Sunday 9th January, 2000 G No. 9964جريدة الجزيرة الأحد 3 ,شوال 1420 العدد 9964



عيد الوطن
عسير

* ابها غازي مطاعن
تلك المعاني الرائعة للعيد,, الكل يعرفها فروحانية ايام العيد تأتي بعد حدث روحاني عظيم,, عيدالفطر يأتي بعد شهر الخير والبركة رمضان المبارك الذي اوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار وهنا تأتي الفرصة ببلوغ هذه المرحلة فنحتفل بالعيد بمعنى واحد وبأشكال مختلفة كل حسب طريقته وان توحد معناه وهدفه ونتائجه من تصالح وتصافح,, وفي منطقة عسير هناك احتفالية خصوصا بهذا العيد او ذاك ففي اواخر ايام رمضان تستعد المنازل واهلها بوداع شهر الخيرواستقبال ايام العيد وتنقسم هذه الاحتفالية الى عدة اقسام قبل واثناء لدى الاسرة العسيرية فكما استعدت المنازل بالزينة والتزين تستعد سيدة المنزل بأكله شعبية وبعض الحلوة ويستعد الاطفال بالملابس الجديدة,, كيف تستعد الاسرة العسيرية للعيد وكيف يتم قضاء ايام العيد والتمتع بلحظاته ايام زمان؟ وهنا اتحدث عن ايام زمان لاعادة تلك الايام لذاكرة البعض وروعتها وجمالها وتثقيف ابنائنا وبناتنا بتراثنا وعاداتنا الحميدة,, ففي منطقة عسير يتم الاستعداد للعيد منذ الايام الاخيرة في شهر شعبان وتستمر الى الايام الاخيرة من شهر رمضان وتأتي هذه الاستعدادات باعادة صيانة المنزل والذي كان في ذلك الحين من الطين او الحجر وفي بعض المناطق بالاثنين معا, وهذا يستدعي مراعاة الصيانة نفس مواد البناء الطبيعية وعادة يتم قبل ايام العيد غسل جميع قطع اثاث المنزل او تنظيفها على الناشف بضربها بالعصي حتى يتم ازالة كل ما علق بها من تراب او خلافه ووضعها في الشمس فترة للتعقيم وفي الجانب الاخر يعاد طلاء المنزل من الداخل اما الاثاث القطني فيتم (ترفه) اي اعادة فرد القطن ثم حشوه مرة اخرى وكان يقوم بهذه المهمة (القطان) عبر آلته البدائية (الوتر) و(المطرقة) ثم يعاد ترتيب المنزل بعد ان تم تلميع جميع الاواني المنزلية وهذه المهمة يقوم بها اما سيدة المنزل او (النحاس) ثم ننشر العطور والبخور والرياحين,, اما الوالد فيأخذ الاطفال الى السوق لشراء ملابس العيد التي لا تزيد عن ثوب ملون وجزمة او صندل من العصب واذا كان الطفل اكبر فيتم شراء (قبعة) الطاقية وغترة وفي بعض الاحيان (بدلة) يعود بها الطفل الى المنزل يضعها الى جوار مرآته ويراقبها حتى الصباح,, وفي صباح العيد الباكر تقوم سيدة المنزل باعداد فطور العيد فيختلف من منزل الى آخر فهناك من يعد (العريكة) وهي من البر والسمن والعسل والبعض (يعد المبثوثة) والبعض (التصابيع) الى جانب تحضير (حلاوة العيد) وقد كان الاهالي يحضرونها من مكة وهي عبارة عن (الحمص والحلاوة الملونة) حلاوة الحج وايضا تختلف من منزل الى منزل حسب امكانية كل اسرة,في صباح العيد يذهب الجميع الى صلاة العيد وعند العودة يجتمع الجميع في منزل كبير العائلة للمعايدة ثم الجولة على افراد الاسرة حسب السن وبعد الانتهاء يجتمع الجيران في احد المنازل ومن ثم تتم المعايدة على اقرب الجيران حتى آخر جار ثم يتفرق الجميع للمعايدة على باقي الاهل والاصدقاء وعلى كل حال يقدم كل شخص للمعايدين ما اعدته سيدة المنزل من افطار مع القهوة والشاي اما السيدات فغالبا تبدأ زياراتهن في العيد من بعد الظهر فيما يقوم الاطفال بالتجمع والتجول على المنزل للمعايدة واخذ العيدية متباهين بملابسهم الجيدة وقد تقدم لهم العيدية اما حلوى واما بعض القروش يجمعها الاطفال ويتسابقون الى شراء ما كانوا يتمنون او ينهجون الى صاحب (المدريها) وهي (المرجوحة) وهكذا تسير الثلاثة ايام في كل عيد مع بعض الاختلافات في عيد الاضحى,.
ودائما يستقبل اهالي المنطقة هذه المناسبة للاصلاح بين المتخاصمين وذلك لاجتماعهم في مكان واحد حسب العادة فيتم التصافح والتسامح وبداية حياة جديدة.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

عيد الجزيرة

متابعة

حوار

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.