألا يكون السفير المعتمد في ايطاليا معمتدا لدى الفاتيكان,, ومعلوم انه لا توجد اي علاقة دبلوماسية بين المملكة والفاتيكان بل هناك اتصالات بحكم تواجدي بايطاليا,, وبين المسؤولين والبابا,, وكان اهتمام المسؤولين في المملكة ينصب في امور في المقام الاول تهم مسألة القدس وهذا هو السبب الرئيسي في هذه الاتصالات لوجود اقلية مسيحية في القدس الشريف وهي تعاني مثلها مثل المسلمين من الاحتلال الاسرائيلي,.
* ما ابرز النتائج التي تحققت على مسار العلاقات بين المملكة وايطاليا بعد الزيارة التي قام بها سمو ولي العهد إلى ايطاليا مؤخرا؟
كانت زيارة سمو ولي العهد التي قام بها مؤخراً هامة لعدة اسباب اولا انها كانت تأتي في اطار جولة سمو ولي العهد على عدد من دول العالم وتلبيته لدعوة الحكومة الايطالية ضمن هذه الزيارة العالمية وضع ايطاليا موضعا هاما,, كما انها جاءت بعد ترشيح الرئيس الايطالي الجديد وكانت هذه فرصة للقاء سموه بالرئيس الايطالي الجديد,, وتم خلال الزيارة استعراض مجمل المواضيع التي تصب في طبيعة العلاقات الثنائية بين المملكة وايطاليا وسبل تطويرها كما كان هناك استعراض للوضع في منطقة الشرق الاوسط,, كما تم استعراض الاوضاع في كوسوفا,.
وكان توقيت زيارة سموه لايطاليا مهما ومفيدا وايجابيا للطرفين، وتم خلال الزيارة عقد لقاءات ثنائية بين الوزراء المرافقين لسمو ولي العهد ونظرائهم في الجانب الايطالي وتم التطرق لكيفية تطوير العلاقات,, في الوقت الذي كان لدى المملكة توجه لفتح باب الاستثمار وفتح الاستدعاء للشركات العالمية للاستثمار بالغاز,, وتجاوبت ايطاليا لذلك وتم ارسال وفد ايطالي الى المملكة لمناقشة هذه المواضيع,, وقدمت بعض المقترحات,.
كما ابدت ايطاليا خلال زيارة سمو ولي العهد تأييدا تاما لانضمام المملكة العربية السعودية لمنظمة التجارة العالمية كما ابدت تأييدها لترشيح الدكتور غازي القصيبي سفير خادم الحرمين الشريفين في المملكة المتحدة لمنصب امين عام اليونسكو,.
واجمالا اثمرت زيارة الأمير عبدالله بن عبدالعزيز لايطاليا نتائج طيبة ومن اهم ما تم الاتفاق عليه هو انعقاد اجتماع للجنة السعودية الايطالية المشتركة في المملكة خلال العام الجاري 2000م.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

عيد الجزيرة

متابعة

حوار

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.