الطراطيع عدو الأطفال مزعج الكبار شراء الإعاقة بعيدية الفرح المنع والتحذير والتوعية بأخطارها لم يحد من انتشارها |
* جولة : حسين بالحارث
كان محمد ابن السنوات الست يتفتح في الحياة كما تتفتح الوردة بألوانها الزاهية لتضوع منها الروائح العطرية تغشى من حولها وكان والداه فرحين به ومزهوين بطفلهما الوسيم او وحيد الذي لا يملان من مراقبة حركاته وسكناته التي كانت بدورها تختطف الألباب فهذا الطفل هبة من الله العلي القدير,, لقد كان بامكان الجميع ان يتخيل والدي محمد ان حدث له مكروه, ولكن كيف نحافظ على زهرة تعطر حياتنا ونجعلها سعيدة وجميلة في ظل وجود الممارسات اللامسؤولة عندما تنفجر لعبة نارية لتفقأ عين محمد وتحول عيد محمد وعيد والديه الى كابوس يعاود زيارته في كل لحظة فرح ويجثم على الصدور مع كل مناسبة حيث الذكرى الاليمة الذي افقدت محمد احدى عينيه دون مبرر,, تلكم القصة حدثت وقد تحدث لكل طفل ولكل اسرة طالما توجد قنابل اسمها العاب نارية وطراطيع تباع للاطفال على الارصفة وفي بعض المحال التجارية تحت سمع وبصر الاجهزة الرسمية التي يفترض ان تحمي المواطن من جشع تجار الموت الذين يستوردونه ليكون ابناء الوطن هم الضحايا كما ان حركة البيع تلك وخصوصا في الاعياد تتم بصمت فاحش وغير مسئول من كثير من المواطنين بالرغم من ان الضحايا هم من ابنائهم ويقولون فلذات اكبادهم.
اذن من ينقذ ابناءنا وللاجابة عن السؤال حاولنا الاقتراب من اطراف هذه الظاهرة وكانت البداية مع بعض الباعة والمشترين الذين يمثلون نموذجا لاسواق اخرى لبيع الالعاب النارية والمفرقعات في مختلف مناطق المملكة خاصة مع قدوم ايام العيد.
رقابة ضعيفة
بداية يقول علي محمد اليامي عن انواع الصواريخ والطراطيع التي تباع في السوق: ان هناك انواعا عديدة وهي حوالي 25 نوعا واسعارها تبدأ من 5 ريالات حتى تصل الى 130 ريالا, ويحصل الباعة على هذه الالعاب عن طريق التجار وهم تجار كبار برغم من مراقبة رجال الامن والدفاع المدني لان تلك الرقابة ليست رقابة صارمة.
شديدة الانفجار
اما درهم صالح فيقول: ان الباعة في الغالب هم من النساء ويتجمعون بالقرب من مناطق التجمعات التجارية في اوقات متغيرة باستمرار وزبائنهم بالعادة هم من الاطفال والمراهقين والعجيب ان هناك رجالا يشترون لاطفالهم بأنفسهم وكأنهم لا يعلمون اخطار هذه الالعاب على ابنائهم, خاصة ان بعض هذه الالعاب شديدة الانفجار ولا تستخدم الا خارج المدينة في النزهات البرية.
ويقول حسين محمد ابو الرحى: بحكم معرفتي بالسوق وكثرة ترددي عليه ارى ان الطراطيع والصواريخ بشتى انواعها منتشرة منذ سنوات ومع بداية شهر رمضان يحدث حملة وضجة داخل السوق ويراد بها التسويق ورفع السعر نظرا للاقبال على الالعاب النارية لان رمضان هو الموسم الحقيقي لمثل هذه الالعاب واسعارها في ارتفاع وعن أخطارها قال هو سوء الاستخدام مثلا لو تعطي طفلا مراهقا سيارة اكيد سوف يسبب كوارث وكذلك الالعاب النارية.
ويضيف ابو الرحى: ان معظم الباعة يستغلون شهر رمضان لكي يروجوا لهذه الالعاب وعن اخطارها قال هي خطرة ولكن ماذا نعمل مع الصغار في المنزل وهم يصرون على طلبها أسوة بأبناء الجيران.
باسم الحاجة
احدى البائعات كانت تجلس على احد ارصفة الدمام وبالتحديد بجوار اسواق الشرق الاوسط,, اقتربنا منها وسألناها فقالت: نحن نسعى في طلب لقمة العيش والالعاب النارية ارباحها كبيرة وسريعة لانها تجارة محدودة على مواسم قليلة كالاعياد وخوفاً من ان ينكشف امرنا نبيعها في الخفاء وكما ترى نكلم الزبون بصوت منخفض لان مخاطرها كثيرة ولابد من الحرص عند اللعب بها حتى لا يحدث هناك مخاطر او حرائق لا سمح الله.
ممنوعة
وحول هذه القضية الخطرة والتي سبق وصدرت بشأنها تعليمات من قبل وزارة الداخلية لمنعها التقت (الجزيرة) الرائد اسعد العثمان مدير ادارة السلامة والاطفاء بالدفاع المدني فقال:
لاشك ان ظاهرة بيع واستعمال المفرقعات النارية واضحة للجميع حيث اصبح استعمالها مترافقا مع دخول شهر رمضان المبارك ومناسبة الاعياد وللاسف فان هذه الظاهرة تحولت الى تقليد يلتزم به بعض الآباء قبل الابناء متجاهلين خطورة هذه المفرقعات فلا يكاد يصدق احد ان مثل هذه المفرقعات قد تحدث اضرارا جسدية او خسائر مادية حيث انها في نظرهم لا تزيد على كونها وسيلة للعب والتسلية فكم من طفل اصيب اصابة بالغة نتيجة استعمال هذه المفرقعات ومن المعروف انه يمنع منعا باتا بيع هذه المفرقعات وتداولها حيث يتم ادخالها من قبل القادمين للمملكة بصفة شخصية والدفاع المدني يرى ان من الواجب وضع حد لهذه الظاهرة التي ينتج عنها شر كثير وذلك بالتعاون المباشر بين المواطن والدفاع المدني والجهات الامنية الاخرى وذلك بالابلاغ عن الاماكن التي يتم فيها البيع حتى تقوم دوريات السلامة والامن باتخاذ الاجراءات.
|
|
|